Monday 13th December,200411764العددالأثنين 1 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الصحوة (2) الصحوة (2)
عبدالله الصالح العثيمين

انتهت القراءة في الحلقة الأولى بانتهاء الفصل الأول من كتاب الصحوة، الذي ألَّفه ديفيد ديوك، عضو الكونجرس الأمريكي سابقاً، وترجمه إلى العربية الدكتور إبراهيم الشهابي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني وقد ذكر المؤلف في ذلك الفصل شيئاً من سيرته، نشأةً وشباباً مع إشارة إلى بعض الصفات التي كان يتحلَّى بها جيله من أصول أوروبية، ومحاولات وسائل الإعلام طمس مآثر المنحدرين من تلك الأصول وإشارة إلى حق أحفادهم في الدفاع عن تراثهم ضد مَنْ يريدون طمس تلك المآثر.
أما الفصل الثاني من الكتاب المترجم فعنوانه: (المسألة اليهودية)، وقد أشار المترجم إلى أنه الفصل الخامس عشر من الكتاب الأصلي، وأن الفصل الثاني عشر - وهو آخر فصل من الكتاب المترجم - هو الفصل الخامس والعشرون من الكتاب الأصلي، ولم يشر في مقدّمته إلى أن الترجمة ليست للكتاب كله، على أن الناشر قال: (إن الكتاب المترجم جزء من كتاب ديفيد ديوك عن الأعراق، سارعنا إلى ترجمته لما فيه من حقائق مذهلة تميط اللثام عن خفايا التأثير اليهودي على السياسة الأمريكية).
بدأ الفصل الثاني بالقول:
لقد غدا انتقاد اليهود، في العقد الأخير من القرن العشرين أسوأ جريمة أخلاقية.. وأيُّ شخص يتفوَّه بكلمة سلبية عنهم يجد نفسه مصنَّفاً تحت يافطة (اللاسامية). وما إن تلتصق هذه اليافطة بامرئ، سواء كان ذلك حقاً أو باطلاً، فلا يستطيع شيء تخليصه مما تراه وسائل الإعلام إثماً مطلقاً، وهكذا بوصفي غير قابل للشفاء من هذه الوصمة فإني أتمتَّع بحرِّية الكتابة والكلام بصراحة حول محظور لا يجرؤ على التطرق إليه إلا القليل، أنا لستُ (لا سامياً)، وأَرفضُ أن أُنْعَتُ بذلك، ومع هذا سوف أخاطب ما أسماه الرئيس هنري فورد (المتوفى سنة 1922م) مشكلة العالم الأولى، وذلك في كتابه: (اليهودي العالمي: مشكلة العالم الأولى) وهي مسألة تُعد اليوم حاسمة بالنسبة لبقاء شعبنا (الأمريكي) وحرِّيته.
ثم واصل المؤلف كلامه قائلاً:
إن ما أوصل الأمر إلى استحالة ذكر اليهود دون إثارة العواطف هو وسائل الإعلام الغربي التي ما فتئت تسوِّق (المحرقة) بأشكال مختلفة حتى تحوَّلت من حدث ثانوي في الحرب العالمية الثانية إلى موقع صارت فيه تلك الحرب نفسها مجرَّد ملاحظة هامشية لها، وقد نشر في أواخر التسعينيات من القرن العشرين من المقالات الإخبارية عنها مايفوق عشرة أضعاف ما نشر عنها في أواخر أربعينيات ذلك القرن.. وما زالت تنهال علينا يومياً حكايات ضحاياها. وفي واشنطن D.C متحف لها كلفته عدة ملايين من دولارات ضرائب الشعب الأمريكي وليست (المحرقة) هي الجرم الوحيد المرتكب ضد اليهود، الذي علينا أن نحزن من أجله، فنحن نرى العديد من الأعمال الهوليودية المتعلقة باضطهادات تاريخية أخرى لهم، بل إنهم ضحايا الإرهاب العربي في الشرق الأوسط، وهناك سيل من الكتب والمقالات والأفلام والروايات حول أفراد يهود عانوا من (اللاسامية) الشرِّيرة! وإن وسائل الإعلام التي تحرِّم أدنى نقد لليهود لا تتورَّع أبداً عن الحط من قدر مجموعات بشرية أخرى، ومن ذلك وصف الشعب الألماني بأنه شرِّير بطبعه، الأمر الذي يجعله مذنباً في ارتكاب فظاعات (المحرقة الوحشية).
وانطلاقاً من اقتناع المؤلف بأهمية العِرْق، ووجوب الدفاع عن تراث أسلافه المنحدرين من أصل أوروبي أصبح عضواً في مجلس المواطنين، الذي كانت رسالته القيام بذلك الدفاع، ومن أهم ما ركَّز عليه في هذا الفصل الربط بين الشيوعية واليهودية، مستشهداً بمقالات نشرت في صحيفة صغيرة اسمها Common Sense وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلعلَّ من المناسب الإشارة إلى ما كان يقوله الملك فيصل - رحمه الله - ما معناه: إن الشيوعية صناعة صهيونية. وكان كثير من الناس يستغربون تلك المقولة، ويرون عدم صحتها، وهاهو ذا طرح الكاتب ديوك الواضح يتفق معها، إذ أشار إلى مقال في الصحيفة المذكورة عنوانه: (الشيوعية يهودية). وذكر قصة له مع سيدة اسمها ماتي سميث في مجلس المواطنين كانت أول من نبهَّه إلى الربط بين اليهودية والشيوعية، قائلة: (ليس كل اليهود شيوعيين، كما أن الأفاعي ليست كلها سامة، لكن معظم الشيوعيين البارزين في أمريكا يهود، ومعظم الثوريين الشيوعيين في روسيا كانوا يهودا).
ولإيضاح الأمر الأول ذكر المؤلف أن الجبهة الوطنية لتقدُّم الملوَّنين في أمريكا أسسها اثنا عشر يهودياً وأسود واحد، كلهم كانوا ماركسيين.
ولتبيان الأمر الثاني أشار إلى مقالة كتبها ونستون تشرشل عام 1920م ووصف الثورة الروسية بأنها كونفدرالية شرِّيرة لليهود العالميين الذين أصبحوا عملياً سادة الإمبراطورية الروسية بلا منازع، وراح المؤلف يدلِّل على صحة مقولة تشرشل بإيراد تقارير كتبها مراسلون ودبلوماسيون في ذلك الوقت.
ومما قاله:
إن بطاقة بريدية وُزِّعت على نطاق واسع في الشهور التالية للثورة التي حدثت في روسيا، كانت تتضمن صور ستة من زعماء تلك الثورة، وهم: لينين(الذي كانت أمه يهودية وكان يتكلَّم اليديشية في بيته ومتزوجاً من يهودية)، تروتسكي (واسمه اليهودي ليف برونشتاين)، زينوفيف (واسمه اليهودي هيرش أبفيلباوم)، لدنا كادسكي (وهو غير يهودي)، كامينوف (واسمه اليهودي روزنفيلد)، وشفير دلوف (وهو يهودي).
وإضافة إلى ما سبق كان على رأس البوليس السرِّي الروسي يهودي اسمه موسى أوريتزكي، وكان كبار أعوانه من اليهود وبينهم ياجودا (وهي كلمة روسية معناها يهودا)، الذي أشرف على تنفيذ برامج راح ضحيتها أكثر من عشرة ملايين.
وكان أقطاب الذين نظَّموا معسكرات الاعتقال الرهيبة ستة كلهم من اليهود.
ولهذا كله لم يكن غريباً أن الحزب الشيوعي اتخذ خطوةً لا سابقةَ لها في جعل التعبيرات (اللاسامية) جريمةً مضادةً للثورة يُعاقبُ عليها بالموت.
ثم مضى المؤلف في تقصِّيه للربط بين الشيوعية واليهودية فتبيَّن له أن ماركس كان من سلاسة من علماء التلمود، وأن والده كان محامياً يهودياً تحوَّل إلى المسيحية إثر مرسوم صدر في ألمانيا يمنع اليهود من ممارسة المحاماة، وتبيَّن له، أيضاً أن الذي علَّم ماركس كثيراً من مبادئ الشيوعية كان موسى هيس، الذي يصفه الزعماء الصهاينة بأنه رائد الصهيونية الحديثة، كما ورد في موسوعة الصهيونية في إسرائيل.
وبعد ذلك نقل المؤلف عن روبرت ويلتون، مراسل صحيفة التايمز في روسيا مدة 17 سنة، قوله: (لقد تأثر سجل البلشفية بأكمله في روسيا بطابع غزو غريب، فمقتل القيصر خطَّطه اليهودي شيفردلوف، ونفَّذه ستة من اليهود، فهو فعل لم يقترفه الشعب الروسي، بل اقترفه ذلك الغازي المعادي، أي اليهود).
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن من المعلوم لدى الكثيرين أن ما حدث في روسيا من دور لليهود في الثورة الروسية على قيصرها حدث مثله في تركيا، إذ كان لليهود دور كبير في إرغام السلطان العثماني على التخلِّي عن الحكم.
واختتم المؤلف، ديفيد ديوك، الفصل الثاني من كتابه بقوله: (ما إن اكتشفت الجذور المشتركة للشيوعية والصهيونية حتى قرَّرت فحص تاريخ الشعب اليهودي: اليهودية التاريخية، والصهيونية الحديثة).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved