قد يكون من الطرافة أن تعقب على مقال كُتب منذ ثلاثين سنة ، ولكن هذا ما سوف يسجل في ذاكرتي الثقافية وأنا أعقب على مقالة كتبها الأستاذ عبد الرحمن إبراهيم الحفظي في 16 جمادى الأولى في عام 1392 ، واحسبه من أوائل من كتب في الصحافة المحلية من أبناء منطقة عسير مع الأوائل في المجتمع الأبهاوي الذين اشتغلوا بالهم الثقافي واللقاءات الفكرية من امثال الأستاذ عبد الله بن حميد والأستاذ محمد بن عبد الله بن حميد وحسين ظافر الأشول ويحيى إبراهيم الألمعي وعلي علوان والشيخ هاشم النعيمي وآخرون لا تحضرني أسماؤهم ، ولعله كان ممن يستمتع بالاجتماعات الأدبية التي سبقت المسامرات الأدبية وعرفها مثقفو أبها ، ولكن بحكم السن قد لا أكون المؤهل للكتابة عن هاتيك الأيام ، وأحسن من يعبر عنها الأستاذ الوالد محمد بن عبد الله الحميد (أديب أبها) ورئيس نادي أبها الأدبي ، الذي مازال يحمل الكلمة الجميلة ويتدفق بها قلمه الجريء منذ أكثر من خمسين عاماً أمد الله في عمره . تعقيبي على الأستاذ عبد الرحمن كان بسبب ما جاء في صفحة زمان الجزيرة كإعادة لمقالته ، ونشرت في العدد رقم 11807 ونشرت يوم الثلاثاء 15 من ذي الحجة 1425هـ ، عندما ذكر أنه لم يعثر على ما يؤكد له ما سبب تسمية (ألمع) الذي يطلق على بلاد رجال ألمع أو السبب في هذه التسمية ، إلا أن أهلها كثيرون ولهم صفة الرجولة والشهامة والشجاعة من منطلق تفسير معنى الكلمة (ألمع) اللغوي .ومع تقديري لما كتبه الحفظي إلا أن مصادر كثيرة أرجعت المسمى إلى الجد ألمع بن بعمرو ، الذي عرفت به القبيلة (رِجال ألمع) بكسر الراء وحاضرتهم بلدة (رُجال) بضم الراء ، وهم من بطون الأزد كما جاء في المنتخب للامي الطائي ، وبهذا يكون سبب التسمية رجال نسبة إلى رجال بن عدي بن الصبق بن عدي .وألمع نسبة إلى ألمع بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس ، وفي مرابع أخرى ألمع بن عمور بن عدي ، ويطلق على القبيلة اسم (رجال ألمع) وهم من بطون الازد ، ويقال ان ألمع بطن من بني مزيقيا وهم أزد شنوءه ، واليوم يكونون عشر قبائل ومنهم رجال برزوا في الأدب والثقافة وفي مواقع مهمة في الدولة ، ولديهم حس قوي في حفظ تراثهم وعندما يذكر التراث الألمعي يأتي ذكر الوالد محمد حسن أبو غريب رجل أديب أبحر في أعماق التراث الألمعي وعاشه عشقاً وهماً ، وهو سادن تراثهم في متحف ألمع حيث ترقد فيه ما يقرب من 3000 قطعة أثرية ، وبالمناسبة تقع رجال ألمع أعلى وادى كسان ويفصلها عن الشعبين عقبة رز ، ويخترقها الطريق العام - الدرب - محايل عسير عبر نفق مداه أكثر من كيلو .. وقد شهدت مؤخراً مناشط ثقافية أحياها أبناؤها ، ويقال انه سيكون من أطول الأنشطة الثقافية كما فهمت ذلك من الأستاذ إبراهيم مسفر ، وهو شعلة نشاط ووطني مخلص ومثقف ورائع كانت هذه إلماحة سريعة سطرتها على عجل بكل حب وتقدير .
محمد إبراهيم فايع خميس مشيط /فاكس072231667 |