Monday 6th December,200411757العددالأثنين 24 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
الطريق إلى القدس! « 2 - 2 »
عبدالفتاح أبومدين

* لعلي، انطلاقاً من المسلسل الذي لم يكتمل عرضه عبر شاشة التلفاز في رمضان الماضي: - الطريق إلى كابل -، عنَّ لي أن أتطلع إلى مسلسل جديد، عنوانه: (الطريق إلى القدس).. وهو حلقة من المسلسلات الدائرة في الساحة، وإذا كانت أفغانستان تمور في صراعها مع الأطماع الغربية، وأن كاتب وسيناريو - الحجاج بن يوسف - التاريخي، ربما فكر في مسلسل جديد، لا يشغله الحجاج وحده في العراق، وإنما غزو من أكبر دولة في الأرض، جاءت لتحتل وتدمر الأورانيوم ووسائل مفاعل ذرية، خزنها صدام تحت الأرض، والدولة الغازية، تريد حماية إسرائيل المسكينة المستضعفة، وليس هدفها الاستيلاء على تمور العراق ونهري دجلة والفرات، ولا بتروله، ولا خنق إيران وغيرها!
* فكرت حين يئست من بث مسلسل أفغانستان، علّ كاتبنا السيد - جمال أبو حمدان - إذا كان شجاعاً، أن يكتب مسلسلاً يسميه : (الطريق إلى القدس)، ولعله يجد من يموله من العرب الأغنياء وهم كثر، وأن يكون بأكثر من لغة، ويبث إلى العالم، الذي يدري والذي لا يدري، عن ظلم شعب شجاع بطل، طحنه الاستبداد والقتل ليل نهار، بالمدافع والرشاشات والطائرات، مؤيداً ومدعماً من أمريكا، لأنه مسكين ومضطهد ومعتدى عليه، أما المقاتلون الشجعان بالحجارة، فإنهم لا يستحقون الحياة، وينبغي أن يبادوا وأن تدمر ديارهم ويجتث زيتونهم وبرتقالهم وزروعهم!
* فكرت إذاً في مشروع: (الطريق إلى القدس)، كبديل لمسلسل أفغانستان، فقضية فلسطين، توشك أن تختم عامها الستين، والمواطنون هناك مضطهدون، عبر إبادة تحيق بهم، وإسرائيل - تعيّط - في المحافل الدولية والدنيا كلها، أن العرب يريدون أن تجتث إسرائيل من فوق الأرض ولا يبقى لها قرار، لأنها لا تستحق الحياة، ولأنها معتدى عليها، وهي مظلومة مستضعفة، لا حول لها ولا طول.. وتجد حتى العقلاء من العالم الغربي يتعاطفون معها، ويريدون أن تبقى وأن تبغي وتستبد، ومن حولها يبقون في ذل وموات، والأمم المناصرة للمعتدي، تتشدق بالديموقراطية والعدل والحرية، وحين نفتش عن هذا الادعاء - لا نجد منه شيئاً.
* إذاً، وإلى أن يأتي نصر الله، وهو آت بإذنه، دعونا نقم بدعوة أو قل عرض حال، في مسلسل عنوانه: الطريق إلى القدس.. المهم أن نستبدل شكوانا وصراخ أصواتنا التي بحت، ببرنامج تلفازي، نعرض فيه قضيتنا، ونقدمها بأكثر من لغة، عسى أن نجد من يتعاطف معنا، ويسمع لنا ويناصرنا حتى بالأصوات!
* ولكني أخشى أن لا نجد من يمول هذا المسلسل، الذي يحتاج إلى الملايين، فيقال لنا مثلاً: نحن مستعدون لتمويله، لكننا نخشى - الفيتو في مجلس الأمن، فيمنع تصوير المسلسل، ويحال بيننا وبين ما نشتهي.. أنا لست يائساً، وما دامت قضيتنا معلنة وشعبنا في فلسطين مضطهد ومغلوب على أمره، فلا ضير أن نعري إسرائيل، ولا نيأس من الحرب بكل السبل في الأرض، إلى أن يأتي نصر الله، وهو آت، لأن الله لا يخلف وعده!
* لا أدري هل المسلسل الذي خطر على بالي، يمكن أن يتحقق وأن نمسي ونصبح فنراه على شاشة التلفاز، يعلن في صوت جهوري: الطريق إلى القدس، إلى المسجد الأقصى، وفي مطلع كل حلقة، قول الحق: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، ونمر بتاريخ فلسطين، عبر البطولات والفتوحات، ونتوقف مع الفتح أيام ابن الخطاب رضي الله عنه، وصلاح الدين الأيوبي، لنرى النصر، ونرى عدل الإسلام مع غير المسلمين.. نذكر بالتاريخ، كما يذكر الحق بالقرآن من يخاف وعيد، عسى أن نجد من يتعاطف مع حق شعب، حق ضاع، ونحن طلابه، لن نتوانى عن السعي والكفاح بكل السبل لاسترداده.
* وشعب فلسطين البطل، لن يكل ولن يمل، حتى يستعيد أرضه وملكه، وتكون له دولة مهيبة، حين يزول الذل والخنى، من شعب ماكر غشوم ظالم.. ودعونا نتذكر قول الحق ووعده في سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً} ونتذكر قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: (لتقاتلن بني إسرائيل حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله) أقوال لا ريب فيها، إذاً فإن ساعة القضاء على عصابة المجرمين آتية لا ريب فيها وإن طال الزمن.. وبفضل الله جمعهم من شتى أقطار الأرض في فلسطين لتكون نهايتهم والقضاء عليهم.. إنه حكم الله وعدله، لأنهم ظالمون ومفسدون في الأرض عبر التاريخ، وقد سجل القرآن ذلك في سورة البقرة وغيرها.. وإني ما أفتأ أردد بيت شعر لأحد الشعراء المعاصرين:


إن قوماً لا يؤمنون بحق
أرهم قوة بها يؤمنونا

ومطلع القصيدة:


شتت الله شملهم فرقونا
إنهم ظالمون مستبدونا

* دعونا نسع في مسلسل، نقدمه في رمضان القادم أو مستقبلاً: الطريق إلى القدس، فما ضاع دين وراءه طلاب، ودعوني أردد قول الحق: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} يا حي يا قيوم انصرنا على أعدائنا حتى لا نذل، وانصرنا على أنفسنا حتى لا نضل، فأنت المستعان والقوي العزيز!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved