Monday 13th December,200411764العددالأثنين 1 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
النقد النسائي
فاطمة العتيبي

** كان بإمكان نظرية النقد النسوي أن تعطي الكثير للمرأة لو أنها استمرت بذات الدافعية التي بدأت بها في مطلع الثمانينيات هنا في المملكة لكنها توارت مع نظريات حديثة كثيرة اعتبرت متجاوزة القيم الأدبية المتناولة في ثقافة المجتمع فتوارت على استحياء!
** في الأمسية القصصية التي استمتعت بإدارتها والإنصات لأدب نسائي ضاجّ بالجدة والجرأة.. شعرت أن أنثى جديدة تستيقظ داخلي تنفض عنها غبار السنين التي اعتلت ضفائرها وأرديتها.. أحسست بها تشق أنسجة الحرير تبحث عن طرقات سفر بعيدة.. تريد أن تحكي وتعبئ الدنيا بأسرار النساء تماماً مثلما قالت (أمل الفاران).
** وحين تحدثت أميمة الخميس بإشارات دونتها وهي تنصت لحكايات النساء أحسست أن ناقدة مهيبة تخطو بقامتها الطويلة بين تلال الحكايات والأقاصيص التي تحاشرت في الورق وفي حلوق النساء.
أومأت المبدعة أميمة الخميس بإيماءات نقدية مهمة تضيف لها كقاصة وتقدمها بلغة الناقدة المفسرة الفاتحة شفرات النصوص التي أمامها..
ما يميز أميمة في اتجاهاتها الكتابية أنها تحب الأنثى ولكنها لا تكره الرجل..
لا تحقد عليه.. ولا تملك عليه ضغينة تاريخية.
لا يمكن لأميمة أن تكره الرجال وهي ابنة رجل قدير هو عبد الله بن خميس!
** استنطاق النصوص النسائية والوقوف على مفاتيح اللغة تجربة خاضها بإخلاص د. عبد الله الغذامي.. لكنني أبشر من خلال تلك الأمسية بفكر نافذ مميز تحمله أميمة بتجربتها الإبداعية وثقافتها الواسعة.. فأقدمي يا أميمة وقفي على بوابة المغارة المغلقة على حكايات ألف لنسوة سكبن زرقة أحبارهن ومضين.. يحسبن أنهن لم يكتبن شيئاً.
اقرئي التجربة النسائية ليهطل المزيد من القصّ الجديد والحكايات التي لم تجئ بعد.
** كانت في ذلك المساء أيضاً د. حسناء القنيعير.. أحسستها قادرة بثقافتها وعلمها باللغويات على استنطاق النصوص وتحويل النظريات المجردة في النقد إلى تطبيقات على نصوص أنثوية تغصّ بتجربة النساء وعوالمهن الخاصة.
** قبل عامين فكرت مع مجموعة من الزميلات في إنشاء جماعة للقصة القصيرة، وبدأت بمهاتفة المسؤولين عن ذلك، وأشغلتني أمور أخرى عن متابعة الموضوع.. لكنني اليوم أتمنى أن نؤسس جماعة نقدية نسوية تدفع بالإبداع النسائي إلى صدقية التجربة وتميزها.. ولعل ذلك يتحقق من خلال النادي الأدبي.
** تحية للنساء وهن يثبن بخطوات مهمة في مجال الكلمة والتجربة.. ويبنين هرماً من النجاحات المتوالية.

11671 الرياض 84338


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved