Tuesday 28th December,200411779العددالثلاثاء 16 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
الغش في الأصواف..!
عبدالرحمن بن سعد السماري

ظاهرة الغش.. ظاهرة عالمية.. لا يسلم منها أي بلد.. وكانت ظاهرة معروفة على امتداد التاريخ.. حذَّر منها الإسلام.. قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.. (من غشَّنا.. فليس منَّا)..
** والغش.. سلوك مشين.. لأنه يلحق ضرراً بالآخر على اختلاف مستويات هذا الضرر الذي قد يقود إلى المرض أو الموت.
** الغش اليوم.. أصبح في كل شيء.. ولم يعد يسلم منه أي شيء على الإطلاق.. وأصبح الناس اليوم مسكونين بالخوف من الغش والغشاشين.
** لقد كثرت هذه الأيام.. الشكوى من ظاهرة الغش.. وشُكَّلت لجان وهيئات وجهات لمحاربة الغش وملاحقة الغشاشين و(إذا كَثْرَتْ.. دَبْرَتْ) وأعني.. اللجان.. وتوابعها؟!!.
** وهناك غشاشون محترفون بارعون في الغش.. سخَّروا مواهبهم وقدراتهم وإبداعاتهم في سبيل (الغش) وكانت مهاراتهم (وحرفيتهم) في مجال الغش وليس غير الغش.. و(بِيْرَقُهم) الذي يرفعونه على سطوح مستودعاتهم ومصانعهم (ديرة ما تِعْرَفْ فيها.. شب فيها) والمثل.. مُعدَّل.
** ولأن الغش.. أصبح ظاهرة معروفة مخيفة.. لكل أمة.. فكان لابد من ابتكار طرق وأفكار جديدة.. لعلها تنطلي على ضحايا جدد.. ومتى كشفها الناس تحوَّل الغشاشون إلى ميدان ومجال وطرق أخرى.
** قبل أيام.. تلقيت رسالة تتحدث عن ظاهرة الغش في الأقمشة الصوفية..
** ومن المعلوم.. أن الأقمشة الصوفية تتطلب طريقة في الحفظ.. إذ لا يصلح لها أي طريقة.. لأن هناك آفات تأكل الأصواف وتفتك بها متى حُفظت بطريقة غير سليمة.
** تقول الرسالة.. إن بعض الأصواف.. وبعد أن تشتريها جديدة.. تتفاجأ بعد فترة وجيزة.. بخروق تنتشر فيها بأحجام مختلفة.. وتتكاثر يوماً بعد آخر.. بل إن بعض الملابس.. تتفتق وتنسلخ أو ربما تذوب.. لأنها كانت مهترئة منتهية فاسدة قبل الشراء.
** ومن المعروف.. أن الملابس.. أو الأقمشة الصوفية.. متى حُفظت بطريقة جيدة.. يمكن أن تمكث سنوات وسنوات.. دون أن يلحق بها أي ضرر أو فساد.. ذلك أن الحفظ الجيد.. وسيلة للمحافظة عليها..
** وبائعو الأصواف.. أو على الأصح بعضهم.. يرمونها في المستودعات متى انتهى فصل الشتاء، ثم تُفرز وتباع العام القادم أو الذي بعده.. ويمر عليها فصل الصيف ودرجة حرارة تصل إلى (60) درجة مئوية.. وعندها يخرب القماش ويتآكل ويفسد.. بل إن بعض العمال يقول.. متى نسينا بعض الأصواف لسنتين أو ثلاث.. وجدناه وقد تحوّل إلى كومة (قش).
** إذاً.. يجب التنبه إلى هذه النقطة.. ولابد من كتابة تاريخ التصنيع على كل بضاعة (صوفية) ومتى مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر أو أربعة بعد التصنيع وهي بضاعة صوفية.. فمعنى هذا أنها قابلة للاهتراء والذوبان والفساد.. وأنها فعلاً (صوفية) ولا تصلح للاستخدام.
** وهذا أيضاً.. ما يجعل أصحاب المحلات يحذرون أكثر.. ويحرصون أكثر.. ويبتعدون عن الغش.. لأن التاريخ يفضحهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved