*حلقات أعدها - حمّاد بن حامد السالمي - عليان آل سعدان - عبدالعزيز القرمطي وصورها: حمّاد بن حامد السالمي : في الحلقات السابقة أخذناكم إلى عمق تاريخ الليث، وإلى سواحلها وسهولها ووديانها وجبالها وآثارها. وفي هذه الحلقة سوف نبدأ بالتعليم الذي هو بنية أساسية لكل تطور وتحضر ونمو، خاصة وقد لاحظنا أن كثيراً من منسوبي التعليم والمعلمين هنا هم من خارج الليث وهذا انعكاس طبيعي لعدم وجود كلية معلمين ولا كلية معلمات، وإلا فإن أبناء وبنات الليث، لا ينقصهم الطموح ولا الرغبة في تحصيل أعلى الدرجات العلمية، وهذه ملاحظة لعلها تصل إلى المسؤولين في التعليم العالي بعد أن ضمت إليهم كليات المعلمين والمعلمات ليعطوا الليث بعض حقها من هذه الكليات. تعليم البنين والبنات في الليث * هذه خلاصة مهمة تكشف عن سير تعليم البنين والبنات في الليث، جاءت في دراسة أصدرتها إدارة التعليم في الليث تقول: نشأ التعليم في محافظة الليث مع بداية التعليم في منطقة مكة المكرمة وكانت البداية عن طريق الكتاتيب ومن أشهرها كتاب الشيخ سالم اليزيدي - كتاب الشيخ السيد محمد خرد - كتاب الشيخ سعيد بن حسن الزبيدي وكتاب الشيخ درويش بن وبر، وكذلك كان يتم التعليم في المساجد أو الانتقال إلى المدن المجاورة للدراسة بمدارسها، وكذلك أنشئت مدارس الشيخ القرعاوي في عام 1374 - 1375هـ إلى جانب المدرسة السعودية بالليث التي أنشئت عام 1355هـ وهي أول مدرسة نظامية ولا تزال باقية حتى الآن وعندما أنشئت وزارة المعارف كانت محافظة الليث تابعة للقنفذة تعليميا فأنشئت مدرسة أضم الابتدائية في عام 1375هـ وفي 1 - 5 - 1398هـ انفصلت الليث عن القنفذة وأصبحت تابعة للإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الغربية وفي 1 - 7 - 1400هـ صدر قرار معالي وزير المعارف بإنشاء إدارة تعليم مستقلة بالليث ومنذ ذلك التاريخ أصبحت المدارس في كل قرية وهجرة وفي سفوح الجبال حتى أصبح عدد المدارس حوالي 158 مدرسة ما بين ابتدائي ومتوسط وثانوي وتشمل مدارس محو الأمية والمدارس الليلية والتربية الخاصة ومدارس التحفيظ ولم يقتصر اهتمام الدولة رعاها الله بالتعليم في المحافظة إلى هذا الحد بل أنها تكرمت بصرف إعانات شهرية لجميع الطلاب وفي جميع المراحل وخصصت سيارات لنقلهم من منازلهم إلى المدارس. وكل هذا الاهتمام الذي تلقاه محافظة الليث أسوة ببقية مناطق مملكتنا الحبيبة لينشأ جيل مثقف واعٍ يساهم في تقدم بلاده ورقيها. تعليم البنات وكان للفتاة السعودية في محافظة الليث نصيب من الاهتمام والرعاية فأسست أول مدرسة ابتدائية بالليث في عام 1389هـ ومدرسة أضم الابتدائية في عام 1395هـ وظل التعليم في المحافظة تحت إشراف مندوبية حتى عام 1413هـ وأنشئت إدارة للتعليم بالمحافظة تشرف على 157 مدرسة ما بين ابتدائية ومتوسطة وثانوية إضافة إلى 21 مدرسة لمحو الأمية وروضة واحدة للأطفال ومركز للتدريب المهني وافتتحت الكلية المتوسطة للبنات في عام 1418هـ وكانت تمنح شهادة الدبلوم وصدر الأمر بتحويلها إلى نظام البكالوريوس اعتبارا من العام 1422هـ وكذلك الفتاة السعودية بالمحافظة تحصل على نفس المميزات التي يحصل عليها الشاب السعودي من إعانات شهرية وسيارات لنقل الطالبات من منازلهن إلى المدرسة. - هذا إلى جانب معهد التدريب المهني بالمحافظة الذي أسس عام 1401هـ وبه أكثر من 150 طالباً. - وبلغ عدد المعلمين والمعلمات 3254 معلماً ومعلمة وعدد الطلاب والطالبات 28 ألف طالب وطالبة حسب آخر إحصائية لعام 1425هـ. تاريخ التعليم في محافظة الليث * ما تقدم يعرض لحاضر التعليم في الليث ولكن للتعليم في هذه المحافظة قصة عمرها عشرات السنين تقول مصادر تعليم الليث في هذا مايلي: يرتبط تاريخ التعليم في محافظة الليث بتاريخ التعليم في مكة المكرمة لقربها منها وموقعها الهام كمحطة لاستقبال قوافل الحجاج القادمة من جنوب المملكة واليمن وكونها مرفأ على البحر الأحمر لاستقبال السفن التي تحمل الحجاج والبضائع القادمة من افريقيا وآسيا. وقد ساعد ذلك على قيام حركة تجارية نشطة في هذه المحافظة. وقد تطلب ذلك أن يكون المشتغلون بالتجارة والتعامل مع الحجاج على قدر من الثقافة والمعرفة. ولهذا تعددت مصادر الحصول على المعرفة وأهم هذه المصادر: 1 - نظام الكتاتيب. 2 - نظام الدراسة بمدارس المدن المجاورة (مكة المكرمة وجدة). 3 - حلقات المساجد. 4 - دور الحجاج الوافدين في التعليم. 5 - مدارس الشيخ القرعاوي. أولاً - نظام الكتاتيب: وهي عبارة عن مساكن أو أجزاء من المساكن يقوم الشيخ فيها بتعليم الأطفال القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة على الألواح الخشبية. ونظام الكتاتيب نظام أهلي لا تشرف عليه أي جهة حكومية ويتقاضى المدرسون أجوراً أسبوعية من أولياء أمور الطلاب إما نقدية أو عينية كالحبوب والأغنام أو السمن أو العسل وقد تركزت هذه الكتاتيب في حاضرة المحافظة حيث كان في مدينة الليث قبل الحكم السعودي عدد من الكتاتيب أهمها: 1 - كتاب الشيخ سالم اليزيدي. 2 - كتاب الشيخ السيد محمد خرد. 3 - كتاب الشيخ سعيد بن حسن الزبيدي. 4 - كتاب للشيخ درويش بن وبر. وكان أبناء البادية يفدون إلى مدينة الليث لتلقي العلم والمعرفة في هذه الكتاتيب ثم يعودون إلى قراهم وهجرهم للقيام بنفس الدور. ثانياً - الدراسة بمدارس المدن المجاورة: وقد اقتصر ذلك على أبناء طبقة التجار حيث كانوا يرسلون ابناءهم إلى المدارس المعروفة في مكة المكرمة وجدة كالصولتية والفلاح ليتعلموا الحساب إلى جانب القراءة والكتابة وجودة الخط لتمكنهم من الإشراف على أعمالهم التجارية وفهم المراسلات التجارية مع تجار الموانئ الأخرى. وقد كان خريجو هذه المدارس نواة لموظفي الدولة في بداية الحكم السعودي الذي شهد إنشاء كثير من الإدارات الحكومية وإدارة المالية وإدارة المرفأ وسلاح الحدود والإمارة وإدارة اللاسلكي والبلدية حيث أنشأت هذه الإدارات في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله. ثالثاً - المساجد: كانت المساجد تمثل جانباً مهماً من جوانب الحصول على المعرفة في فترة ما قبل الحكم السعودي وكان أئمة المساجد يقومون بدور بارز في تعليم الأطفال القراءة والكتابة وهناك دور آخر للمساجد في التعليم وهو حلقات الوعظ والإرشاد وتعليم الناس أمور دينهم وكانت هذه الحلقات تقام من بعد صلاة العصر إلى قبل صلاة المغرب وكان يقوم بهذا الدور القضاة الذين تعاقبوا على العمل في محكمة الليث وأشهرهم الشيخ محمد التهامى، وهناك دور آخر للمساجد وهو تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان حيث يقوم الدارسون بتلاوة القرآن الكريم عقب صلاة التراويح فيقوم كل دارس بتلاوة حزب من القرآن وقد يستمر ذلك إلى وقت السحور. رابعاً - دور الحجاج في التعليم: سبق وأن ذكرنا بأن منطقة الليث تعتبر محطة لقوافل الحجاج القادمين من جنوب المملكة ومن اليمن وحيث ان الحجاج كانوا يصلون إلى هذه المناطق قبل بداية فترة موسم الحج بوقت طويل فقد مارس بعض الحجاج مهنة التعليم للحصول على المال قبل ذهابه إلى مكة وبعد عودته من قضاء مناسك الحج حيث انتشروا في القرى والهجر للقيام بهذا الدور وقد كان للحفاوة التي يلقاها رجال التعليم من الأهالي دور كبير في استقرار كثير من هؤلاء الحجاج في القرى والهجر حيث انصهروا مع سكان هذه القرى. خامساً - مدارس الشيخ القرعاوي: وقد أنشئت هذه المدارس في عامي 1374 - 1375هـ إلى جانب المدارس النظامية التي كانت موجودة في ذلك الوقت وهي المدرسة السعودية بالليث ومدرسة إضم الابتدائية. وكانت هذه المدارس تقوم بتعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة إلى جانب تعليم القرآن الكريم والفقه والتوحيد. حيث استعانت هذه المدارس بأئمة المساجد والمتعلمين للقيام بالتدريس. رواد في تعليم الليث * تحفل سجلات تعليم الليث بأسماء رواد كان لهم قصب سبق في التعليم في الكتاتيب وبعد فتح المدارس ومنهم: 1 - أحمد بن ابراهيم السهلماني 1353 - 1398هـ. 2 - أحمد بن عيضة الحرثومي 1322 - غير معروف. 3 - أحمد بن موسى النعيري 1317 - 1400هـ. 4 - بلقاسم بن محمد البدواني غير معروف إلى 1384هـ. 5 - درويش بن سالم الوبري من 1329هـ - إلى غير معروف. 6 - سعد بن رزيق الفهيم من 1336 - إلى غير معروف. 7 - سعيد بن حامد النوسي من 1333 - 1412هـ. 8 - سعيد بن حسن الزبيدي من 1305 - 1390هـ. 9 - عبدالله بن رميثة البركاتي من غير معروف - 10 - عبدالله بن محمد اليماني من غير معروف - 11 - عبيد بن حاسن المعافى من 1342هـ إلى غير معروف. 12 - علي بن أحمد الحفريتي من غير معروف إلى 1396هـ 13 - علي بن عبدالعزيز الحفريتي من 1337 - 1386هـ. 14 - علي بن محمد الفقيه الحرتومي من 1318 - 1418هـ. 15 - عمر بن محمد الزبيدي من 1340 - 1382هـ. 16 - غريب بن عصيدان الساعدي من 1363 هـ - إلى غير معروف 17 - محمد بن حسن العيافي من 1335 - 1418هـ. 18 - محمد بن خاتم المالكي من 1360هـ - إلى غير معروف 19 - محمد بن ردة الصحابي من 1355هـ- غير معروف 20 - محمد بن عبدالعزيز البركاتي غير معروف إلى غير معروف. 21 - محمد بن عبدالله الجبيري من 1327هـ - إلى غير معروف. 22 - محمد بن علي المهداوي من 1347هـ - غير معروف. 23 - مطير بن عميدان الساعدي من 1349هـ - غير معروف. 24 - مهدي بن عبيد العيافي غير معروف إلى غير معروف. 25 - هارون بن عوض السني من 1350هـ - إلى غير معروف. * ومن طرائف هؤلاء الرواد أنهم كانوا لايتقاضون رواتب مرسومة وبعضهم يكتفي بإعانات من الأهالي وآخرون كان لهم مخصصات قليلة. علماء وباحثون ودارسون والريادة في الليث لا تتوقف عند أوائل المعلمين على ما كان لهم من فضل وسبق لا ينكر ولكن هناك من أبناء الليث من اجتهد في البحث والدراسة وقدم ما يرضي الباحثين عن هذه المحافظة فهذا اسماعيل البركاتي وكتابه (تاريخ الليث) وهذا علي المهداوي وبحثه(الليث بين الماضي والحاضر)، وهذا رئيس قسم الآثار والمتاحف في التعليم الاستاذ مدة بن علي الثعلبي ودراسته عن المعالم الأثرية والسياحية والألعاب الشعبية بمحافظة الليث. ومن منسوبي التعليم كل من عبيد بن مديني العسافي وابراهيم بن علي الزبيدي، وعبدالعزيز بن محمد المهداوي، وعوض بن عبدالعزيز النعيري، كانت لهم جهود بارزة في جمع وتقديم معلومات وافية عن محافظتهم. * ومن أدباء وباحثي الليث الاستاذ ابراهيم الفليت كما ان من علمائها المشاهير الذين رصدهم البركاتي في كتابه: 1 - أبو هارون السريني من أهل السرين ولد سنة 506هـ. 2 - الفقيه ابن زبيدي من أعيان القرن العاشر الهجري. 3 - الفقيه العتمي من مواليد 1198هـ تقريباً. في السِّرّين * نعود بكم إلى أجواء التاريخ القديم إلى أثر هو من أعظم وأشهر الكشوف في نواحي تهامة إنها مدينة السرين الأثرية.. ويعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في كشف هذه المدينة وإظهار شواهد قبورها وتتبع تاريخها وحوادثها عبر مئات السنين إلى الاستاذ العالم الباحث الشيخ حسن بن ابراهيم الفقيه الذي كشف قبلها عن مخلاف عشم في حد محافظة القنفذة وقدم للمكتبة العلمية كتابين عن هذين الاكتشافين في غاية الأهمية. * نعود إلى مدينة السرين في الليث فيذكر الشيخ الفقيه أن السِّرَّين: بكسر السين المهملة المشددة وفتح الراء المهملة المشددة أيضاً بعدها ياء ساكنة - منقوطة - فنون لفظه تثنية السر الذي هو الكتمان مجروراً أو منصوباً وفي اللغة أن سر الوادي هو: أكرم موضع فيه والسر وسط الوادي وكذلك سراره وسرارته وسرته وأرض سر كريمة طيبة وقيل: هي أطيب موضع فيه. وقال الأصمعي: السر في الأرض مثل السرارة أكرمها. قال الشاعر: واغف تحت الأنجم العواتم واهبط بها منك بسر كاتم قال: السر: اخصب الوادي وكاتم: أي كامن تراه فيه قد كتم نداه ولم ييبس. والناس حتى اليوم يطلقون على البقعة المنخفضة من الأرض التي تملؤها الأشجار والأعشاب اسم السر. * وفي التالي نقدم معلومات موجزة عن هذه المدينة الأثرية اعتماداً على كتاب الشيخ الفقيه وما دونه الاستاذ مدة بن علي الثعلبي. موقع مدينة السرين الأثرية تقع مدينة السرين الثرية على ساحل البحر الأحمر الشرقي وعند نقطة تقع جنوب بلدة الليث مسافة حوالي ثلاثة وأربعين كيلا. توجد آثار بلدة تلاصق سيف البحر حيث تحتل الطرف الجنوبي الشرقي من ذلك الرأس الذي يسمى (رأس جلاجل). ومساحتها لا تتجاوز ثلاثة أرباع الكيل طولا من الشرق إلى الغرب ونصف الكيلو تقريباً عرضاً من الشمال إلى الجنوب. موقع السرين في كتب التراث العربي ذكر أبو قراش الهذلي الذي أورد اسم السرين مقروناً بذكر اسم حلية غذاه من السِّرَّين أو بطن حلية فروع الآباء من عميم السَّوَائ نشأة مدينة السرين وتطورها نشأت هذه المدينة على ساحل البحر الأحمر في عصور ما قبل الإسلام وذلك على ما استنتج من معلومات كتب التراث العربي عن السرين. أهمية موقع السرين لعبت السرين دوراً رئيسياً بارزاً في توفير ما تحتاجه مكة المكرمة وما حولها مما يرد به التجار من ثغور الحبشة من الرقيق والمتاع ثم ما يخص صاحب ولاية مكة من الرسوم على تلك الواردات. تطور مدينة السرين 1 - إن السرين كانت إلى نهايات القرن الثالث الهجري بلدة صغيرة الحجم قليلة النشاط التجاري. 2 - في القرن الرابع الهجري صور المقدسي (335 - 390هـ) حالتها في تلك الحقبة، فقال:( والسرين بلد صغير له حصن الجامع فيه على باب البلد مصنعة وهو فرضة السروات، والسروات معدن الحبوب والتمور البردية والعسل الكثير). ويفهم من أقوال المقدسي: أنها بلدة صغيرة، ويرسم صورة لتقدمها في بعض المرافق العمرانية التي كانت فيها وهي: - الحصن: الذي لعله كان ثكنة عسكرية أو مركز الإدارة الحكومية التي تقوم بحراسة هذا الميناء والدفاع عنه. - الجامع: يدل على استيطان جماعة كبيرة من السكان في السرين وقد يكون به مدرسة. - المصنعة: وهي صهريج أو مجموعة صهاريج بنيت لتخزين مياه الشرب، والسرين بلدة بحرية أحوج ما تكون للمصنع لانعدام مياه الشرب فيها. - الفرضة: وهي توضح ما كان يمارس على رصيف ميناء السرين من حركة تجارية نشطة توريداً أو تصديراً. 3 - ويظهر أنها في أواخر النصف الثاني من القرن الرابع، والنصف الأول من القرن الخامس الهجريين قد تطورت من (بلد صغير) إلى (مدينة عظيمة) تبعا لحدود مصطلحات ذلك العصر، وتفهم ذلك من أقوال العذري (393 - 478) إذ يقول: مدينة السرين عظيمة بسوق وجامع على البحر، بناؤها من الخشب والحشيش، وكذا الحمامات، والماء يسخن خارجاً عنها، وجامعها مبنى بالمدر وسورها في البحر، ولها مرعى، وزرعهم الذرة والسمسم يسقى بماء السيل، قليلة البرد. وغلالهم قليلة ولباسهم الرداء والإزار وعملتهم الدراهم. أمراء السرين 1 - الأمير أبو الحسين: يحيى بن علي الحسين بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد توفي هذا الأمير سنة (361هـ). 2 - الأمير عبد الله بن علي بن الحسين الأمير بن محمد بن الثائر: وهو أخ للأمير يحيى السابق حسب سلسلة نسبه. 3 - الأمير الحسن بن علي بن الحسين بن محمد الثائر. 4 - الأمير يحيى بن الحسن بن علي بن الحسين الأمير محمد الثائر: وكان معاصراً للأمير أبي الفتوح بن عيسى بن جعفر أمير مكة (384 - 430هـ) وتولى الإمارة في عهده. 5 - الأمير محمد بن قاسم بن أبي هاشم محمد: يلتقي هذا الأمير مع أمراء السرين السابق ذكرهم في جدهم الأقدم (الحسين الأمير بن محمد الثائر). اندثار السرين موقع السرين الذي كان سبباً في تطورها وتقدمها في إطار التطور الحضاري الذي انتهجته الدولة الإسلامية في عصور الازدهار كان هذا سبباً في تدهورها أيضاً لقد ورد ذكر ضعف الدولة العباسية وتمزق أطرافها ثم سقوطها في منتصف القرن السابع الهجري على أيدي المغول وأيضاً تأثير حياتها واستقرارها بالحملات الحربية التي انطلقت منها للاستيلاء على مكة وزاد من ذلك ما قام بين ولاة مكة من الأشراف من منافسات ونزاعات محورها تولي منصب الإمارة في مكة واتخاذ المغلوب منهم للجهات الجنوبية عن مكة والتي يستخدمها ملجأ من الملاجئ التي يستعد فيها لحملات عسكرية ثأرية، كل هذه الأسباب أثرت تأثيراً مباشراً على الاستقرار في بلدة السرين وأدت إلى تدهور عمرانها وهجرة سكانها إلى أماكن أخرى. المخلفات الأثرية (1) المباني: إن موقعها وبعض المخلفات الأثرية فيها لا تزال موجودة وخاصة احجار الشعاب المرجانية وكسر الأجر الأحمر التي استخدمت في مبانيها، كما يظهر أمام بعض المباني التي أسست وبنيت من الحجارة البحرية. (2) الأواني الفخارية (الزجاجية) تتناثر على أرض هذه البلدة بعض الأواني الفخارية والزجاجية المحطمة. (3) النقوش التذكارية (الشاهدية) تتناثر بعض الحجارة ذات النقوش الشاهدية حول الموقع وتحت الأتربة. (4) بقايا من أدوات البناء المستخدمة في مدينة السرين وهي من شعاب البحر. * بقايا شاهدية لمدينة السرين الأثرية الواقعة في محافظة الليث غرب قرية الوسقة ويشاهد ان بقايا هذه القرية ما زال واضحاً للعيان حيث بقايا الأواني الخزفية التي كانت تستخدم في الطبخ والشرب، وكذلك مواد البناء التي استخدمت في إنشاء المدينة ومعظمها من الشعاب المرجانية، ويعود تاريخ هذه المدينة الأثرية إلى القرن الثاني الهجري وظلت مزدهرة حتى القرن السادس الهجري.
|