Monday 6th December,200411757العددالأثنين 24 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

وطني .. والإرهاب وطني .. والإرهاب
وجدان الرياض بنت موسى / القصيم

إن كل ما سطرت في هذه الرسالة قد انعقد همه وسواده، فكان عجاجه ثائرة من حرب الهوى، ليس تحتها في حوة القلب إلا ألم كضربة سيف أو طعنة رمح أو كية برصاصة ملتهبة حمراء، احتلت نفسي عما كانت فيه من الغيظ والموجدة، ودافعتها وغالبتها حتى وقفت على صراط النسيان، ولكني في ذلك إنما كنت كناقش الشوكة بالشوكة، يعالج وخزة واحدة بواخزات كثيرة، ويكشف عن حمة العقرب النباتية بحمة مثلها، وما زلت أنكت بسن هذا القلم في صميم هذا القلب حتى فاض في صفحات هذه الرسالة.
قبضة من هذه الأوراق بيني وبين تلك (الحبيبة مملكتي) ما تجعل قبضة من التراب بين الحي والميت، إذا تنثر يد الموت من ذراتها عوالم أبدية بينك وبين من تحب أو من كنت تحب.
حسوت كأس الحب فدارت في دمي، وانحدرت إلى قلبي، وصعدت إلى رأسي وهذه الرسالة هي الحقيقة التي كانت في خمرها قطرت من القلم كلاما ومعاني ومنذ اليوم سأضع العقل بيني وبين تلك الكأس فلا أراها إلا جنونا ملونا، ومرضا مزخرفا. ثم لا أراها إلا حلما خمريا زاهيا، إن حسن بالنائم أن يستغرق فيه لا يحسن بالمتيقظ ان يلم به، ثم لا أعرفها إلا شيئا يجب أن اطرحه، إن لم تدعه لأنه اثم فلتدعه لأنه ذم.
الإرهاب في مملكتي ! اضطرمت النار فأكل بعضها بعضا، وهذه الرسالة هي صوت الماء الذي صب عليها ليطفئها فزفرت به الزفرة الأخيرة، ومات الهوى لما أصيب مقاتله.
تلك مسألة امتحنتني الحياة بها فما كان أجهلني إذ ركبت فيها الشبه، أصرفها بعنان الحيرة فمضت تتخبط بي، إن إعجابي في مملكتي المجنون أخرج لي الحقيقة الصغيرة على الأرض خيالا في قدر السماء، يتلألأ في عين الشمس على أجنحة الملائكة. وكذلك الجهل في الإنسان، يخرج له من كل مسألة سهلة الحل مسألة لا تحل أبدا، فلا يبرح الفكر فيه مقبلا ومدبرا، ولا ينفذ إليها إلا من الجهات المستحيلة لا يخرج الصواب لا من واحدة منها ولا منها كلها والخطأ من ههنا من لا شيء.
أيها البشر الذي يحسب كل شيء موطىء قدميه. إن ذلك الحي بدموعه لم يذل لك الأموات العظماء الذين استودعوا لآلىء كبريائهم الكريمة في الأصداف من عظامه تحت الأمواج الجياشة من دمه الحر، ومن تعزه نفسه فلا يصلح إلا أن يكون رجلا لا يصلح ...
والآن سأدع صمتي يتمم كلامي. وانه لصمت قاتم الأعماق، أسود النواحي، لأنه مملوء بفكرة التوبيخ، مظلم شيد الحلك لأن شمس الحب لم تسطع فيه، مستغلق، مبهم لأنه صورة الظن السيىء موحش مقفر لأنه رسم قلبا حزينا رأى العجب من أبناء جلدته يقتلون أبناءهم في مملكتي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved