Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

البائعة المتجولة..! البائعة المتجولة..!
سلوى أبو مدين

في إحدى المرات وأنا أهم بالصعود إلى العربة وجدت يداً خفية تقبض على الباب وتمسكه بشدة التفت خلفي لم أجد أحداً..!
في تلك اللحظة كدت أغلق الباب بشدة فصاحت بصوتها المتحشرج.. لا.. لا تفعلي..!
فتاة صغيرة التي لم تتجاوز الخمس سنوات.. صبغت السمرة سحنتها الإفريقية.!
كانت تمسك بيدها باقة من الأزهار الحمراء وتعرض عليّ الشراء منها..!
توقفت بتفكيري مدة برهة، واصطحبتني هذه الفتاة إلى المدى البعيد وهي تلهث خلفي بعدما كانت تبيع أنواع الحلوى واللبان.. والآن أجدها قد كبرت وأمسكت بيدها باقات من الزهور.
هكذا الأيام مرت بسرعة البرق والآن تقف أمامي وتطلب مني أن أشتري منها وتصر في طلبها مثلما فعلت في الماضي..!
كان لديها من الذكاء الفطري ما يجعلها تستميل الذي أمامها غير أن إلحاحها الممل يجعلك ترضخ لطلبها!
أخذت منها وردتها الحمراء التي قدمتها لي على طبقٍ من الإلحاح غير المعهود وهي تمضي حافية القدمين تجتاز شوارع المدينة.! شعرت بالضعف أمامها والخجل وأنا أهم بتقبيلها.. خجلت من نفسي ومظهري وعطري بينما بائعة الزهورالرقيقة المتجولة بين الطرقات حافية القدمين تمضي وتجتاز المصاعب لتحقق حلماً يراودها بين التسول والوجع بين الألم وقسوة الشارع.!
أتوقف هنا:
مَن يحمي هؤلاء من الضياع..؟
من يوفر لهؤلاء الصغار لقمة العيش وهم يجوبون العالم هناك ماسح أحذية وبائعة زهور هناك سماسرة يتاجرون باللحم والدم؛ وأطفال عراة مشردون يبحثون في هذا العالم الموجع عن الأمان؛ تلك هي مأساة الإنسان.!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved