Thursday 24th February,200511837العددالخميس 15 ,محرم 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "حدود الوطن"

حدود الوطنحدود الوطن
القول الجلي..في جهات الليث وحلي
لقاء مسائي في غميقة..ماذا قال الأهالي عن حياتهم في هذا المركز؟!

  حلقات أعدها - حمّاد بن حامد السالمي - عليان آل سعدان - عبدالعزيز القرمطي - وصورها: حمّاد بن حامد السالمي
* في هذه الحلقة؛ نأخذكم إلى غميقة وأضم، وهما مركزان مهمان كبيران في محافظة الليث، يقعان عند مصاب الصدور التهامية، ويمتازان بسطح تكسوه الأشجار، وأودية زراعية منتجة وغابات في السفوح وفي بطون الأودية وتربى في أرضها الماشية وتكثر فيها مقاري النحل، وعلى العموم، فإن القرى في هذه الجهات انقى هواء وأصفى أجواءً من جهات الساحل، وتزداد بهاء في مواسم الامطار حيث تكثر الينابيع والشلالات، وتنفجر العيون وتجري المياه الجاري.
في غُميقة
* غميقة قرية كبيرة في وادي الليث على 30 كيلا من مدينة الليث شرقا، فيها سوق عامرة يوم الخميس وفيها مركز إداري سكانها من الاشراف والجبرة من بني شعبة من كنانة والخوادر من حرب.
* وغميقة في اللغة تصغير غمقة.
والغمق محركة: ركوب الندى في الأرض، إذا كانت ذات ندى وثقل أو قريبة من المياه ولعل هذا ينطبق على غميقة هذه، حيث هي مشهورة بكثرة مياهها، ففي أعلاها عين نابعة بمياه حارة فوارة، رأينا بعض الناس يأتيها بقصد الاستشفاء، أو هكذا يعتقد البعض.
* وصلنا غميقة وقصدنا مقر المركز الإداري، لكن رئيس المركز غير موجود.. وهذا حال معظم المراكز الإدارية في هذه الجهات حيث يغيب رؤساء المراكز وكبار الموظفين، فلا تجد أمامك سوى صغار الموظفين والمستخدمين ومواطنين يتكدسون للمراجعة.
* أليس هذا هو التسيب الإداري الذي يقولون..؟ سأل زميل معنا في السيارة، واكتفيت بهز رأسي لا أكثر..!!
هموم مع فنجان قهوة!!
* أدينا صلاة المغرب في مسجد قريب من مقر المركز، وكنا قبل ذلك نطوف من جنبات الوادي، نلتقط الصور لمناظر طبيعية جميلة، ووقفنا على العين الحارة كذلك، ثم وجدنا أنفسنا مع مجموعة من أهالي غميقة، نتناول القهوة ونتحدث في شؤون هذه القرية التي تحيط بها الجبال الشاهقة من ثلاث جهات.
* قالوا لنا إن تعدادهم عشرة آلاف مواطن بدون كهرباء مع أن أعمدة الكهرباء منصوبة منذ عدة سنوات..! وكانت أصوات المولدات الكهربائية تصل إلى أسماعنا، وما تنفثه من ابخرة يتصاعد فوق المنازل.
* قالوا كذلك يوجد مركز صحي مهمته معالجة الصداع..؟! يوجد به طبيب يوم واحد في الأسبوع ثم يختفي بقية أيام الأسبوع..!!
* هل هذا تسيب آخر.. أسأل ذلك الزميل مرة أخرى!
* اشار احدهم بيده إلى الجهة المقابلة وقال لابد أنكم شاهدتم خزان المياه الكبير الذي أنشأته وزارة الزراعة سابقا لسقيا المنازل لكن لم يستفد منه إذ لا تشغيل له ولا لمياه شرب في غميقة.
* آخر أشار إلى وعود شركة الاتصالات المتكررة، ولكن غميقة ظلت بدون هاتف ولا حتى جوال مع أن الشركة نصبت برجاً للاتصالات..!
* مواطن تداخل من آخر المجلس قال: مشاريع غميقة عادة لا تكتمل.. هكذا أعمدة إنارة بدون، خزان ماء بدون ماء، برج هاتف بدون هاتف..!!
* ثم لم يفت على أهالي غميقة التشديد على قصور خدمات البلدية، والدلائل (ها هي أمامكم).. لا تنظيم أو تخطيط ولا حتى نظافة.
* ومع وجود دواعي جيدة للاستثمار السياحي مثل عين الماء الحار وغابات الأثل وعلى هذا الوادي.. إلا أن كل شيء يتم هنا ببدائية عجيبة، حتى آلاف الناس الذين يزورون الماء الحار يمكن أن ينقلوا الأمراض من بعضهم لعدم وجود تنظيم أو احتياطات صحية أو حتى استثمار ذكي لهذا الموقع.
الرحلة إلى أضم
* أسميها رحلة وهي كذلك الآن أضم تبعد عن الليث 160 كيلا شرقا، وقد حرصنا على البكور إليها، وفي البكور بركة، فقد خرجنا من الليث مع بزوغ الشمس، وكنا نسير على طريق جميل مزفلت يشق الأودية والشعاب والهضاب مصعداً بنا من سهل الليث الساحلي إلى السفوح والصدور الجبلية، وكلما تقدمنا في المسير، ارتفع قرص الشمس من أمامنا قليلا، وطالعتنا غابات شجرية خضر على جنبات الأودية، ومنها وادي عليب الجميلة، ثم وادي أضم، الذي هو كثير القرى والمزارع، حيث يجاور وادي العرج مما يلي الليث، وهو من أعمر تلك الجهات كما رأينا، وأكثرها آثاراً وحصوناً وسيل هذا الوادي يصب في وادي الحجرة ثم في الشاقة الشامية التي تصب في البحر الأحمر جنوبي الليث.
في أضم
* دخلنا مركز أضم مع بداية دوام الموظفين والطلاب، والتقينا بعدد من التربويين في المدرسة الثانوية مقر الاشراف، ومن هناك، بدأنا في الحركة لتفقد هذه القرية الكبيرة التي تتوزع دورها بين مجموعة من الهضاب المشرفة على مزارع كثيرة فيها النخيل والموز والرمان وكافة الخضروات، رئيس مركز أضم كذلك غير موجود!!
* من خلال الحصون الكثيرة التي تعلو كافة الدور حولها، بدت لنا اضم منطقة تاريخية عريقة وإذا رفع واحدنا نظره إلى أعلى حيث الجبال الشاهقة، فسيرى عقبات غير بعيدة تربط أضم بقرى بني مالك وثقيف في السراة. قال لنا أهل ضم (المسافة لا تتجاوز 3 أكيال وتكون في قرى الطائف..! فقط لو جرى الاهتمام بتسهيل العبور من هذه العقبات الجبلية الوعرة).
* ذكر بعض المؤرخين واللغويين أن أضم تعني تفردها بضم وحفظ المياه الجوفية، ويفسر هذا كثرة قلاعها وحصونها ومزارعها، وتلك الشلالات المائية من المرتفعات المقابلة.
قال شاعر في أضم:
يا موقد النار بالعلياء من أضم
أوقد فقد هجت شروقاً غير منصرم
* ومن معالم أضم الأثرية: حصن عيلان، وحصن المشيد، وحصن أضم، ونقوش ورسوم لوعول، وكذلك سوق الثلاثاء، ويسكن أضم قبائل الأحلاف (العصمان، آل سعيدان، الجعدة، آل حسان، آل معاض، بنو عفيف، الفقرة، النعاثلة، آل عزيزة).
هَضَاض.. متى.. متى..؟!
* هضاض.. عقبة جبلية تربط أضم ببلاد ثقيف. أهالي أضم عبدوا وفتحوا هذه العقبة على حسابهم الخاص ولكنهم يحلمون بل يتطلعون إلى تدخل وزارة النقل بتسهيلها وفتح طريقها الذي يربطهم بمحافظة الطائف وطوله لا يتجاوز 3 كم.
* إن في أضم مرافق حكومية مهمة منها المستشفى المقام على أحدث طراز، ولكنه يحتاج إلى دعم طبي أكبر، وهناك مدارس كثيرة، فأول مدرسة نظامية فتحت كانت عام 1375هـ وهي تستحوذ على نصف مدارس محافظة الليث تقريباً، وفيها خمسة عشر فرعاً لمرافق عامة، ومستشفاها يضم 108 أسرة فهو أكبر بكثير من مستشفى الليث. وفيها مجمع قروي وفرع للمواصلات ودفاع مدني ومحكمة شرعية وغيرها.
وتبدو الحركة التجارية في سوق أضم نشطة وإذا كان من مطالب لدى سكان أضم ومنهم الشيخ سلطان بن معيض العصماني المالكي شيخ قبيلة العصمان والشيخ شرف عطية بن سيال، شيخ المعافى المالكي، والشيخ مهدي بن أحمد الحساني شيخ آل حسان وغيرهم فهي تتركز في تكثيف الخدمات البلدية والهاتفية وفتح عقبة هضاض التي سوف تربط تهامة ثقيف وبني مالك بسراة الطائف.
وتكون بذلك حلقة وصل بين منطقة الباحة ومحافظتي الطائف والليث.
كليات وسدود ومياه شرب
* من الأحاديث المتداولة بين أهالي أضم أمانيهم بإنشاء كليات للتعليم ما فوق العام، كليات بنين وبنات في التدريب والحاسب الآلي واللغات وغيرها. إضافة إلى كلامهم عن الهدر في مياه السيول وأهمية إنشاء سدود على الوادي للاستفادة من مخزونها في الشرب والزراعة.
* وقبل أن نودع أضم عائدين إلى الليث، نقدم لكم هذه النبذة المختصرة عن أرض اضم ومناخها.
السطح:
يتميز سطح اضم بارتفاعه عن سطح البحر وبارتفاع جباله وكثرة الأودية والشعاب على النحو التالي:
وادي أضم:
كانت مدينة أضم تعرف سابقا بوادي أضم (وادي النخيل) وهو عبارة عن ارض شبه منبسطة تحفه الجبال من جميع الجهات ويخترقها واد ينحدر من جبال السروات ويتوسط مزارع البلدة ويلتقي بوادي العرج المشهور الذي يصب في البحر الأحمر.
وادي الضحى:
وهو واد ينحدر من الجبال القريبة من الجهة الشمالية لأضم.
ثانيا: الجبال: وهي متوسطة الارتفاع وأشهرها:
جبل حبينة، وهرمان، وجبل الضحى والعمر.
ثالثا: الشعاب:
وهي كثيرة وأشهرها: شعب قراض، شعب خراص، شعب رحب، شعابة الجعدة، ومعشوران، وشعب حلبان، سخوان، بخيان، كر، وتعرف (بشعابة السدر) وهي تقع في الجهة الشمالية لأضم.
المناخ:
بوجه عام شديد الحرارة صيفاً ومعتدل شتاء والأمطار موسمية بإذن الله تعالى.
مجتمع الليث:
* الحياة الاجتماعية في الليث، لها طابع خاص، في افراحها وأتراحها، في ألعابها، وفنونها وعلاقاتها.
* علي المهداوي يقدم لنا في الآتي: هذه الدراسة المقربة لكثير من الصور الاجتماعية في محافظته.
العيد في الليث
للعيد بهجته وروعته في نفوس الناس جميعا، ولا يختلف استقباله كثيرا في الليث عن غيره من المدن الأخرى.
فكما تتزين الارض برقة تحتوي بها البشر يوم العيد تجد الأطفال الصغار والكبار وقد تزين كل منهم بأبهى الأزياء وراحوا في نشوة طاغية وفرحة قوية يجوبون اطراف المدينة فرحا بقدوم العيد.
وتبادل الزيارة صفة ثابتة للعيد حيث تبادل الزيارة يوم العيد، ومن مظاهره أن الاطفال يجوبون البيوت واحدا تلو الآخر لاخذ (العيدية) وهي مبلغ من المال يعطيه صاحب البيت للاطفال المعيدين عليه.
وبعد صلاة العيد تتجلى أبهى مظاهر العيد في مدينة الليث حيث الصحبة العطرة والوجوه البشوشة في هذا اليوم الكريم.
وقديما كانت تقام الولائم الكبيرة ويعد (الثريد) وهو عيش من الدخن وعليه اللبن والسمن.
وشيئا فشيئا اندثرت هذه العادات. ومن المظاهر القديمة المميزة للعيد بالليث إقامة العرضات والافراح في العيد، وممارسة الألعاب الشعبية مثل المزمار والمجرور.
وعن ملابس الرجال في بهجة العيد:
لباس الرجال في الليث لا يخالف في عمومه عن لباس أهل الحجاز فبعض الناس يلبسون العمامة كلبس أهل مكة وعلمائها. والبعض الآخر يلبسون العقال والعباءة (المشلح) والمصنف وكانوا يتباهون بلبس السلاح واقتنائه، وبشيء من التعميم نجد أن لبس أو (لباس) أهل الليث هو اللبس السعودي الاصيل.
أما ملابس النساء: وملابس النساء كانت قديما تعد مسبقا بأيديهن أنفسهن ومنها:
1 -السديرية: وهي قميص نسائي مصبوغ ومصنوع بطريقة جمالية ويخاط بخيوط الحرير ويوضع له مشبك. وهو لباس المرأة في البيت والحقل، وقال فيه الشاعر:
يا أبو سديرية على الصدر شبكي
أقوم واقف وانحني واقعد أبكي
2 - الفوطة، وتلبس على السديرية ليتم لبس المرأة ويطلق عليها ايضا (الحوكة) كما تخاط بخيوط الحرير وهي عبارة عن قماش مصبوغ.
3 - الثوب: وهو عبارة عن ثوب خفيف كبير واسع الاكمام يلبس على السديرية والفوطة بحيث القميصان ظاهران للزينة.
4 - المصون أو القناع، وهو ما تلف به المرأة رأسها ووجهها خاصة عند خروجها من بيتها وهو قماش أسود اللون وتزيل أطرافه بأهداب ويزين كذلك بالخيوط الحريرية.
الزواج في مدينة الليث
مجتمع الليث من المجتمعات المترابطة إلى أبعد الحدود، وهو مجتمع محافظ له تقاليده وعاداته التي يتمسك بها ويحافظ عليها، هذا بجانب تمسكه بتعاليم دينه الحنيف التي تتحكم في نظام حياته.
والبحث عن زوجة غالبا يتم عن طريق الأقارب والأرحام والصلة المتبادلة بين أهل الزوج والزوجة.
وتقام الافراح في رحبات واسعة بجوار بيوت الحي.. ولا زالت هذه العادة متبعة إلى يومنا هذا ما أمكن.
ويتجمع أهل الحي في سعادة بالغة ويشارك كل منهم مع صاحب الفرح بكل قدرته لادخال السعادة والبهجة على قلبه.
وتشاهد الأطفال وهم أسعد الفئات حيث يكونون أكثر حركة وسعادة. وكان من مظاهر التعاضد والتكاتف أن يقوم أهل الحي بالاسهام إما بالاضاءة وإما بالمفارش وإما بأدوات الطهي حتى عهد قريب.
أما اليوم فإنه توجد محلات لتأجير هذه الحاجيات لغرض الافراح.
والزواج يمر بمراحل متتالية في مدينة الليث نقوم بعرضها في ايجاز في النقاط الآتية:
الخطبة (القهوة)
وفي الخطبة يذهب أهل الفتى إلى بيت الفتاة، ويلتقون مع أهلها ويطلبون يديها لابنهم، وغالباً ما تكون الموافقة في هذا المجلس أو يتم تحديد موعد آخر.
هذا اللقاء يتم في جو من البهجة والسرور والاحترام المتبادل، وإلى جانب ذلك هناك خطوة أخرى متبعة في الخطبة حيث يقوم أهل الفتى من النساء بمشاهدة العروس.
*المهر:
وبعد الموافقة المتبادلة بين أهل الفتى والفتاة على الخطوبة يتم تحديد المهر فيما بينهن ويختلف المهر من عائلة لأخرى وحسب المساهمة بين العائلتين.
وبعد استلام أهل العروس للمهر يقوم والدها بشراء الحلي لها وغير ذلك مما يستخدم لزينة العروس.
ويقوم الزوج بتأسيس البيت بالأدوات المختلفة اللازمة للمعيشة وإقامة الحياة. وعن المهر في مدينة الليث في هذه الأيام فهو يتراوح بين: عشرين ألفاً إلى ستين ألف ريال، بما أنه في بعض المناطق المجاورة لليث قد يصل المهر إلى مائة الف ريال.
المدود:
بعد الاتفاق على المهر والقبول يذهب أهل الفتى والعريس إلى أهل الفتاة (العروسة)، ويصطحبون معهم الأقارب والأحبة والأصدقاء ويحملون معهم هدايا من الذهب والملابس إلى فتاتهم.
ويكون في استقبالهم أهل الفتاة في مشهد عائلي جميل حيث يقدمون لهم القهوة والشاي وبعد ذلك الجو اللطيف ينصرف أهل العريس.
ولعل في السنين الأخيرة بدأ المدود يأخذ طابعاً قريبا من الفرح حيث يجتمع أهل البلدة حول وليمة كبيرة فيها طابع الاسراف والبذخ يعدها أهل العريس.
وبعد العشاء يقوم الجميع بأداء لعبة المزمار الحجازية التي لها شهرة كبيرة في مدينة الليث.
يوم الحنا (المسوك):
يقوم أهل الفتاة، قبل يوم الزواج، بعزل ابنتهم في غرفة تخصص لها، ويصطحبها في هذه العزلة بعض الصديقات، أو بعض قريباتها من كبيرات السن، حيث يقمن بتطيب العروس ويضعن الحنا على يديها وقدميها.
ويصاحب يوم الحناء إقامة غداء للاقارب في بيت الفتاة.
حفل الزواج
ويقام حفل الزواج في مدينة الليث بعد عقد القران، وحفل القران يختلف اليوم عن الأمس.
فاليوم: يتم طبع دعوات بهذه المناسبة، وتوزع على الاقارب والأصدقاء والمعارف، أما في الأمس، فكانت الدعوة تتم بطريقة شفهية حيث يذهب الزوج أو أحد أقاربه لدعوة الأصدقاء والأقارب.
وفي الحفل تخصص أماكن للسيدات وأماكن للرجال، ويختلف الجانبان في التعبير عن السعادة والابتهاج. فالنساء يتجمعن سلفا وتنتشر بينهن اللاعبات، وهن مجموعة من النساء يحرص أهل العروسين على حضورهن، وهن يرقصن ويغنين ويضربن بالدفوف لادخال جو من البهجة والسعادة على نفوس الحضور.
ويلاحظ أن النساء أكثر من الرجال مساهمة في حضور الأفراح والمشاركة فيها، وتتقاضى (اللاعبات) عن تلك الليلة ثلاثة آلاف ريال، حيث يستمر الطرب والغناء إلى الصبح (الصباح).
ومن مظاهر الاحتفال بليلة الزواج في مدينة الليث في هذه الأيام دعوة المطربات والفنانات ويتم التعاقد معهن مسبقا.
وغالبا ما يأتين من المدن الكبرى مثل مكة وجدة وغيرهما، وهن يحين الحفل بما لا يقل عن عشرة آلاف ريال في الليلة الواحدة.
أما الرجال فغالبا ما يجلسون في جماعات كبيرة، ويشيع بينهم جو من المرح والسرور، وتنتشر بينهم في هذه الأيام لعبة البلوت، ويستمرون في هذا الجو حتى تناول العشاء بعده يمارسون الألعاب الشعبية مثل المزمار والزير والعرض والمجرور وغير ذلك.
الصباحية (الصجة):
وتقام الصباحية اليوم التالي لليلة الزواج حيث يلتقي العريس وأهله في بيت عمته والدة العروسة، ويقوم العريس باهداء عمته بعض الهدايا لادخال السعادة على نفسها هذا بجانب أعطائها مبلغا من المال لا يتجاوز خمسة آلاف ريال. ومن الجدير بالإشارة إلى أن هذه العادة لم تعد ضرورية بالقدر الذي كانت تحتله من قبل.
السابع:
هو اليوم السابع من الزواج ويقام في ذلك اليوم حفل يقال له (السابع) تضرب فيه الدفوف وينشد فيه الغناء ولكن لم يعد يهتم بالسابع في هذه الأيام، لكن بعض الناس ما زالوا يتمسكون به.
* الموجب:
من السنن الحميدة في مجتمع الليث التعاون وخاصة في المناسبات الاجتماعية.
وفي حالة الزواج يقوم المدعون بتقديم مبلغ رمزي للعريس ليلة احتفاله بعرسه، وقديما كانت تحضر الذبائح وبعض الأطعمة.
أما النساء فكان الموجب عندهن يسمى طرح، ويسمى ايضا غمرة وقد يكون عبارة عن ذهب وهدايا من ملابس وعطور وغيرها، ويكون تعبيراً عن القرابة أو الصداقة.
حفل الختان:
الختان للذكور من السنن الإسلامية الحميدة ويمثل في الليث - قديما - فرحة ومناسبة تضاف إلى المناسبات الاجتماعية للتعبير عن الاعتزاز بأفراد الأسرة.
وكان الاحتفال يقام لمدة ثلاثة ايام ويتم فيه الختان لمجموعة من الذكور، وتنتشر البهجة والسعادة بهذه المناسبة فتقام وتمارس الالعاب الشعبية ويشارك جميع أفراد القبيلة وابنائها في هذه المناسبة.
أما في وقتنا الحاضر فتتم عملية الختان في المستشفى أو يقوم بها شخص محترف موثوق به.
هذا كله مع اقامة ولائم الطعام ودعوة الأقارب والجيران.
الأكلات الشعبية في منطقة الليث
اعتاد سكان منطقة الليث في الماضي على عدة أكلات شعبية اعتمدت عليها معيشتهم، وقامت تلك الأكلات على انتاجهم المحلي وأهمها التمر واللبن وهذان هما أساس المأكل والمشرب في مدينة الليث.
تبع ذلك عدد من الوجبات التي اعتمدت على القمح والدخن والذرة واهمها:
الشريد ويصنع من حب الدخن واللبن والسمن البري، ويتم اعداده في أناء يسمى بالقدح الخشبي. (الصفحة).
الهريس: ويتم اعداده من اللحم السمين والحب والحنطة ويوضع في قدر من النحاس ويترك على النار مدة اربع وعشرين ساعة، ثم يهرس ثم يقدم في اناء كبير ويوضع عليه السمن البري ويقدم معه نوعان من التمر والسكر.
ومن الأكلات الشعبية الاخرى:
العصيدة: وهي تصنع من التمر ودقيق الحنطة وتغلى على النار وبعد نضجها تقدم في اناء ويوضع عليها السمن.
القرصان وهي عدة أنواع:
1 - قرص الحب وهو الدخن أو الذرة.
2 - قرص الوحشة ويصنع من الدقيق والسمن والسكر.
3 - قرص الخميرة ويصنع من الدقيق المخمر.
اللحوم: ويصنع من الذرة ويوضع على صاج ويقطع ثم يوضع في اناء ويضاف إليه السمن والسكر.
الصيادية: وتتكون من الأرز المخلوط بالسمك.
المشرمل: وهو السمك يقلى بالزيت ويوضع عليه نوع من البهارات (والحومر) ويؤكل مع الأرز أو مع الخبز
الالعاب الرياضية المنقرضة
تشهد المملكة العربية السعودية اليوم انفتاحاً حضاريا على العالم. فيها اليوم شتى مناحي التقدم، وقد صاحب ذلك التقدم انشاء النوادي الاجتماعية، والأندية الرياضية لتوفير سبل الراحة وشغل اوقات الفراغ للشباب:
أما في القديم فكانت هناك ألعاب تمارس في الرحبات الواسعة بجوار القرى (على ضوء القمر) مختلفة ثم نشهده اليوم، ومن هذه الالعاب:
1- السباحة:
السباحة من الرياضات المحببة لقلوب الشباب والكبار في مدينة الليث نظرا لوقوع البلاد على السواحل فقد زاد الاقبال على السباحة وهذا مصداقاً وتطبيقا لما جاء في الأثر: (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) وكان على كل شاب أن يثبت جدارته في هذه الرياضة، كما كان لكبار السن فيها حظ كبير.
ومن الجدير بالملاحظة أن الشباب قل اقباله على السباحة في هذه الايام وزاد اهتمامه ببعض الرياضات الحديثة الأخرى.
2- الصيد:
الصيد من الرياضات التي تشتهر بها المنطقة وذلك لما تتميز به ويقوم به الشباب في مقدمة الانشطة التي يهتمون بها.. ويخرجون للصيد في الليلة المقمرة ويصطحبون معهم أدوات الصيد في اقبال جميل. وهذه الرياضة تزرع في نفوس الشباب - كما نعلم - الصبر وقوة التحمل والسعي وراء الأمل والبذل من أجل تحقيقه.
وأخبرني أحد المعمرين قائلاً لي ذات يوم:
(والله يا بني قد شهدت بعيني الغزلان تباع كما تباع الشياه في السوق القديم بالليث) وما زالت رياضة الصيد من الرياضات الاولى عند الشباب.
3 - سباق الهجن:
هذه الرياضة من الرياضات الاصيلة في مدينة الليث حيث كان يحتفل بها أشد الاحتفال.
وذلك - ولا شك - لان العربي دائما فخور بناقته وجمله. وكما أخبرني أحد المعمرين بقوله أنه كان ينادي المنادي بميعاد السباق ويحتشد القوم من العشائر المختلفة للمشاركة وتفتخر كل عشيرة بركابها ومنزلتها في السباق.
4 - الساري (عظيم ساري):
لعبة الساري من الألعاب التراثية القديمة التي توارثها أبناء الليث جيلا بعد جيل.
تقام هذه اللعبة على ضوء القمر بين الفتيان.. فبعد أن يجتمع الفتية ينقسمون إلى فريقين ويخرج احد الفتية ويرمي (عظم) ويتولى الفريقان البحث، والذي يجده أولا يكون هو الفائز.
5 - جلح:
وهي من الالعاب المرحة اللطيفة التي تقام ايضاً بين الفتية على ضوء القمر.وتتم هذه اللعبة بأن يكون الفتيان فريقين بعد أن يخط على الأرض دائرة كبيرة، بعد ذلك يدخل أحد الفريقين داخل الدائرة ويبقى الفريق الثاني خارجها، ثم يهاجم الفريق الخارجي الفريق الداخلي على أن يحافظ كل منهم على عدم الخروج عن موقعه، فلو هاجم أحد اعضاء الفريق الموجود خارج الدائرة وأمسك به بعض أعضاء الفريق داخل الدائرة خرج ذلك العضو عن اللعبة وأعتبر مقتولا، كذلك يجب أن يحمي اللاعب داخل الدائرة نفسه دون أن يخرج عنها فلو خرج اعتبر هو الآخر مقتولا.
6 - الكباية:
ولعبة الكباية أشبه ما تكون بلعبة (الهوكي) الشهيرة في طريقتها حيث يملك كل فرد من افراد اللعبة عصاه في يديه أشبه بعصاة الهوكي، واللعب يكون بكرة بدائية الصنع، فهي من الخشب أو اللفائف البالية، وينقسم الفتيان إلى فريقين ويلعبون هذه اللعبة بطريقتها البدائية في مرح شديد.
7 - المصاقرة:
لعبة المصاقرة لعبة شديدة الصلة بماضينا العريق، حيث إنها تتم بصورة تشبه المبارزة، وتقام المصاقرة بين الصبية بأن يحمل كل واحد منهم بين يديه عصاة غليظة (نبوت) ويلتقون في ثنائيات، كل اثنين يتبادلان المنازلة حيث يضرب احدهما، والآخر يحمي نفسه من الضرب.
ومن العجيب أن الذين يلعبون هذه اللعبة يمتلكون قدرة فائقة على الملاحظة، فالواحد منهم يستطيع أن يحمي نفسه من الحجر إذا قذف به.
الفلكور الشعبي في الليث
الفلكور الشعبي وأنواعه:
الفلكور الشعبي في الليث يكون تعبيراً عن الفرحة والسعادة وذلك في الافراح والأعياد والمناسبات، حيث يغوص في أعماق المجتمع ومنه:
العرضة:
وهي من الفنون الاصيلة في بلادنا، وتختلف العرضة كفن شعبي من منطقة لاخرى والعرضة في الليث توافق عرضة بيشة ولذلك سميت (بالعرضة البيشاوية) نسبة إلى منطقة بيشة وطريقتها هي:
1- يقف اللاعبون في صفين متقابلين
2 - يكون فيها شاعران أو أكثر.
3 - يتوالى فيها الغناء بدءاً بالصف الأول ثم التالي له.
ومن أمثلة قولهم في العرضة:
يا ملك انت حليم طيب
يا نمر مرباة في الصخور
حكمكم من نجد لي تهامة
أبوك قره سد سبع بحور
ومن أقوالهم أيضاً:
فوز بالحكم يا ولد السعودي
والمحاكم لجدك وأبوك
تحت حكمك تهامة والنجودي
هيبتك زولت سبع ملوك
المزمار
المزمار لعبة شعبية لها شهرتها في منطقة الحجاز، وهي من الالعاب الخاصة بالرجال، وقد تكون هذه اللعبة من الالعاب الوافدة علينا من التراث الافريقي كما يقول أستاذنا الأديب (محمد حسن زيدان) رحمه الله. وللعبة المزمار جذور تمتد في مدينة الحجاز من زمن بعيد.. فكثيراً ما يبدع ابناء الحجاز في تأديتها.
وتتم بإشعال النار والالتفاف حولها ثم يقوم الرجال ويرقصون حول النار، ويتسامرون في جو من المرح والسرور. والجدير بالملاحظة ما أبداه بعض الإخوة المصريين من أن هذه اللعبة قريبة الصلة من لعبة تؤدى في صعيد مصر تسمى لعبة (التحطيب).
طريقة أداء المزمار
1 - يقف اللاعبون على شكل دائري.
2 - توقد النار في المنتصف.
3 - تستخدم الطبول لاضافة الطابع المميز على هذه اللعبة.
والذين يصفون الطبول يقولون انها ثلاثة انواع هي:
أ - النقرزان.
ب - المرد.
ج - الطار.
4 - تبدأ الحركات الإيقاعية للاعبين مع دقات الطبول حيث ينزل كل اثنين معا ويؤديان حركاتهما في تناسق جميل مع صوت الايقاع.
5 - يحمل كل لاعب في يده عصاه غليظة تسمى (الشو).
ومن امثلة الاشعار التي يترنم بها اللاعبون:
1 - يا مصلى زيد النبي صلاه
2 - يا الله يا والي تنصر ملكنا
3 - تنصر ولي عهده، تنصر وطنه
4 - والله يا ميمة رماني الهوى والجرح يبرى ولا له دوى
المجرور
أشتهرت المدن والقرى الحجازية بلعبة المجرور، وهي رقصة تصاحبها الاغنية والمجرور الطائفي هو أكثر انواع هذه اللعبة شهرة. والادوات الرئيسية التي تصاحب الراقص تقتصر على (الطار).
طريقة أداء المجرور
1 - تبدأ اللعبة بوقوف الراقصين في صفين متقابلين ويحمل كل منهم (الطار) في يديه.
2 - يبدأ أحد الصفين بالغناء.
3 - يرفع الصف الآخر الكلمات الشعرية التي بدأ بها الصف الاول.
4 - يخرج أحد اللاعبين ليؤدي حركاته الراقصة بمصاحبة الطار، والرقص يتم في صورة ايقاعية منظمة.
ومن أقوالهم في المجرور:
لا تشرف على الحصيد يرمونك
قبلك رموني بست وخسس
إن كنت ريان يظمونك
وتموت ما بين ظل وشمس
هذا بجانب عدد من الألعاب الشعبية المعروفة في المنطقة كالحيومة وما يسمى بابن حمدانة واليماني الزير والحلجص وغير ذلك من الالعاب المعهودة بالمنطقة،
هموم من محافظة القنفذة
من أهم المشاكل التي تواجه مدينة الليث السيول وهذه المشكلة ليست جديدة على المدينة بل إنها قديمة وموغلة في القدم، ولكنها ليست بالمستوى اليوم من الضرر حيث ساعد على ذلك الطريق المسفلت الممتد من الليث إلى قرية غميقة التابعة لمدينة الليث، وهذا الطريق يشطر الوادي شطرين ويخلو من المنافذ والكباري التي تساعد على تسرب السيل قبل أن يداهم المدينة.
ولعل هذه المشكلة تحل قريباً إن شاء الله وهي في ايدي المسؤولين.
ويأتي بعد ذلك الحاجة للماء حيث يشرب أهل المدينة بواسطة الوايتات التي وفرتها البلدية، ويمكن حل ذلك بإعادة مشروع المياه بالليث من الخزان القديم وهذا ما اعتقد يجري تنفيذه، أو عن طريق تحلية مياه الشعيبة التي تبعد عن الليث وموازية لها على البحر الأحمر بما يقارب سبعين ميلاً.
ويأتي بعد ذلك الاهتمام بشواطئ بحر الليث والعمل على تنظيفها وإزالة بعض المخلفات المترامية على بعض شواطئها، ويمكن تأجير بعضها للقيام بعمل منتزهات وملاعب خاصة وأن المدينة يفد إليها بعض المصطافين في الشتاء نظراً لاعتدال جوها والاستمتاع ببحرها وشواطئها.
هذا قليل من كثير يتداعى في نفسي أوجهه للمسؤولين في هذه المدينة سائلاً المولى التوفيق للجميع وأن يحفظ علينا بلدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved