Sunday 2nd January,200511784العددالأحد 21 ,ذو القعدة 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "حدود الوطن"

حدود الوطنحدود الوطن
الخبرا والسحابين
قضاء الخبرا كان بيد أعيان البلدة وعلمائها
معالمها الأثرية تؤهلها لدخول الخريطة السياحية في المملكة

  * حلقات يكتبها - عبدالعزيز بن محمد السحيباني:
في حلقة اليوم نستعرض جزءاً من التاريخ الإداري والقضائي في الخبرا.
كما نعرج بالحديث عن بعض القصائد المشهورة والشعراء الذين أبدعوا في نظم القصائد في الخبرا.
***
الإمارة والقضاء
قبل توحيد المملكة وقبل نشوء الدوائر الحكومية والأنظمة كانت الإمارة أو الرئاسة أو القضاء تُسند إلى أحد الأهالي أو الأعيان أو الكبار إما لسلطتهم أو هيبتهم أو علمهم ليكون مرجعاً للأهالي في الملمَّات ومقرراً لهم خصوصاً في الغزوات والحروب والتصدِّي للأعداء المغيرين، ومن هؤلاء الذين اشتهروا في الخبرا موسى العويِّد حيث كان رجلاً ثاقب النظر والبصيرة شجاعاً، ومنهم عبد الله العمرو وهو والد الفريق محمد بن عبد الله العمرو رئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني سابقاً، وغالباً ما يكون القاضي هو الأمير في نفس الوقت نظراً لأن القضاء يرتبط ارتباطا وثيقاً بالإصلاح بين الناس وإصدار الأحكام وفض النزاعات كما هو الحال مع منصور بن محمَّد (ت 1196هـ) الذي كان قاضي الخبرا وأميرها (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة) ..
أمَّا خلال القرن الرابع عشر الهجري وبعد توحيد المملكة فقد كانت الإمارة لأسرة السلطان وهي أسرة مجيدة من أسر الخبرا القدماء وكان لهم فيها الريادة والإمارة وقد كان سلطان بن محمد السلطان أميراً على الخبرا وضواحيها سنين عديدة، كما تولّى ابنه حسن بن سلطان بن محمد السلطان وقد ترجم له الأستاذ عبداللَّه بن زايد الطويَّان في كتابه الجوهرة الفريدة رجال في الذاكرة فقال (ولد في بلدته رياض الخبرا سنة 1344هـ وتربى على يد والده الأمير سلطان بن محمد السلطان الذي كان أميراً على الخبرا وضواحيها، وله فيها سعة طيبة يستحقها، وقد علم أبناءه وأورثهم خلاله الحميدة وهي أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر، حيث صاروا أعلاما مثله، فاضلين بارعين عاملين لدينهم ودنياهم حتى شاع ذكرهم واحترامهم وزاد قدرهم ومقامهم، وقد تعلَّم المترجم له على يد علماء بلدته وأكمل تعليمه بعد أن فتحت المدارس النظامية لديهم، وكانت له يد طولى في فتح أول مدرسة نظامية برياض الخبرا حيث كانت أولى مهامه الرسمية). وعن جهوده في الخبرا يقول الأستاذ الطويَّان (ثم عاد في آخر سنة 1368هـ وطلب فتح مدرسة بالخبرا وتم له ذلك وفتحت مدرسة الخبرا، ثم بدأ والده يعتمد عليه كثيراً في أمور البلد ومشاريعه، ففي سنة 1369هـ استطاع حسن السلطان الحصول على 14 ماكينة رستن للمزارعين في الخبرا ورياض الخبرا بالتقسيط على المزارعين، وقد سببت هذه المعدات الحديثة نقلة كبرى للزراعة للبلدتين وما وحولها في ذلك الزمن ولا ينسى الأهالي خدماته للبلد وأهله حين ظهر وباء الجدري وبدأ يتفشى في المنطقة، صار التطعيم هو صاحبه، يأخذ مندوبي الصحَّة كل صباح على سيارته من البكيرية ويدور بهم على كل بيت في الخبرا ورياض الخبرا وعلى المزارع والبوادي ومراعيها .. ومن أعماله الوطنية:
* حماية الأشجار البرية في ضواحي المدينتين
وقد كادت تنعدم في أوائل السبعينات الهجرية.
* فتح المدرسة العسكرية بالخبرا
والوقوف بجانب تأسيسها ومعالجة الخلاف على موقعها.
* ضبط حدود وصلاحيات بلدته الخبرا. حتى عيِّن عام 1398هـ أميراً لرياض الخبرا. وحالياً فإن الخبرا مركز فئة (ب) ورئيس مركز الخبرا حالياً هو الأستاذ علي بن تركي الجلعود وهو من خيرة الرجال وأكفأهم.
القضاء في الخبرا
كما ذكرنا فإن القضاء سابقاً في الخبرا كغيرها من قرى ومدن المملكة يكون بيد رجل ذي علم وحنكة ودراية بأمور الناس ويتعارف الناس على أنه هو الذي يرجع إليه في المسائل الشرعية، فغالباً ما تجتمع الإمارة والقضاء في شخص واحد.
الشيخ القاضي ناصر بن صالح النويصر
ويعتبر من أشهر قضاة الخبرا حيث إنه عمل في قضاء الخبرا ما يزيد على 15 عاماً وقد ترجم له الشيخ عبدالله بن محمد الزهراني في كتابه (تاريخ القضاء والقضاة في العهد السعودي) فقال: (الشيخ القاضي ناصر بن صالح بن ناصر النويصر من مواليد الخبرا عام 1331هـ، كان رحمه الله رجلاً فاضلاً عمل في القضاء ما يزيد على 40 سنة منها 25 سنة في جيزان وخمس عشرة سنة في الخبرا وكان إمام وخطيب مسجد الخبرا وكان عالماً ومتعلماً يقضي وقته في العمل صباحاً في القضاء وفي فترة ما بعد العصر يعمل بتعليم الطلبة على حفظ القرآن الكريم والتجويد والفقه والحديث وأمور الدين قاصداً بذلك وجه ربِّه، تعلَّم رحمه الله على يد
كبار العلماء في عصره وقد حفظ القرآن الكريم وتفسيره والتجويد والفقه والتوحيد، توفي رحمه الله عام 1416هـ. ويورد الأستاذ الزهراني بالترتيب من تولوا قضاء الخبرا وهم:
1- الشيخ علي بن إبراهيم بن صالح.
2- الشيخ أحمد بن عبدالرحمن بن حمد الخضير.
3- الشيخ ناصر بن سليمان بن محمَّد الغيث.
4- الشيخ أحمد بن إبراهيم بن سليمان الثويني.
5- الشيخ ناصر بن صالح بن ناصر النويصر.
6- الشيخ سليمان بن صالح بن صالح المحمود.
7- الشيخ سليمان بن عبدالله السحيباني.
(الخبرا) ..
ومشاعر الشُّعراء ..
لقد كان هناك عنصران يوقدان مشاعر الشعراء نحو (الخبرا) فهناك عنصر الموقع وعنصر التاريخ اللذان هما وقود الشعراء لنظم أشعارهم في هذه البلدة، فالموقع هو موقع ساحر جذَّاب حيث وادي الرمَّة ونقاء أجوائه وطيب مرعاه وما يحفّه من (طعوس) ورمال حمراء تزهر أراضيها في الربيع وهي منظر ساحر يلهب مشاعر الشعراء .. كما أن التاريخ أيضاً لعب دوراً في الشعر الذي نظم في الخبرا .. حيث أهازيج الحرب وبطولات أهل الخبرا التي خلَّدها الشعر .. ولقد كان لبطولتهم وتصدِّيهم لغارات الأعداء الدور البارز في الفخر بهم وامتداح بطولاتهم .. ولقد ألهبت بطولة أهالي الخبرا في التصدي لحملة ابن رشيد على الخبرا وامتناعها عن هذه الحملة ومقاومتها الضَّارية التي أجبرت ابن رشيد وعساكره على الانسحاب بعد اليأس بسبب المقاومة البطولية النادرة لأهالي هذه البلدة .. ألهبت مشاعر شاعر نجد الكبير محمد العوني فقال:


تنحَّد (الخبْرا) يجرّ المدافِعْ
ما ظنَّ جال الدَّار دونه يدَافعْ
نوَّر وشاف الطَّوْب ما هو بنافِعْ
أولاد منصور عطيبِين الأشرار
الشاعر عطا الله بن خزيِّم

هذا الشاعر يعتبر من أشهر شعراء النبط أو الشعر الشعبي في المملكة ولد هذا الشاعر عام 1295هـ وتوفي عام 1393هـ وقد انطلق من الخبرا بشعره الذي بلغ الآفاق، وقد جمع أشعاره المتفرِّقة ابنه صالح بن عطا الله بن خزيم وإن كان له من لقب فيمكن أن تطلق عليه (شاعر الرمَّة) نظراً لتغنيه بهذا الوادي الذي تقع عليه (الخبرا) .. ومن أشهر قصائده قصيدة (شمليل) وشمليل وصف للناقة التي يركبها وقد قال هذه القصيدة يسندها على صديقه علي العثمان الصقير، قالها وهو في رحلة له إلى الشام وتركيا يتذكّر فيها (نجد) وعذوبتها رغم شظف العيش فيها منها:


راكب وجنّا من الهجن شمليل
تفز إلى منه خطم له ظلاْله
مير احذره واضبط شدادك عن الميل
وامنع رسن راسه وكرِّب حباله

ويقول عبدالله السنيدي من أهالي الخبرا في قصيدة رنَّانة:


دارٍ لنا بين الشعيب وصارة
وبين الهلاليَّة وإنان الأسود
يقبْس من أشناقه زعاطير الظَّفر
عيَّت من أطواب العساكرْ تهتدي

والشعيب هو وادي الرمَّة جنوب الخبرا (وصارة) جبل شمال غرب الخبرا.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved