Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ناقوسٌ بلا صوت ناقوسٌ بلا صوت
سحر عبد الله خان - الجبيل

فلتغمض عينيك عزيزي القارئ وتسبح في أعماقك ثم أمعن السمع..
هل استمعت للصدى القادم من داخلك..
هل سمعت صوت الناقوس الذي يشق هدوء الليل أم ان الصوت لم يصلك بعد؟
إن في داخل كل منا ناقوساً قوي الصوت.. جميل الرنات.. ينطلق صوته كلما ترددنا للشروع في عملٍ مُريب أو خاطئ يتنافى مع الإنسانية..
أحياناً نريد أن نكذب.. أن نخفي الحقيقة ولكننا نعود فنقول الحق لأن صوت الناقوس يكون قد أصم آذاننا..
وأحياناً نضمر الأذى لإنسان تعرض لنا ونشرع في رسم الخطط ولكننا نتراجع في الحظات الأخيرة لأن صوت الناقوس يحطم كل الأفكار السيئة..
أما عندما نظلم شخصاً فإننا لا ننعم بالنوم حتى نقدم اعتذاراً شديداً ونطلب المغفرة.. فما كان الناقوس ليصمت ونحن ظالمون.
ولكن هل جميع الناس يستسلمون لصوت ناقوسهم.. وهل يعمل هذا الناقوس طوال الحياة بدون أن يخرب؟!
للأسف فإن بعض الناس يحطمون ناقوسهم بيدهم.. لانهم ملوا من صوت الناقوس الذي يوتر أعصابهم ويفسد متعهم..
إنهم يحبذون العيش بناقوس أخرس.. ليفعلوا ما يفعلون متى شاؤوا بدون مراجعة للنفس وبدون العودة للحق..
فإذا صمت ناقوسهم.. فهل سيصمت لسان المظلومين عن الدعاء؟
وهل سيمرحون ويلهون في هذه الأرض بدون من يردعهم أو يوقفهم ليعبثوا بحياة الآخرين؟..
ما أتعس الناس الذين يعيشون بضمير ميت وما أتعس عيشهم فالإنسان الذي يخمد صوت ناقوسه ليس بإنسان فهو يتحول إلى مجرم.. وقاتل.. وسفاح.. ومخلوق بلا أي مبادئ ولا أي قوانين.. فهو عدو كل المبادئ القويمة.. وكل الأخلاق السامية..
فليحرص كل إنسان على ناقوسه فهو سريع العطب.. صعب الاصلاح يحطمه التمادي في الفُحش والظلم ويديمه التسامح وحب الخير وتجنب البغي..
إن صوت الناقوس مهما كان مدوياً مهما كان مؤرقاً.. مهما كان قوياً سيظل من أجمل الأصوات وأنقاها.. طالما أن المرء يخاف من الله ويلتزم بما جاء في القرآن الكريم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved