Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مستشفيات علاج الإدمان... وماذا بعد؟! مستشفيات علاج الإدمان... وماذا بعد؟!
فوزية ناصر النعيم / عنيزة

تغص مستشفيات الأمل لعلاج الإدمان بأفراد متفاوتين في التكوين والظروف الاجتماعية متشابهين في النهاية المأساوية، وهي أنهم برغبتهم أو خارج الإرادة أصبحوا أسارى لهذا السم القاتل الذي فتك بالمجتمع وكان نتاجه جيل هرم لعبت فيه المخدرات حتى أصبحوا هياكل تمشي على الأرض!!!
ماذا يدور داخل مستشفيات الأمل.. مؤكد ان الجهود تتضافر لاعداد جيل سوي.. طاقم هائل من الأطباء المتخصصين في علم النفس والإرشاد الأسري والإرشاد النفسي والاخصائيين الاجتماعيين وأدوار كبيرة ربما أننا نجهلها.. ولكن لماذا أغلب المدمنين حينما يتم علاجهم في فترة محدودة لا أعلم أسباب تحديدها ويخرج من المستشفى يعود رأساً ليمارس أخلاقياته السيئة.. أعلم جيداً بأنه مريض ويحتاج إلى المساعدة، ولكن تكرار إدمانه وإصراره على الانحراف تفقدنا نحن المحيطين وأفراد المجتمع التعاطف مع هذه الفئة التي ما أن ينتهي علاجها إلا وتعود في غيها.. لنفترض جدلا ان مدة الشهر للعلاج في هذه المستشفيات ليست كافية.. ودعونا نعرج على بعض الحالات التي بقيت في هذه المستشفى لمدة ستة شهور أو أكثر حسب الظروف المحيطة أو بسبب توجيهات أمنية.. وهذا يعني بأنه بقي دون تعاطي المخدر ستة أشهر ويزيد، يعني أنه مر في المراحل العلاجية المختلفة وأيضاً مر في مراحله الانتكاسية وخرج منها.. ما الذي يجعله يعود للإدمان بمجرد خروجه من المستشفى.. ألا يوجد توجه معين أو إعداد بحوث خاصة بهذه الفئة للوقوف على الأسباب واقتراح الحلول..؟ أعتقد بأن الأمر فردي بتاتاً، وهو يعود مباشرة لقدرة الإنسان وإرادته وعزمه الأكيد على الإقلاع والتوبة.. لذلك هنا بالذات توقف الإدرار العاطفي تجاه هؤلاء الذين يعتبرون المستشفيات المعالجة للإدمان مرحلة نقاهة في حياتهم حينما يشتد بهم الكرب وتفعل المخدرات فعلتها باجسادهم ويبدأ الاجهاد الجسدي والعقلي يتفاقم يلجؤون لهذا المستشفى حتى يستردوا جزءاً من العافية ثم يعودون لممارسة هذا الأجل البطيء... والحقيقة ان المستشفيات هنا تساعدهم على هذه الخطوة وتنقي دماءهم لتمكينهم من استقبال مخدر جديد..!!! وإلا ماذا فعلت الأقسام الأمنية في مستشفيات الأمل للحد من عودة مرضى الإدمان لدخول المستشفى مرات متكررة قد تفوق العشرات والعشرات.. وبما أننا مع هؤلاء المدمنين تجاوزنا مرحلة المشاركة الوجدانية والتعاطف الهدام، وأيضاً هم قد تجاوزوا الحدود المتاحة لاعتبارهم مرضى ويحتاجون العلاج. يجب ان يكون هناك عقوبة أمنية صارمة لهؤلاء الذين يدخلون مستشفيات الأمل أكثر من خمس مرات ويعودون للإدمان.. لعل هذا الإجراء يفعل ما أعجزه العلاج فعله.. نعم ان الأسرة الحزينة التي تعاني من وجود مدمن خطر في بيتها تكرر إدخاله قصرا ورغبة للمستشفى تحتاج وبصدق إلى وقفة المسؤولين معها وعدم تركها حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين، فالمدمن ليس مسؤولاً عن تصرفاتها والأسرة لا تستطيع تحمله ولا تحمل إزعاجه وسلوكه المشين فلابد من منع الجريمة قبل وقوعها واخضاع المدمن المتجاوز لعقاب أمني يتضاعف كلما عاد إلى المخدرات. ولعل هذه الخطوة تكون سبيلا جديدا لتخليص المجتمع من المخدرات التي أهلكت الحرث والنسل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved