* الرياض - سعود الشيباني - فهد الغريري: أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب أن الفقرة المختصة بضرورة تعديل قوانين اللجوء والهجرة في إعلان الرياض الصادر أمس نقطة مهمة راجيا أن يتم تفعيلها في إشارة إلى رغبة المملكة في تعديل هذه القوانين لتسلم مطلوبين موجودين في دول أجنبية. وفي جانب آخر رفض سموه اتهام المؤسسات الخيرية بدعم الإرهاب مجملا، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك أشخاص يستغلون هذه المؤسسات لدعم الإرهاب وأن ذلك لا يتنافى مع كون المتعاملين والعاملين في هذه المؤسسات يبحثون عن فعل الخير ونفع الإنسان. كما أكد سموه تعاون السلطات السعودية مع الإعلام المحلي والخارجي على حد سواء مشيرا إلى وجود تعليمات واضحة ومحددة لسفارات المملكة في الخارج لتسهيل مهمة أي وسيلة إعلامية تبدي رغبتها في القدوم إلى السعودية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رئيس المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب عقب اختتام أعمال المؤتمر أمس بالرياض. وقد استهل سموه المؤتمر الصحفي بالترحيب بوسائل الإعلام في عاصمة المملكة العربية السعودية (مدينة الرياض) معبرا عن أمله أن تكون مهمتهم ناجحة في نقل أعمال المؤتمر ومشاهداتهم للحقائق في المملكة مؤكدا سموه الثقة بأمانة العمل الصحفي وقال: (نأمل أن نكون قد يسرنا لكم كل الوسائل لتنقلوا كل ما يتعلق بأعمال هذا المؤتمر وما شاهدتموه في المملكة. ونحن نقدر كل التقدير مجيئكم وأملنا وثقتنا فيكم إن شاء الله كبيرة لأماناتكم الصحفية والإعلامية في أن تنقلوا الحقائق كما هي). وأضاف سموه (نحمد الله على نجاح هذا المؤتمر الذي دعا إليه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني ونشكر جميع من لبى هذه الدعوة وبهذا المستوى). وتوجه سموه بالشكر إلى الله تعالى على النتائج التي تمخضت عن هذا اللقاء الكبير كما أبدى شكره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية قائلا: (لا يفوتني في هذه المناسبة ولو أن الإنسان لا يشكر نفسه ولكن لا بد الشكر لمن يستحق الشكر أقدم شكري وتقديري الكبير لأخي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الذي أدار هذا المؤتمر خير إدارة ومكن كل المشاركين من المساهمة الفاعلة في هذا العمل الكبير وفي الوقت نفسه أعطى الفرص وتحمل الكثير للإجابة عن جميع أسئلة الإعلام.. لسموه الشكر الكبير ليس مني فقط ولكن من كل مواطن سعودي ومن وطنه.. وليس غريبا عليه أن يقوم بما قام به فهو أهل لذلك.. وأشكر جميع من عمل في التحضير لهذا المؤتمر بأي جهد كان). بعدها أجاب سموه عن أسئلة وسائل الإعلام. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في الواقع أن الخطة الأمنية لرجال الأمن مرنة تتكيف مع الحدث بثوابت لا تتغير لمواجهة الإرهاب بكل حزم وقوة ولا بد على رجال الأمن من وضع الخطط المناسبة ورجل الأمن دخل هذه المعركة وهو يعرف واجباته ومسؤولياته وأنه سوف يؤدي هذه المهمة لمصلحة الوطن، مشيرا إلى أن الإرهاب في الإسلام منبوذ. وبين سموه قائلا إن ما تفضل به ولي العهد السعوديمن إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب وإجماع جميع المحاورين على أن هذا هو النقطة الأساسية أو من أهم النقاط التي تناولها المؤتمر وهذا مقدر لدى المملكة التي تؤمن بالعلم والتحليل العلمي. وأكد سموه تشكيل فريق عمل لمتابعة تنفيذ هذا المقترح من حيث طريقة عمله ومكانه وأشار إلى شمولية هذا المركز لكل ما يهم المتضررين من الإرهاب من حيث التدريب وتبادل المعلومات والخبرات وفضل عدم الاستفاضة في التفاصيل واستباق الأمور. ورحب سموه على التعاون مع الطرق في أي وقت وأي مجال معلنا رفض السعودية لقيام أي سعودي بأعمال تتنافى مع مصلحة العراق. وأكد سموه أن هناك نية للخروج باستراتيجية فكرية لمحاربة الإرهاب قريبا وذلك حسب توصيات مجلس الشورى. وشدد سموه على أنه لن يصدر أي اتهام ضد أي مجموعة أو جهة إلا بوجود أدلة تسوغ هذا الاتهام. مؤكدا أن التعاطف مع الإرهاب يعد أخطر من العمليات الإرهابية. ونفى سموه أهمية استصدار تعريف للإرهاب بدلا من دراسة الفكر الإرهابي عبر المؤتمر وأضاف: نحن الآن نتعامل مع وضع قائم أما الدخول في التعريف فهذا شأن ونحن الآن نتعامل مع الإرهاب الذي نواجهه ونفى سموه قيام وزارة الإعلام أو أي جهة أخرى بشراء ساعات في وسائل الإعلام الخارجية أو شراء صفحات لتلميع صورة المملكة بالخارج مؤكدا انفتاح السعودية على الإعلام الخارجي ومرحبا بقدوم أي إعلامي من أي دولة كانت إلى السعودية. وقال: هذه الحقيقة ونحن نطرح ما لدينا ونتوخى من الآخرين أن ينقلوا الحقيقة وأشار سموه إلى أن هناك تعليمات محددة وواضحة لجميع سفارات المملكة بالخارج لتسهيل قدوم أي وسيلة إعلامية تبدي رغبتها في ذلك. وأكد سموه أن تغيير المناهج مواكب لتطورات العصر مشيرا إلى أنه من الخطأ إلقاء اللوم على المناهج فيما يتعلق بالإرهاب. وحول منابع دعم الإرهاب ماديا أكد سموه أنها لا تتعدى ثلاث حالات إما أن يكون هذا الدعم نتيجة لثقة البعض وعدم إدراكهم وتقديمهم أموالهم كصدقات لجهات توظفها في دعم الإرهاب وإما أن هذا الدعم يأتي من متعاطفين فعلا مع الإرهاب وإما أنه يأتي من مستفيدين ومحركين أساسيين لهذا الإرهاب. ونفى سموه التقليل من شأن الإرهاب وخطورته في أي وقت مؤكدا أنه لم يستبعد منظمة القاعدة أبدا من اتهامها بأحداث المملكة واصفا إياها بأنها هي المتهم الأول وأنها تقف خلف كل العمليات الإرهابية التي حدثت. مشيرا إلى إمكانية كون القاعدة عميلة لأي جهة. وذكر سموه أنه لا يستبق حدوث أي شيء مؤكدا أن استعدادات السلطات السعودية قائمة على قدم وساق لمحاربة الإرهابيين وإحباط أعمالهم الشريرة. وعن غياب ست دول عربية عن حضور المؤتمر أشار سموه إلى أن الدعوة وجهت إلى الدول التي واجهت الإرهاب مؤكدا أن باب الحضور للجميع. وأكد سموه أهمية دور الإعلام في مكافحة الإرهاب مبديا استعداد السلطات للتعاون مع الإعلاميين باعتبارهم مواطنين بالدرجة الأولى وأضاف: ولكن أرجو من الإعلاميين ألا يفضلوا السبق الصحفي على حقيقة الخبر نفسه مشيرا إلى خطورة نشر أخبار غير صحيحة تعتمد على الإشاعات. وحول وجود أدلة على تورط القاعدة بعمليات غسل أموال وتهريب المخدرات أكد سموه أن هؤلاء لن يتورعوا عن الحصول على المال بأي وسيلة كانت سواء بغسل الأموال أو المخدرات. وحول علاقة مؤسسة الحرمين بدعم الإرهاب أكد سموه أن ذلك لا يشمل المؤسسة الخيرية بشكل عام مشيرا إلى وجود أفراد داخل هذه المؤسسات ربما يستغلونها في تنفيذ مآربهم موضحا أن المتعاملين والعاملين في هذه المؤسسات هم في النهاية يبحثون عن فعل الخير وما فيه نفع للإنسان. وحول إشارة إعلان الرياض إلى مطالبة بتعديل قوانين اللجوء والهجرة في بعض الدول الغربية ومدى اهتمام المملكة بهذا الأمر رغبة منها في تسلم بعض المطلوبين في الخارج أكد سموه أهمية هذه الفقرة في البيان راجيا أن يتم تفعيلها.
|