Wednesday 23rd February,200511836العددالاربعاء 14 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "متابعة "

شموخ الأرزشموخ الأرز
عبيد الشحادة



غصتْ بنعيك دمعةُ الأجفانِ
وتجلَّدتْ بالصبرِ والسلوانِ
هيهات يا جبلاً يغيبك الثرى
ويضم اسمَكَ ضيّقُ الأكفان
فلَكمْ بنيتَ من النجاح معالماً
ملءَ العيونِ ومسمعَ الآذانِ
ومشيتَ في طرق المعالي واثقاً
تزنُ الخُطى بالرأي والرُّجحانِ
فتركتَ في كل الأماكن بصمةً
غرّاءَ تستعصي على النسيانِ
فسلِ المنابرَ هل ستنسى قامةً؟
هي من أهميةٍ لها بمكان
وسل الأراملَ واليتامى الفاقدي
نَ بفقده لأُبوّةٍ وحنانِ
وسلِ الذين تفرغوا للعلم طلا
باً ولم يُعنَوا بشأنٍ ثانِ
سل عنه بيروتَ الحزينة كم مشى؟
بعروقها نبضاً من العمرانِ
ولَكمْ غفوتِ بجفنه حلماً توشّ
ى في رؤاه بأروعِ الألوانِ
فجزيتِه صداً وكان يظن أنْ
يُجزى على الإحسان بالإحسانِ
هل كان ذنباً أن أحبّك فاكتوى
من أجل حبكِ في لظى النيرانِ
بيروتُ.. منذ متى الخلافُ وكيف؟.. إذ
ما كنتما من قبلُ تختلفانِ
أم أنه الحبُّ الذي قتلَ المح
ب صبابةً بحرارة الأحضانِ
أشفقتِ من خطرٍ عليه فكنتما
الاثنان أهدافاً من العدوانِ
فضممته حتى تماهى بينكم
حد التمايُز أنتما الاثنانِ
فقضى ليروي بالدماء معانياً
ستظل رهن سؤالها الحيران
من ذا الذي بالغدر باغت أمناً
متسلحاً بالأمن والإيمان
***
قتلوك يا مَنْ لم تكن متحيزاً
للطائفية أو إلى الأديانِ
قتلوا بمقتلِك اعتدال توازن
هدفاً لغاية فتنة وتفاني
لكنهم خابوا وساءوا وصمة
من عار فعلٍ خاسئٍ وجبانِ
وتظل أقوى من تآمرهم وأش
رف من مكائد ساسة خوَّانِ
ويظلُّ في لبنان ظلك وارفاً
بالمنجزات.. وسائر البلدان
يا فخرَ مَنْ عَرَفوك عن قربٍ ومَنْ
عَرَفوكَ عن بعد بأي مكان
يا فخرَ هندٍ إنْ تفاخرَ غيرُها
بتليدِ مجدٍ شامخِ البنيانِ
يا حزنَ هندٍ في خسارةِ والدٍ
كانت به تتكحَّلُ العينانِ
يا صبرَ هندٍ في مرارةِ لوعةٍ
ما جربَّتْها هندُ في الأزمانِ
نَمْ يا أبي بقرارةٍ عيناً فهن
دٌ لم تعدْ هي.. إنها هندان:
هندُ ابنةُ المجدِ الذي ورّثْتَه
ويحيطها أُسْدٌ من الإخوانِ
وُرّاثُ عطفِكَ والخصائلَ كلَّها
والجذرُ يُنبتُ طيّبَ الأغصانِ
فأخي بهاءُ الدين ثم أخوه سع
دُ الدين يكفيني هما الأخَوَانِ
ولَنِعْمَ أيمنُ ثم فهدُ إخوةً
أزهو بهم فخراً على الأقرانِ
ومثارُ فخري بعد فقدِكَ نازكٌ
هي قدوتي مثلاً.. وبحرُ حنانِ
أنا يا أبي بيروتُ أو صيدا كما
أحبَبْتَ هنداً.. أو هما الاثنانِ..
سأظلُّ مثلَ الأرزِ رمزاً شامخاً
يلقي الظلالَ على رُبى لبنانِ

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved