Thursday 16th December,200411767العددالخميس 4 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

آثار الأقلام المغرضة على الفرد والمجتمع آثار الأقلام المغرضة على الفرد والمجتمع
علي بن شايع النفيسة/مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية -ماجستير في العلوم الأمنية

لا شك ان للأقلام المغرضة أثراً سلبياً في زعزعة ما لدى الشباب من ثوابت تتعلق بعقيدته مما يشعره بالاحساس بالتقصير ويوحي إليه بارتكاب ذنب عظيم يدفعه إلى تصرفات بدافع الحماس المجرد كالعمليات الانتحارية والذهاب للجهاد بدون إذن ولي الأمر وكذلك بدون إذن والديه أو رضاهما مجازفاً بنفسه بدعوى نصرة اخوانه المسلمين المستضعفين، فيهيم على وجهه في بلاد لا يعرفها ولا يعرف حقيقة من يتلقفه من أهل تلك البلاد فيكون صيداً سهلاً للعدو أو يغدر به فيسلم للعدو مقابل حفنة من المال ويحتجز ويطالب أهله بفدية يدفعونها لمن يتاجر بابتزاز أهله ومحبيه.
ويسعى أصحاب هذه الأقلام جاهدين إلى تأليب المستهدفين في كتاباتهم على ولاة الأمر وعلى الوالدين للخروج عن طاعتهم والتمرد على امتثال أوامرهم وهذا الأمر يعتبر من أهم المطالب والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها أصحاب الأقلام المغرضة للنيل من وحدة هذه البلاد وزعزعة أمنها، ولا شك ان التمرد على طاعة ولي الأمر وطاعة الوالدين من أسباب مقت الله وغضبه وأن طاعتهما من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما صح بذلك الخبر بصريح القرآن وصحيح السنة.
ومن أبرز النتائج السلبية في هذا الجانب ما أذيع عبر وسائل الإعلام المختلفة من انضمام بعض الشباب إلى الخلايا السرية والتحزبات المشبوهة بدوافع شتى كانكار المنكر ومجاهدة الكفار لإخراجهم من جزيرة العرب وكذلك طلب العلم الشرعي بطرق سرية يمليها عليهم المحرضون بما تتضمنه من علوم منتقاة تخدم أغراضاً معينة لتحقيق أهداف مشبوهة تدور في فلك الإفساد في الأرض بدوافع مشبوهة يرددها المحرضون عبر وسائل الإعلام المتاحة لهم كمنتديات الإنترنت والقنوات المأجورة التي تدعو إلى التمرد والخروج على ولاة الأمر بدعوى الإصلاح.
إن المداومة على متابعة المهاترات السياسية الجوفاء والجري خلف الإشاعات المغرضة التي تمس أعراض الناس وخصوصياتهم يؤدي إلى انشغال الشباب عن التحصيل العلمي النظامي المنضبط وبالتالي التخلف عن ركب زملائه الذين يشقون طريقهم للنجاح بعيداً عن هذه الأجواء المشحونة بما لا يعود على الإنسان إلا بالإثم والانشغال بما لا يعنيه وبالتالي يجد الشاب انه حصر نفسه في زاوية ضيقة واهتمام محدد لا يعود عليه إلا بالحسرة والندامة وضياع مستقبله العلمي والوظيفي نتيجة ضعف مخزونه المعرفي وتدني شهادته العلمية بشكل لا يمكنه التعويض.
إن ما يهدف إليه أصحاب هذه الأقلام المغرضة الإيحاء للشباب بالاحباط والشعور بالقهر والدونية وانه قابع تحت ظلم جائر لا يستطيع الانفكاك عنه ولا تغييره فيدخل الشاب في دوامة الشعور بالظلم وعدم الرضا عن واقعه الذي ربما كان منصفاً لمثله لولا هذه الإيحاءات الشريرة.
إن المجتمع ما هو إلا لبنات يشكلها الأفراد شباباً وشيبة رجالاً ونساء صغاراً وكباراً.وإذا ما كان الخلل بإحدى هذه اللبنات فسينعكس هذا الخلل سلباً على المجتع بشكل حتمي.
إن ما تعانيه أسر الضحايا للأعمال الإرهابية من مآس عاطفية ومادية لهو من أقسى النتائج مما دعت إليه وسطرته هذه الأقلام المغرضة الآثمة.
وكذلك الحال بالنسبة لأسر المطلوبين أمنياً الذين غرر بهم فشقوا عصا الطاعة وفارقوا الجماعة وتركوا أهلهم ومن في ذمتهم رعايتهم من أبنائهم ونسائهم ليسعوا في الأرض فساداً وترويعاً للآمنين.. بل إن ما يعانيه المجتمع بأسره من أزمة أمنية وما تبعها من احترازات أمنية ونقاط تفتيش وتعطيل للناس ما هو إلا نتاج لما دعت إليه هذه الأقلام المغرضة.
وكذلك ما تتكبده الدولة من خسائر مالية تنفق بشكل أو بآخر لمجابهة الفئة الضالة أمنياً عبر الوسائل العسكرية وفكرياً عبر الجهود المتنوعة لمجابهة الفكر الهدام والفتاوى المضللة التي تدعو إلى قتل رجال الأمن والمستأمنين لشبه باطلة ودعاوى باطلة كل ذلك نتائج سلبية لتلك الأقلام المغرضة وجهودها المشبوهة.
ان ما طرأ على الجهود الدعوية المختلفة من احترازات وقيود حدت من انطلاقها وسرعة تنفيذها لهو نتاج لهذه الأقلام المغرضة،بل إن هذه الجهود المشبوهة أوجدت جواً مناسباً لمن يريد ان يصطاد في الماء العكر للإساءة للإسلام والمسلمين ورسم أبشع الصور عن المسلمين كدعاة للإرهاب وأعداء للسلام والإنسانية. فحسبنا الله ونعم الوكيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved