Tuesday 14th December,200411765العددالثلاثاء 2 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

3-4-1392هـ الموافق 15-5-1972م العدد 391 3-4-1392هـ الموافق 15-5-1972م العدد 391
جماعات تحفيظ القرآن وتنظيمها

كنت أقرأ مرة استطلاعاً في جريدة أخبار العالم الإسلامي عن المغرب العربي.. وكان الحديث عن الكتاتيب التي تقوم بتدريس القرآن في دولة المغرب الإسلامية الذي لفت نظري أن المغرب فيه من الكتاتيب الكثير مما جعل شبابهم من الطفولة يحفظ القرآن ويتدبره حتى إن مقاطعتين فقط فيهما ما لا يقل عن 600 كتّاب بتشديد التاء، ولقد وقفت عند هذا كثيراً.
وبودي لو أن مثل هذه الكتاتيب انتشرت في بلادنا، وإذا كان جماعة القرآن في المنطقة الغربية بلغت حداً لا بأس به في فتح الكتاتيب في المساجد فإنها لم تبلغ المئات في مدارسها وفي مدننا وأريافنا، ولم تصل إلى المستوى الذي يجعل هذه الكتاتيب تؤدي رسالة مدروسة على منهج تعليمي وقاعدة مدرسية منظمة بمناهجها وقواعدها وإداراتها، وإنما هي بلا نظام، وتعتمد على التبرعات من المحسنين، ومساعدة الدولة مساعدة ليست تقوم بكل ما يلزم لهذه المدارس.. ومثل هذه الجماعة: مدارس تحفيظ القرآن في المنطقة الوسطى والشرقية التي قام عليها بالإشراف فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن فريان الذي كان في نشاطه وحيويته يمثل الرأس المفكر والعقل المدبر والنزاهة والأمانة ففتح عشرات المدارس ووظف المدرسين وعين المفتشين الذين يدورون على أولئك الدارسين في حلقات المساجد التي تقل إبان افتتتاح المدارس وتنتشر في عطلة الصيف، وهي كمدارس جماعة المنطقة الغربية ليس لها منهج وقواعد يسار عليها بل هي تسير وفق خطة لا تزيد عن تحفيظ القرآن حفظاً وتجويداً، ولهذا وإذا كانت هاتان الجماعتان تساوتا في السير إلى الهدف فلا بد لهما من منهج وقواعد ونظم تسيران عليها ليكون لخريجيها مجالهم في المساجد والإمامة والاذاعة وغير ذلك من المرتبة والراتب بتحديد المؤهل مما يجعل لهم المقام المرموق في سد الفراغ في هذه البلاد وغيرها ليكونوا دعامة للدعوة والإرشاد وليعيدوا لنا مدرسة القرآن الأولى.. وأرى أن يكون مجلس يكون فيه مؤسسو الجماعتين في المنطقة الغربية والوسطى والشرقية مع عضوين من وزارة المعارف فني وتربوي وعضوين من وزارتي العدل والحج والأوقاف ليخططوا لتنظيم هذا المرفق وبنائه بناء قوياً يجعل من شهادات مدارس تحفيظ القرآن قوة يستفاد منها في التدريس والأمانة وغيرهما من الوظائف الأخرى وهذه الخطوة لو تمت لتوفر لدينا في هذه البلاد حفظة القرآن ومدرسوه، ولسدوا فراغاً مازال إلى الآن ينتظر من يسده.. لأن البلاد الإسلامية المجاورة هي الأخرى نضبت روافدها التي كانت تمدنا بالعديد من المدرسين المؤهلين.. وأننا لننتظر من وزارة المعارف ومن جماعتي تحفيظ القرآن في الغربية والوسطى والشرقية تكاتفا وتعاونا يؤدي إلى الغرض ويوصل إلى الأمل الذي ينتظره المسلمون في البلاد المجاورة فإنهم يريدون الاعتماد على ابن هذه البلاد الإسلامية المقدسة.. ثم إن هاتين الجماعتين تعتمدان على الوزارة وتبرعات المحسنين أمثال السيد حسن عباس الشربتلي والشيخ عبد العزيز ومحمد الجميح والشيخ صالح الراجحي، وغيرهم ونريد مع تبرعاتهم أن يكون لهذه المؤسسات والمنابع كيان قوي تصل به إلى الغرض المنشود والهدف المقصود الذي يبنى على أسس مدروسة وبناء قوي متين خوفاً من أن تضيع الجهود تجاه عمل ونشاط لا يعتمد على الخطة المرسومة التي لها أهدافها ومراميها، وأنني لأهيب بكل مسئول أن يولي هذه الوثبات لتعزيز القرآن اهتمامه والكلمة موجهة إلى وزارة المعارف وإلى وزارتي الحج والأوقاف والعدل فإن القرآن الذي انطلق من هذه البلاد المقدسة وبدأ يتقلص في ممالك إسلامية نريد أن يكون مصدره الأول هو مصدره الأخير.. إذن فلا بد من إيجاد مدارس للقرآن ومعاهد عالية ذات مناهج مدروسة يكون لخريجيها المكان المرموق كالتي بدأت نواتها من مدرسة تحفيظ القرآن المحدودة النجاح، ومن جماعتي تحفيظ القرآن في المنطقة الغربية والوسطى والشرقية ليكون التنظيم راسخاً والتعليم ثابتاً يسير على هدى وبصيرة وتدبير وأحكام وفق منهج يعطي الخريج رتبة ومرتبة، وما ذلك على مسئوليتنا بصعب ولا عسير.

عثمان الصالح


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved