* صحيفة الجزيرة - فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
إن حياة الناس في فلسطين المحتلة أصبحت لا تطاق. إن الجنود والضباط والقادة العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي فقدوا الضوابط الخلقية والإنسانية. إن جيلاً إسرائيلياً كاملاً يفقد أخلاقه وقيمه، ورجاحته واتزانه، وأحاسيسه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. هذه العبارات مقتبسة من بيانات صادرة عن منظمتين إسرائيليتين تنشطان في مجال حقوق الإنسان..
الأولى: منظمة 'نكسر حاجز الصمت، والثانية: كتلة السلام.. وقد أصدرت هاتان المنظمتان بيانات متتابعة طالعتها الجزيرة، في أعقاب الانتهاكات الفاضحة التي يقترفها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة، دون وازع من ضمير ولا أخلاق بدأ بقتل الأطفال، وبدم بارد، مرورا بالتقاط الجنود الإسرائيليين صورا تذكارية مع أشلاء الفلسطينيين، انتهاءً بتصريحات نائب رئيس الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، دان حلوتس، الذي كان يشغل قائداً لسلاح الجو الإسرائيلي، الذي على ما يبدو أنه غير نادم على تصريحات، تفوه بها في وقت سابق، حين اسقط طيار إسرائيلي بأوامر منه قنبلة تزن طناً على حي الدرج السكني في غزة في يوليو -تموز من عام 2003، حيث استشهد صلاح شحادة، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، وقد استشهد معه ( 14 فلسطينيا مدنيا ) بينهم ثمانية أطفال وثلاثة من النساء، يبدو أن هذا الجنرال الإسرائيلي غير نادم على تصريحاته التي قال فيها: إنه ينام جيدا مرتاح البال، مرددا في حينه، خلال مقابلة مع (هآرتس العبرية) حين أطلق الطيار القنبلة أشعر بضربة خفيفة في الطائرة، وهذا كل شيء..
وفي خطوة استثنائية أمرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية الجمعة ( 19 - 11 - 2004 ) نائب رئيس الأركان، دان حلوتس بالرد في غضون 15 يوما على أقوال نسبت له في مقابلة صحفية.
وأشار القاضي الإسرائيلي ليفي، الذي صاغ القرار: نحن نتوقع أن نقرأ رد نائب رئيس الأركان ليس فقط كتأكيد أو نفي الأقوال المنسوبة إليه، بل أيضا موقفه القيمي بشأن ما قيل.. لدي إحساس غير مريح، على أقل تقدير، من الأقوال التي نشرت باسمه.. إذا كانت الأقوال التي قالها تعكس مذهبه الفكري، عندها.. لا أريد أن أطور الموضوع..!!!!
|