Tuesday 23rd November,200411744العددالثلاثاء 11 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق قلم دفق قلم
لماذا الكذب؟
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

إنَّ العجب لا ينقضي من هذه الأكاذيب التي لا يتوارى من سوئها أصحابها، ولا يتورَّعون، ولا يجدون في أنفسهم حرجاً من انكشافها أمام الناس، فيمضون في طريقهم دون أن تتمعَّر وجوههم خجلاً ممَّا أقدموا عليه.
لماذا الكذب من المسلم؟ ولماذا ينسى من رزقه الله عقلاً أنَّ الكذب أمر محرَّم شرعاً، وأنه طريق الإرجاف والإثارة، وأنه وسيلة من وسائل إشعال الفتنة في المجتمع، وإثارة الأحقاد في الوطن، وأنَّه معولٌ خطير من معاول هَدْم الأمن الذي نسعى جميعاً إلى الحفاظ عليه.
إنَّ استمرار بعض الصحف في أكاذيبها وإرجافها، وإساءتها إلى أمن هذا البلد، واستقراره، وتآلف أهله وتلاحمهم، يحتاج إلى وقفة صادقة عادلة توقف ذلك التَّيار الجارف الذي نُبتلى به دائماً، وتصرف عنا أفراداً وجماعات، تلك الأراجيف التي تجعل من الحبَّة قُبَّةً، ومن الصغيرة كبيرة.
إنَّ المنهج العام الذي تسير عليه الصحافة الجادَّة ذات الرسالة والمسؤولية في بلادنا هو منهج الإسلام الذي تعلنه دولتنا ليل نهار، وترفع شعاره في كل لقاءٍ ومؤتمر، وهو المنهج الواضح الذي يستمد وضوحه من كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول صلى الله عليه وسلم) التي تخفق بها راية التوحيد دائماً، وهذا المنهج يرفض رفضاً قاطعاً (الأكاذيب) وينفر من أساليب التضليل والإرجاف في هذا الوطن العزيز وفي غيره من أوطان المسلمين.
(إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يصبح عند الله كذَّابا).
هذا جزء من حديث نبوي شريف واضح كلَّ الوضوح في بيان تحريم الكذب وتجريم الكاذبين، الذين يصيحون مع كل صائح ويفرحون بكلِّ عثرةٍ أو خطأ ليمارسوا دورهم المشين في الإرجاف والتضخيم، وإشاعة عدم الثقة في مجتمعاتنا.
لماذا الكذب؟
إنَّ الصحيفة التي تحترم نفسها، وتحترم منهج البلد الذي تصدر فيه، وتنطلق منه، وتراقب الله عزَّ وجلَّ فيما تنشر من الأخبار والمقالات، لا تقع في مستنقع الكذب الآسن، ولا تغوص في أوحال الإرجاف وإثارة الفتنة.
لماذا الكذب؟ خاصة فيما يتعلَّق ببلادنا، ومؤسساتنا، ومدارسنا، ومفكرينا وعلمائنا، ولماذا تقديم سوء الظنِّ، في كل حادثة تجري، أو خطأ يحدث؟
إنَّ تتابع الأكاذيب والأراجيف من بعض الصحف فيما تكتب عن هذا البلد الغالي يدعونا إلى مناصحة المسؤولين فيها، ودعوتهم إلى مراعاة الحق والصدق، وعدم إثارة الرِّيبة والشك فإن رسالة الصحيفة الجادَّة رسالة إصلاح وليست رسالة إرجاف.
إشارة


هكذا الدنيا كما جرَّبتها
طول ما فيها شديد القِصَرِ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved