* الأمم المتحدة - (رويترز):
قالت مسؤولة بارزة في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تحقق في نحو 150 ادعاء بارتكاب الطواقم المدنية والجنود التابعين للأمم المتحدة انتهاكات جنسية في الكونجو سجل بعضها على شرائط فيديو.
وقالت جين هول لوت مساعدة الامين العام في ادارة حفظ السلام امس إن الاتهامات تشمل استغلال الاطفال جنسيا والاغتصاب والدعارة.واضافت لوت - وهي امريكية - أن هناك أدلة مصورة وأخرى مسجلة على شرائط فيديو تعزز بعض الادعاءات وأن معظم هذه الاتهامات ظهرت منذ الربيع.
وأردفت لوت في مؤتمر صحفي (نحن نسلط الضوء على هذه المشكلة لتحديد مداها ولن نتوقف عند هذا الحد).
ولم تذكر لوت إن كان 150 شخصا مختلفا كانوا ضالعين في هذه الانتهاكات الا انها اوضحت أن بعض المشتبه بهم ارتكبوا اكثر من جريمة.
وفي مايو ايار الماضي ابلغت الأمم المتحدة عن نحو 30 انتهاكا بين قوات حفظ السلام في بلدة بونيا الواقعة في شمال شرق البلاد حيث يتمركز اكثر من نصف عدد الجنود الذين يتجاوز عددهم عشرة آلاف فرد.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة ان جنديا فرنسيا وجنديين تونسيين اعيدوا الى بلادهم كما أوقف ثلاثة من الموظفين المدنيين التابعين للأمم المتحدة عن العمل في الشهر الماضي.
وللأمم المتحدة الولاية القانونية على العاملين المدنيين معها الا ان القوات العسكرية التي تقدمها الدول تبقى تحت سيطرة هذه الدول ولا يمكن للمنظمة الدولية اكثر من أن تطلب من هذه الدول سحب أي جندي متهم ومحاكمته في بلاده.
وتوجه الشهر الماضي جان ماري جوينو نائب الامين العام لشؤون حفظ السلام الى الدولة الواقعة في وسط افريقيا. ووعد المسؤول بتحسين انضباط العاملين.
ويتوقع ان يصدر مكتب المراجعة الداخلية التابع للأمم المتحدة قرارا حول الانتهاكات في بونيا قريبا.
وقالت لوت إن ادارة حفظ السلام سترسل فريقين على الأقل الى الكونجو لبحث الجوانب المختلفة للمشكلة.
كما زار الكونجو خلال الشهرين الأخيرين الأمير رعد بن الحسين سفير الاردن لدى الأمم المتحدة الذي يعمل مستشارا خاصا للأمور المتصلة بالاستغلال الجنسي في المنظمة الدولية وهو مسؤول عن إقناع الحكومات باتخاذ اجراءات ضد جنودها الذين يتهمون بارتكاب جرائم من هذا القبيل.وعمل الامير رعد مسؤولاً للشؤون السياسية في مهمة حفظ السلام في البوسنة ما بين 1994 و1996.
ويوم الجمعة الماضي اعرب كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة عن غضبه الشديد ازاء هذه الانتهاكات قائلا (يؤسفني أن هناك ادلة واضحة على وقوع اعمال تنم عن سلوك شائن... هذا امر مخجل بالنسبة للامم المتحدة... وأشعر بغضب بالغ ازاء ذلك).
واضاف عنان اثناء وجوده في تنزانيا حيث اطلعه جوينو على الاوضاع (لقد اوضحت منذ مدة طويلة موقفي ازاء الاستغلال والانتهاك الجنسي وهو لا تسامح مطلقا ودون استثناء وانا مصمم على تنفيذ هذه السياسة بأسلوب أكثر وضوحا).
|