Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

10-4-1392هـ الموافق 23-5-1972م العدد 392 10-4-1392هـ الموافق 23-5-1972م العدد 392
بلاد رجال ألمع عسير وحاجتها إلى مستشفى وفرقة مطافئ
بقلم: يحيى فتح الدين

تألمت كثيراً حينما نعي إليَّ وقوع حادث حريق مؤلم بإحدى قرى رجال ألمع عسير كان ضحيته إحراق مجموعة كبيرة من الشباب والشيوخ والأطفال وقد وقع هذا الحادث المؤلم نتيجة اشتعال النار في إحدى السيارات التي كانت تقف بالقرب من براميل مليئة بالبنزين.
حيث حاولت هذه المجموعة جادة إبعاد تلك السيارة عن البراميل الجاثمة بالقرب منها ولكن القدر كان أسرع من ذلك فقد انفجر التانكي الموجود بجانب السيارة مما جعل البنزين يتناثر في ملابس الذين أبت مروءتهم الا ان يجازفوا بأرواحهم لإنقاذ السيارة مما جعل الحريق يتطاولهم حتى اصبحوا شعلة من نار. وقد جرى اسعافهم بعد مضي وقت طويل بواسطة سيارة احد المواطنين كانت بالقرب منهم اثناء الحريق حيث نقلتهم الى مدينة أبها وتم ادخالهم المستشفى العام بمدينة ابها لمعالجتهم بيد انه لم يتم إسعافهم في بداية الأمر نظراً لعدم وجود امكانيات طبية هناك سوى مستوصف اعتقد انه لا يستطيع القيام بواجبه لعدم توفر الامكانيات الطبية فيه. وعلى الرغم من ان المسافة بين رجال المع عسير ومدينة ابها تقدر بـ250 ك.م على وجه التقريب وهذا بطبيعة الحال جعل المصابين يعانون من شدة الالم نتيجة الحروق التي اصيبوا بها في اجزاء مختلفة من أجسامهم.
والواقع ان صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير حفظه الله قد أبدى مجهودات كبيرة جداً في حين وصولهم إلى مستشفى أبها فقد قام - رعاه الله - بالإشراف التام على معالجتهم ووضع كل الامكانيات في سبيل العناية بهم. وقد أبدى سموه أسفه الشديد لهذا الحادث. واذا رجعنا الى الماضي فإن هذا الحادث لا يعتبر الوحيد من نوعه فقد ماثله حرائق كثيرة كانت نتائجها وخيمة جداً بالنسبة للممتلكات والأرواح. ولما كانت حكومتنا السنية قد وضعت مستشفيات ضخمة في كثير من مدن وقرى المملكة وتحرض دائماً على ان تغطي المرافق الصحية مختلف مدن وقرى مملكتنا الحبيبة، فالحقيقة ان هذه المنطقة لا تختلف عن غيرها من قرى المملكة فهي غاصة بالسكان اذ ان عدد سكانها يربو على الثلاثين الف نسمة ان لم يكونوا أكثر.. وتفادياً لما قد يحدث مستقبلاً فإنني أهيب بالمسئولين في وزارة الصحة وعلى رأسهم صاحب المعالي الشيخ جميل الحجيلان أن يبادروا بإنشاء مستشفى ضخم يؤمن بأطباء أكفاء وأدوية لازمة وممرضين وممرضات، على ان يستوعب على الأقل لثلاثمائة سرير وضرورة تأمين سيارة اسعاف لنقل المصابين من بعض القرى الى المستشفى. ولنا رجاء آخر أيضا نسوقه الى مدير عام الدفاع المدني حول إيجاد فرقة مطافئ هناك لتلافي ما قد يحدث في المستقبل. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved