Saturday 18th December,200411769العددالسبت 6 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الإصدار الدولى"

رامسفيلد باقٍ رغم أنف الجميع! رامسفيلد باقٍ رغم أنف الجميع!

لا يمكن وصف قرار الرئيس بوش بالإبقاء على وزير دفاعه دونالد رامسفيلد على رأس البنتاجون سوى أنه تصويت للثقة من بوش لنفسه؛ وذلك لأن الرئيس بوش لم يبدُ أنه قد اعترف مطلقًا بمثالب رامسفيلد الكثيرة بالرغم من أنها واضحة وضوح الشمس. فقد كان التخطيط سيئًا للغاية في عملية احتلال العراق، وهو ما أوقع الكثير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الأمريكي، فضلاً عن الأعداد غير المعروفة للقتلى من العراقيين، إضافة إلى فضائح انتهاكات السجون في أبو غريب وجوانتانامو، وقائمة الأخطاء طويلة منذ تحمل رامسفيلد للمسؤولية، ولكن بوش طالما تجاهل ذلك.
وقد أراد رامسفيلد إجراء إصلاحات في الجيش وتحويله إلى مجموعات قتالية تكون أخف وأسرع حركة، ومجهزة بأحدث الأسلحة والمعدات التقنية، وهذه الفكرة قد تبدو مناسبة في ذلك العالم الذي يعاد تشكيله طبقًا للتهديدات الإرهابية، ولكنها لم تكن مناسبة للتطبيق في الحرب على العراق، ولكن رامسفيلد أصر بعناد على تطبيق هذا النموذج على قوات الاحتلال الأمريكي في العراق، وهو ما جلب كارثة على الجيش.كما كان من المفترض بعد ذلك أن تكلف فضائح سجن أبو غريب رامسفيلد منصبه، وذلك بسبب الخزي والعار الذي جلبه لأمريكا عالميًا، وبسبب أن تلك الأفعال سوف تشجع كافة أعداء الولايات المتحدة في المستقبل على انتهاج نفس الأساليب الوحشية ضد الجنود الأمريكيين، ولكن رغم كل ذلك نجا رامسفيلد من كل تلك العواصف الهوجاء، ولكنه يبدو أنه قد نجا بدون أن يتعلم منها الكثير.
وقد وجدت العديد من المنظمات الإغاثية والعاملين المدنيين أن أجزاء كبيرة من العراق قد أصبحت أكثر خطورة عن عام مضى أو الستة أشهر الماضية، كما كانت مناقشات رامسفيلد مع الجنود محرجة للغاية أثناء زيارته للكويت في الأسبوع قبل الماضي، وذلك بسبب إعراب الجنود عن إحباطهم لعدم وجود مركبات توفر لهم الحماية الكاملة، ولكن ما كان أكثر إحراجًا هو رد رامسفيلد الفوري المأثور: يجب عليك خوض الحرب بالجيش المتاح أمامك، وليس بالجيش الذي تريده أو ترغب في وجوده مستقبلاً. ولكن العراق ليست بيرل هاربر، وهي حرب شنها العدو بغتة على أراضينا، فقد شن بوش ورامسفيلد الحرب على العراق وفقًا لجدولهما الزمني وخططهما، كما قال بوب ودوارد أن التخطيط المكثف للحرب على العراق قد بدأ في 4 ديسمبر عام 2001 بعد لقاء الجنرال تومي فرانكس برامسفيلد في مكتبه، ومجرد أن الجنود الأمريكيين في أرض المعركة يعانون نقصًا حادًا في المعدات والعربات المدرعة ولم يقم البنتاجون بالوفاء بذلك لأولئك الجند على ارض المعركة لهو عار كبير على الولايات المتحدة. وقد انزعج الجمهوريون في نوفمبر الماضي عندما حاول بعض أفراد البنتاجون تقويض إجراء إصلاحات في التشريعات الخاصة بالاستخبارات التي يدعمها الرئيس بوش، بالرغم من أن رامسفيلد قد حلف يمين الولاء للرئيس، وقد تم تمرير الوثيقة عندما كان رامسفيلد خارج البلاد.
كما ظهرت تقارير أخرى في الأسابيع الأخيرة تدور حول انتهاكات السجناء في العراق وجوانتانامو، وقالت عنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان تعاملات الجنود الأمريكيين مع السجناء تقترب إلى التعذيب. وفي مايو الماضي أثناء تحقيقات الكونجرس في فظائع انتهاكات أبو غريب عبر رامسفيلد عن صدمته، ولكنه بالرغم من ذلك عمل بدهاء من أجل منع وصول روائح تلك الفضائح إلى عتبة مكتبه، وقال: لست في حاجة للتأكيد على أنني سوف أستقيل فورًا إذا ما وجدت نفسي غير كفء لتلك الوظيفة، ولكن بوش دعم رامسفيلد آنذاك ووصفه بأنه يقوم بعمل رائع.. ولكن للأسف فإن الدلائل المتوالية التي تؤكد على خطأ ذلك التصور لم تنجح في تغيير رأي الرئيس بوش فيه.

(بوسطن جلوب) الامريكية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved