Thursday 16th December,200411767العددالخميس 4 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

شارون طلب الاستعانة بالمقدرات المهنية لخبراء روس في مجال الأنفاق للتغلب على أنفاق الفلسطينيين شارون طلب الاستعانة بالمقدرات المهنية لخبراء روس في مجال الأنفاق للتغلب على أنفاق الفلسطينيين
إسرائيل تتجه نحو تنفيذ عمليات اغتيال بحق قياديين فلسطينيين على رأسهم قادة في حركة حماس

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أجرى رئيس الحكومة الإسرائيلي، آرييل شارون، مساء يوم الاثنين الماضي، مشاورات أمنية على أعلى المستويات، بعيد نجاح المقاومة الفلسطينية، بإرهاب قوات الاحتلال بحفرها لأنفاق طويلة، تحت المواقع العسكرية الإسرائيلية الحصينة، وخلص المجتمعون إلى نتيجة مفادها: إنه لا توجد أي وسيلة لم تجرب ضد أنفاق المقاومة الفلسطينية.. وأنه لم تعد هناك أي حيلة لم يتم تجربتها ضد الأنفاق.
وقد أجرى شارون وقادة أركان جيشه وقيادات أجهزته الأمنية، مشاورات أمنية في أعقاب العملية الفدائية النوعية التي استهدفت، يوم الأحد الماضي مواقع عسكرية في معبر رفح الحدودي، جنوب قطاع غزة، حيث قُتل خمسة جنود إسرائيليين وأصيب ستة آخرون.. وخلال اجتماع شارون مع وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، ورئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، تم إطلاعه على سلسلة عمليات عسكرية عينية سينفذها الجيش الإسرائيلي ضد عناصر المقاومة الفلسطينية التي تقوم بحفر الأنفاق.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية في ختام هذا اللقاء: إنه لا توجد أي وسيلة لم تجرب ضد أنفاق المقاومة.. لم تعد هناك أي حيلة لم يتم تجربتها ضد الأنفاق.
وبحسب التقارير الإسرائيلية: صادق شارون على سلسلة من المخططات العدوانية التي أعدها الجيش الإسرائيلي انتقاماً لعملية معبر رفح الجريئة.. ووصفت مصادر إسرائيلية الخطوات التي صادق عليها شارون بأنها موضعية وليست عملية واسعة.
ظاهرة الأنفاق تحولت من تهديد تكتيكي إلى تهديد إستراتيجي
هذا وسبق جلسة المشاورات التي عقدها شارون، جلسة مشاورات أمنية عقدها وزير الأمن، شاؤول موفاز، الذي صادق هو الآخر على الخطوات العسكرية قبل عرضها أمام شارون.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة في نبأ تنقله (الجزيرة): إنه تقرر خلال الاجتماع في مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، القيام بعمليات عسكرية في الوقت القريب بهدف وضع حد للأنفاق المفخخة.
ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر إسرائيلية نقلها عن شارون مطالبته للقيادة العسكرية باستخدام كافة الوسائل المتوفرة لوقف ظاهرة الأنفاق وبكل ثمن.
وتابعت المصادر أن ظاهرة الأنفاق تحولت من تهديد تكتيكي إلى تهديد إستراتيجي.
شارون طلب الاستعانة بالمقدرات المهنية لخبراء روس في الأنفاق للتغلب على أنفاق المقاومة الفلسطينية)
وبحسب مصادر الاحتلال: فإن شارون سيطالب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ب(البحث في كافة أنحاء العالم عن حل ناجع للكشف المسبق عن الأنفاق).
وأضافت المصادر: إن أحد الاقتراحات المعروضة على طاولة البحث هو الاستعانة بخبراء في مجال الأنفاق الموجودة في روسيا، والاستعانة بمقدراتهم المهنية.
إسرائيل تتجه نحو تنفيذ عمليات اغتيال
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن النية لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتجه نحو القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة.
وشارك في اجتماع القيادة الأمنية الإسرائيلية صباح يوم الاثنين الماضي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشابات)، افي ديختر.
وتشير مشاركة رئيس الشاباك، ديختر إلى توجه السلطات الإسرائيلية نحو تنفيذ عمليات اغتيال بحق قياديين وناشطين فلسطينيين على رأسهم قادة في حركة حماس.
ونقلت الإذاعة عن مصدر أمني قوله: إن وزير الأمن موفاز صادَق على تنفيذ سلسلة عمليات موضعية ومكثفة، من المتوقع البدء في تنفيذها في الفترة القريبة، وتتعلق بمنفذي العمليات ومرسليهم.
فشل مخابراتي إسرائيلي
ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن وزير الأمن موفاز قوله، خلال الاجتماع الأمني: إن تفجير الأنفاق هو محاولة من جانب حركة حماس لفرض قيادة فلسطينية.
من جهة أخرى، شددت مصادر عسكرية إسرائيلية أن مقتل الجنود الخمسة يعتبر ضربة (لعصب جيش الاحتلال المكشوف).
وتأتي ردود الفعل العصبية الإسرائيلية في أعقاب تصريحات لعسكريين إسرائيليين تحدثت عن حدوث فشل مخابراتي إسرائيلي واضح في الكشف عن الأنفاق.
ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن مصدر عسكري إسرائيلي، قوله: إنه في الماضي نجحنا في إحباط عمليات بناء عشرات الأنفاق، لكننا في هذه المرة أدى فشل استخباراتي إلى وضع لم نتمكن فيه من العلم بوجود النفق، الذي تم تفجيره يوم الأحد الماضي.
عملية معقدة تبرز المصاعب التي تواجهها إسرائيل
هذا وهزت العملية الفدائية الجريئة، أركان الكيان الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية، التي أصيبت بالصدمة إزاء قوة الهجوم.. وأعلن مصدر إسرائيلي، صباح يوم الاثنين، الماضي أن العملية في الموقع العسكري في رفح تبرز المصاعب التي تواجهها إسرائيل في محاربة الأنفاق.. وأكد المصدر أن إسرائيل سترد على هذه العملية، مضيفاً أن إسرائيل لا شك ستأخذ في الاعتبار المتغيرات الحاصلة في السلطة الفلسطينية حالياً، ولذلك يتوقع أن يكون الرد مدروساً ومعتدلاً حسب تعبيره.
وقال رعنان جيسين المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي: إننا على استعداد لإظهار ضبط النفس، لكنني أعتقد أن هذا الأمر أيضاً يضع ضغوطاً كبيرة على عاتق القيادة الفلسطينية لاتخاذ خطوات ضرورية.
وأعلنت كتائب القسام، ذراع حركة حماس العسكرية وكتائب صقور فتح، التي كانت تنشط في انتفاضة الحجر عام 1987، أعلنتا المسؤولية عن العملية المزدوجة، وقالتا إنهما حفرتا نفقاً يمتد لمسافة 800 متر يصل إلى الموقع العسكري الإسرائيلي القائم على حدود رفح، ثم فجرتا فيه مواد ناسفة يصل وزنها إلى 1500 كيلوجرام.
وقد ارتقا خلال العملية الفدائية المزدوجة، الفدائي الفلسطيني، المؤيد بحكم الله خليل الأغا (27 عاماً) شهيداً، من صقور حركة فتح، وهو خريج جامعي من جامعة القدس المفتوحة، فيما تمكن فدائي آخر من كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس من الانسحاب من مكان العملية بسلام، إلى غرفة العمليات المشتركة غانماً مدفعاً رشاشاً إسرائيلياً من عيار 250 ملم.
وبحسب بيانات المقاومة الفلسطينية: أوضحت المصادر أن الجزء الثاني من العمليّة نفّذ في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأحد، حيث تمّ تفجير عبوة تزن 200 كيلوجرام مربوطة على ساعة توقيت، وذلك أثناء تقدّم التعزيزات الصهيونيّة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وحسب مصدر إسرائيلي عسكري رفيع فقد أسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة جنود فوراً وإصابة رابع بجراح خطيرة توفي متأثراً بها.
وفي الوقت نفسه هاجم عنصران من المقاومة الفلسطينية الجنود في الموقع فقتلوا خامساً وأصابوا ستة، فيما قتل أحد المقاومين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: لقد كان الهجوم مخططاً ومنظماً بدقة، وأضاف أن المعبر سيتم إغلاقه إلى إشعار آخر.
وتقع الثكنة العسكرية المذكورة والمسماة (جي في تي) على بعد 900 متر شرقي معبر الحدود، في القسم الجنوبي من محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved