Tuesday 23rd November,200411744العددالثلاثاء 11 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

المتقاعدون.. لا تخافوا عليهم !! المتقاعدون.. لا تخافوا عليهم !!

تعليقا على ما كتبه أحد الاخوة لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 4 شوال ، حول المتقاعدين والحاجة إلى إنشاء جمعية خاصة بهم تحفظ حقوقهم وتصدر لهم بطاقات خاصة لتسهيل أمورهم في كل القطاعات الحكومية أثناء مراجعتهم لها ، وتساعدهم في الاقتراض من البنوك وهو تعليق على ما اقترحه الكاتب عبد الله الكثيري .
وفي نظري فإنه لا توجد حاجة لإنشاء مثل هذه الجمعية أو حتى تمييز المتقاعدين على غيرهم من المواطنين بأية مساعدات أو تسهيلات خاصة بهم لدى الجهات الحكومية أو غير الحكومية ، فقد أخذ المتقاعدون نصيبهم من الاهتمام الخاص لدى الجهات المختلفة بحكم ما كان لهم من السلطة أو العلاقات الوظيفية العادية ، وهم الآن مواطنون عاديون ما ينبغي معاملتهم معاملة خاصة أو تمييزهم عن غيرهم من المواطنين بشيء ، لكن المسؤولين - وفقهم الله - يسعون جاهدين للقضاء على المحسوبية والمعاملات الخاصة التي أفسدت على المواطنين الكثير من مصالحهم ، وتسببت في الإخلال بالأنظمة والتعليمات التي وجدت لمصلحة الجميع ثم إنني أود أن أطرح التساؤلات التالية :
1- ما هي حقوق المتقاعد التي يلزم مساعدته على إنجازها لدى الجهات الحكومية؟ أنا لا أعتقد أن هناك سوى راتب التقاعد وهذا لا يحتاج إلى متابعة أو تعقيب ، فالمصلحة تكفلت بإنزاله في الحساب في وقت محدد من كل شهر ، أما مساعدة المتقاعد على إنجاز حقوقه الناشئة عن اشتغاله بالأعمال التجارية أو تسهيل مهمته في التعقيب على معاملات أقاربه لدى الجهات الحكومية ، وبخاصة المتعلقة بالنقل والتعيين وهي أكثر المهام التي يقوم بها المتقاعدون فهذا مالا نقر الكاتب عليه ، لأن المواطنين الآخرين من أصحاب المصالح والمهام المشابهة يتضررون بهذا الأمر ، وهو في نفس الوقت محاباة وتنطع لبعض المواطنين لا مبرر له.
2- بالنسبة لمنع البنوك إقراض المتقاعدين فهو أمر طبيعي لأنهم يخشون على حقوقهم لدى أناس تجاوزت أعمارهم الستين أو السبعين ، خاصة وأن راتب التقاعد يؤول بعد الوفاة إلى الورثة وقد يؤول جزء منه أو يؤول بالكامل إلى المصلحة مع عدم وجود مستحقين ، وأعتقد أن الأخ الكاتب لو كان مسؤولا في أحد البنوك لكان لديه نفس التمنع أو أكثر .
3- لا ننسى أن الكثير من المتقاعدين لديهم أبناء تبوأوا مناصب في الجهات الحكومية وأصبحوا قادرين على مساعدة آبائهم في مراجعة الجهات الحكومية أو النيابة عنهم في كل ما يحتاجونه من هذه الجهات فضلا عن الأقارب الآخرين .
4- لا أدري لماذا كل هذا التركيز على المتقاعدين فمن مطالب بزيادة روابتهم ، ومن مطالب بإنشاء نواد خاصة بهم ، ومن مطالب بتشغيلهم والاستفادة من خبراتهم ، ومن مطالب بإنشاء جمعية ترعى شؤونهم مع أن المتقاعدين في نظري أحسن حالا من صغار الموظفين ، وأحسن حالا من المتخرجين الذين ينتظرون التعيين منذ سنوات ، وأحسن حالا من أصحاب الحرف والمهن البسيطة ومن سائقي سيارات الأجرة والباعة المتجولين الذين تطاردهم البلديات في كل مكان ، ومن بائعي المساويك ومن العائشين على مساعدات الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية ، وغيرهم من الفئات التي تستحق أن يوجه الاهتمام اليهم بدلا من التركيز على المتقاعدين الذين يمتلك أغلبهم الأسهم والعقارات والمؤسسات التجارية والمعمارية والمزارع والاستراحات والورش والبقالات ، ومنهم الأئمة والمؤذنون وخدم المساجد وغير ذلك من النشاطات. هذا ما أردت التعقيب به .. والله الموفق .

محمد حزاب الغفيلي/الرس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved