Tuesday 28th December,200411779العددالثلاثاء 16 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

الإحباطات تلاحق المرأة العاملة.. والضحية إنتاجية وجودة العمل الإحباطات تلاحق المرأة العاملة.. والضحية إنتاجية وجودة العمل
موظفات الأجر اليومي يطالبن بتحسين أوضاعهن ومعلمات محو الأمية يردن المساواة

* من - عبدالله الشتيلي:
الإحباط مشكلة تعاني منها الموظفات في بعض القطاعات الصحية أو التعليمية وغيرها من الوظائف بسبب قلة الحوافز المادية أو تهميشها، هذا ما تؤكده ل(الجزيرة) عدد من موظفات الأجر اليومي ومعلمات محو الأمية عن تلك المعاناة.. كانت لنا عدة وقفات نستعرضها في السطور التالية:
****
بداية تتحدث عميدة كلية التربية بالمذنب الدكتورة فاتن فريد أبو الذهب فتقول: إن الاحباط حالة تعاق فيها الرغبات الأساسية والحوافز والمصالح الخاصة بالفرد واعتقاد الفرد أن تحقيق هذه الرغبة والحوافز والمصالح أصبح مستحيلاً وتختلف الاستجابة للاحباط من شخص إلى آخر، فمنهم من لديه احباط داخلي شخصي مثل أمراض وعاهات أو ضعف الثقة في النفس وآخر خارجي وهو البيئي مثل الفقر والمواقع البيئية الأخرى. أما الاحباط التام وهو وجود عائق منيع يحول دون الوصول إلى الهدف، ولا ننسى الاحباط الجزئي للتوتر النفسي، فإن الاحباط المستمر والشديد الذي تتعرض له النساء أثناء العمل له تأثيره السلبي على سلوكها العام في الحياة، فمثلاً عندما تفرض قيود شديدة من جانب رئيس العمل أو تفرض واجبات تؤدي إلى الشعور بالعجز، والخبرات المعوقة، وتدخل الآخرين وعدم تشجيعهم، أو الوقوف أمام تحقيق رغباتهن، كل هذا يشعرهن بخيبة الأمل فيما يردن تحقيقه من أهداف فضلاً عن شعورهن بتحقير الذات والقلق وغيرها من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكل سلبي في سلوكهن العام.
فالموظفات حين يشعرن بعدم السعادة والرضا عن النفس فيكثر صراعهن الداخلي الذي يؤدي إلى عدم توافقهن بشكل عام، وقد تلجأ الموظفة التي تتعرض لمواقف إحباطية متعددة ولم تقوَ على مواجهتها إلى استخدام بعض الحيل الدفاعية واللاشعورية لتحقيق التوافق النفسي، فقد تلجأ إلى الانسحاب والتبرير والعدوان وهذه الحيل يستخدمها الفرد السوي واللاسوي ولكن الفرق بينهما هو نجاح الأول واخفاق الثاني باستمرار ووجودها بصورة معتدلة عند الأول وبصورة مفرطة عند الثاني وما زاد عن الحد انقلب إلى الضد، فيصبح الفرد مريضاً نفسياً.
الإحباط حالة ضيق
وأضافت مديرة الاشراف التربوي بالمذنب الأستاذة منيرة بنت عبدالله الطعيسي أنه قد يتبادر إلى الأذهان ما هو الاحباط النفسي؟ وكيف يمكن التغلب عليه؟ وهل تستطيع المعلمة أو الموظفة التوفيق بين عملها وبين ما تواجهه من ضغوط. أما تفسير الضغط النفسي فهو حالة ضيق شديد تتعرض له المعلمة بسبب مواجهتها للأزمات والمشاكل المزمنة داخل العمل وخارجه، مما يؤثر سلباً على أداء عملها وكفاءتها وعطائها، ومما لاشك فيه أن المرأة بطبيعة عملها كربة منزل وتعدد مهامها الأسرية لابد أن تواجه بعض المشاكل في حياتها أو في عملها حتى وإن حاولت التغلب عليها وإيجاد الحلول البديلة، ولا شك أن هذه المشاكل على تفاوتها من امرأة إلى أخرى ستنعكس سلباً على العمل المنوط بها، ومن هنا يجدر بنا أن نشير إلى أنه من الأولى على كل موظفة الانصاف في العطاء واعطاء معيار الموازنة لجميع مسؤلياتها ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة لمشاكلها بالاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى وفي جميع أمورها ثم أداء مسؤولياتها بكل اخلاص وأمانة في عملها كما على رئيستها المباشرة تفهم ظروف موظفاتها والعمل على ايجاد حلول كفيلة بتخفيف ما تشعر به الموظفة من ضغوط نفسية واشعارها بالاحساس بها وما تمر به من ظروف وتحفظ حق العمل بحيث لا يطغى جانب على آخر.
إعاقات أثناء العمل
أما رئيسة قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بمستشفى المذنب العام ريم خليفة الرشيد فقالت: إن الاحباط النفسي وارد في جميع المجالات المهنية وخصوصاً مجالنا نحن كممرضات، لما نجده من اعاقات أثناء عملنا وبالتحديد أمام المجتمع الخارجي الذي لا يستطيع أن يستوعب مدى أهمية هذه المهنة، وكم لها من الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى.
وأضافت ليس من السهل أن يقال ان هذه الموظفة محبطة في أداء مهنتها، فمن المعروف أنها يستحيل أن تنتج في عملها سواء كان على مستوى مكان العمل الذي تعمل فيه أوخارجه بدون تشجيع ودعم، فإن التشجيع له دوره الخاص في دعم الموظفة أو الموظف، أما الإحباط فينعكس على شخصيتها وعلى إنتاجها وعلى فاعليتها ونشاطها في عملها.
نعاني
تقول موظفة الأجر اليومي فاطمة عبدالرحمن إنها تخرجت من احدى الكليات دبلوم سنتين وتم تعيينها على الأجر اليومي قبل ست سنوات ومازالت على رأس العمل ولم يتم تحسين وضعها مع كثير من الموظفات مع العلم بأنني أعاني من كثرة المشاكل التي تواجهني أثناء عملي التي تواجه أي موظفة ادارية مما قد تسبب ضغوطاً نفسية تنعكس على منازلنا وخاصة المتزوجات ومع الرواتب المتدنية لا يوجد لدينا اجازات اضطرارية ولا اجازات أمومة مساواة بالمعلمات والموظفات فإن عدم تحسين وضعنا زاد من الضغط النفسي علينا، وقد تسبب في تغيرات جذرية في حياتنا الاجتماعية.
ست سنوات على أمل
وتقول نورة عبدالله انني أحمل شهادة الثانوية العامة وشهادة حاسب آلي وأعمل منذ ست سنوات على وظيفة الأجر اليومي و مازلت على رأس العمل حيث إني أجبرت على هذه الوظيفة لظروفي المادية حيث إننا نقوم بأعمال لا تقل عن أعمال الموظفات الرسميات ونقوم بجهود مضاعفة مع العلم بأنه لا يوجد لدينا إجازات أمومة ولا إجازات اضطرارية مساواة بأخواتنا الموظفات الرسميات وهذا ينعكس سلباً على حياتنا العملية والاجتماعية وقد يسبب لنا إحباطاً نفسياً وتكاسلاً يلازمنا داخل محيط العمل وخارجه.
الدوام الجزئي
وعن الضغوط التي تعاني منها المرأة العاملة التي تسبب لها الاحباط النفسي تقول الدكتورة حنان حسن عطا الله أستاذ مساعد الارشاد الأسري بجامعة الملك سعود كلية التربية بقسم علم النفس: نجد أن هناك اعترافاً بعمل المرأة ولكن هذا الاعتراف قاصر، قد يعترف بدورها كمعلمة أو طبيبة تساعد بالكشف على النساء، ولكن كل هذا الاعتراف لا يدخل في تقدير ظروف عمل المرأة، ولو نظرنا للمرأة على المستوى الأسري فنجد أنها تمارس أكثر من عمل في نفس الوقت وهناك العديد من الدراسات التي أجريت في هذا المجال عن صراع أواختلاط الأدوار لدى المرأة الموظفة، حيث تعمل صباحاً خارج المنزل لتعود لتستلم عملاً آخر في المنزل وأدوار أخرى كأم وزوجة، وإذا لم تجد الدعم والمساعدة من الزوج فإن ذلك قد يصيبها بالإحباط والضغوط النفسية.
أما العمل ذاته فإن من أهم ضغوطه هو عدم وجود ما يسمى بالدوام الجزئي حيث تستطيع أن تعمل المرأة بضعة أيام في الأسبوع حتى ولو بنصف راتب مما يتيح لها تربية أطفالها بالذات إذا كانوا في مرحلة المهد. إن هذا النظام موجود في دول العالم المتقدم، وان ذهاب المرأة للعمل يومياً وأحياناً للتدريس لمدة ساعة أو ساعتين ثم تجلس بعد ذلك فقط لانتظار وقت الخروج فيه مضيعة للوقت والجهد، لا أعلم لماذا لا ننظم الجداول الدراسية بحيث لا تجعل من ذهاب المرأة المعلمة للعمل بشكل يومي ينطبق هذا أيضاً على الطبيعة، فنحن للأسف الشديد نعاملها بنفس الطريقة التي نعامل بها الرجل الطبيب، فمثلاً نظام المناوبات مصدر ضغط كبير للطبيبات بالذات المتزوجات من ناحية أخرى نحن مطالبون بإنشاء رياض أطفال في كل مؤسسة أو مركز تعمل فيه المرأة حتى نساعدها على إلحاق أطفالها بهذه الرياض ليكونوا في نفس الوقت قريبين منها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved