Saturday 18th December,200411769العددالسبت 6 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الانتخابات البلدية أول الغيث الانتخابات البلدية أول الغيث
عبد الله صالح الرشيد

حديث المجتمع هذه الأيام هو بالدرجة الأولى عن الانتخابات البلدية، باعتبارها أول الغيث في مجال المشاركة الوطنية الفعالة والاختيار عن طريق مراكز وصناديق الانتخاب. ومن هذا المنطلق الحيوي وبحافز من المعطيات والطموحات المنتظرة من هذا الحدث الجديد في حياتنا، وأثناء حديث أُسري حول أهمية المبادرة بهذا الواجب الوطني أشار عليَّ صديقي الأول ورفيق دربي وأمين عهدي في الأهل والولد كما هي سنة الحياة ابني الأكبر بسام وطلب مني اختصار فترة التأمل والانتظار والمبادرة في الذهاب إلى مركز الانتخاب المجاور لمنزلنا بالملز بالرياض، وذلك من أجل إعطاء المعلومات المطلوبة والحصول على بطاقة ناخب قبل الزحمة.
وحيث إن الإحاطة بالقضايا الحيوية والتبصر بالجديد من الأمور ليست وقفاً أو حكراً على الكبير قبل الصغير، فهي إلهام وعلم وموهبة ودراية رغم أهمية تجارب الحياة وما يقال أحياناً في المثل الشعبي (أكبر منك بيوم أخبر منك بسنة)، لهذا فقد صادف هذا الاقتراح هوًى في نفسي، وصدًى في قلبي، وقضى بغير رجعة على حالة التردد والتباطؤ، أو بمعنى آخر: اختصر فترة الترقب والانتظار، ولم أملك أمام صفاء ونقاء هذا الاقتراح الناصح إلا أن أبادر بالذهاب في صباح الغد للمدرسة المجاورة حيث مركز الانتخاب. ولم أعلم أن اللجان المختصة تشرع أبوابها بعد صلاة العصر، وفي الوقت المحدد ذهبت إلى هناك مزهواً بعبق هذا الأمل الجديد الذي سوف يشرق بعطائه اليانع في مستقبل حياتنا وحياة أجيالنا، وما يدريك لعلنا بهذه الخطوة الرائدة نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ومن حسن الطالع وجدت جو الاستقبال هناك رائعاً ومشجعاً؛ حيث كوكبة مختارة من الشباب المؤهل المهذب في انتظار الجميع، يحفونك بالتحية والاستقبال الباهر، وقبلها تجد البساط الأحمر ممدوداً من الباب الخارجي إلى قاعة الملتقى، وقد هيأوا لك سبل الراحة في أن تؤدي هذا الواجب الوطني بكل يسر وسهولة. وبعد إعطاء المعلومات المطلوبة التي يتم تسجيلها بكل سلاسة وشفافية تم أخذ الصورة في الغرفة المقابلة لاستكمال إجراءات البطاقة الخضراء التي تعطى لكل ناخب في دقائق محدودة. وأستطيع بعد ذلك أن أقول وبكل صراحة: إن هذه الخطوة الانتخابية ستكون فأل خير وطالع سعد وبُشرى لما بعدها، خاصة ونحن في هذا الوطن الغالي تعوَّدنا أن كل شيء جديد ومفيد وجميل في حياتنا عندما يبدأ فهو لن يتوقف، بل سيتعزز ويتطور ويكبر مع الزمن؛ لأن البدايات الصحيحة المدروسة، وإن كانت ليست كبيرة، فهي سوف تطوَّر وسوف تؤتي أكلها مع مستقبل الأيام أضعافاً مضاعفة. ولاعتزازي وافتخاري بهذا الوطن المعطاء فإنني أسجل بمداد العرفان والحب حرص المسؤولين ووفاءهم على تحقيق هذه الأمنية الغالية وإضفاء سبل وإمكانات النجاح لها.
بقي في الختام أن أسجل وبكل إخلاص بعض الآراء المتواضعة التي آمل أن تجد ما تستحقه من العناية من القائمين والمشرفين على العملية الانتخابية الوليدة، وأختصرها فيما يلي:
1- حبذا لو أُخذ بعين الاعتبار إتاحة الفرصة للمؤهلين من شبابنا العاطل بالعمل المؤقت بمراكز الانتخاب في مهام التسجيل وغيرها من الأعمال الإدارية بجانب إخوانهم من فئة المعلمين؛ ليحظوا مثلهم بالمكافأة السخية، خاصة أنهم حُرموا من قبل من الاشتراك في عملية إحصاء السكان التي كان للمعلمين فيها نصيب الأسد رغم أعبائهم الرئيسية في التدريس.
2- بما أن عمليات التسجيل والاستقبال في غالبها الأعم تجرى الآن داخل مدارس البنين، فماذا سيكون لو أُتيحت فرصة الانتخاب للنصف الآخر من المجتمع داخل مدارس البنات؛ للاستئناس بآرائهن وتعميق المشاعر الوطنية لديهن.
3- نأمل أن تكون مهام وفعاليات المجالس البلدية على مستوى الآمال المنتظرة منها، بحيث تستفيد من تجارب وصلاحيات المجالس الناجحة في المجتمعات الأخرى، وأن يكون جميع الأعضاء وليس نصفهم في الدورات القادمة يدخلون من بوابة الاقتراع؛ لإضفاء هيبة وجسارة على دورها الحيوي، على أن يبقى دور رئيس المجلس في الوقت الحاضر دوراً تحكيمياً متوازناً، وليس في كفة النصف المعين كما هو مفهوم.
وفَّق الله العاملين المخلصين لكل خير، وحقَّق على أيديهم وبجهودهم ما يسعد البلاد والعباد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved