Monday 14th March,200511855العددالأثنين 4 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "ملحق الخرج"

ملامح تاريخية عن الخرج وأهم مواقعها الأثريةملامح تاريخية عن الخرج وأهم مواقعها الأثرية

عاش الإنسان حياة المدن منذ آلاف السنين كما يروى في التاريخ أمثلة عديدة للتجمعات الحضرية وعناصر نشأتها ومقومات بقائها ونهضتها وعوامل تعثرها وأسباب فنائها والمتتبع لدراسة الخرج وما تم تسجيله من مقتطفات عن تاريخها يجد أنها كانت أرضاً خصبة لأمم سادت ثم بادت وأمم تعاقبت على هذه المنطقة ويعود السبب في ذلك لوفرة مياهها وخصوبة أرضها. ويعد قرب موقع الخرج من حجر اليمامة المشهور (مدينة الرياض) وما حولها مثل وادي حنيفة الذي ينحدر من شمال الرياض ويتجه جنوباً حتى يصل إلى الخرج رابطاً بين حجر اليمامة وبين (جو) الخضرمة (الخرج) وكانت تسمى ب (جو) أو (جو الخضرمة) قبل إطلاق اسم الخرج عليها والذي يعني (وادٍ لا منفذ له والمراد به الغلة مما خرج من الأرض أو الضريبة والإتاوة).
ولقد كانت الخرج بالإضافة إلى اسمها هذا تعرف أيضاً بالسيح وسبب تسميتها بالسيح لأن الماء كان يفيض من العين ويسيح على وجه الأرض بدون مجهود بشري أو استخدام آلات. وترتفع الخرج عن سطح البحر 1350 قدماً (أي ستمائة وعشرين متراً تقريباً) وتقع على مرتفعات حزمية وسهول منبسطة.
أهمية الخرج
تعد منطقة الخرج أخصب أقاليم اليمامة وأوسعها رقعة، وأكثرها ماءً، وأشهرها إنتاجاً، تلتقي فيها أودية من أكبر أودية العارض وأبعدها مدى، كان بها عيون جارية تفيض على هذه المنطقة وتشبعها نماءً وخضرة ونضرة. وتمتاز منطقة الخرج باحتوائها على أكثر من سهل كبير واسع تكونت نتيجة شعاب وأودية أهمها شعيب وادي نساح ووادي السهباء وشعيب العين وشعيب ماوان وشعيب وثيلان. وتمتاز أيضاً بوقوعها عند تلاقي ثلاثة طرق إقليمية (الرياض، الدمام، نجران) وتكمن أهميتها في أنها متنفس ترويحي لمدينة الرياض، والخرج تاريخ قديم عاشت على أرضه أمم وقبائل ذكرها التاريخ، وقد وصفها ياقوت الحموي في كتابة معجم البلدان بقوله: (وهي خير وادٍ باليمامة أرض زرع ونخل قليل).
أهم مدن وحواضر الخرج
تشتمل منطقة الخرج على المدن والقرى والهجر التالية: الخرج، السلمية، الوسيطى، الحريدي، المنيفية، الناصفة، الرفيعة، فرزان، البدع، الفيحاء، البرة، الرفايع، الرفاع، الروضة، الشديدة، السهباء، اليمامة، السلطانية، التوضحية، الثليما، الهياثم، الحزم، الضبيعة، نعجان، الدلم، المحمدي، العذار، زميقة، خفس دغرة، العقيمي، الرغيب، الخبي، ماوان، العين.
الموقع الجغرافي
تقع منطقة الخرج ما بين خطي الطول 36.46 درجة و 48 درجة شرق خط جرينتش وما بين خطي العرض 5.23 إلى 30.24 درجة شمال خط الاستواء وترتفع عن مستوى سطح البحر 1360 قدماً.
كما تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض)، وتبعد عنها حوالي 60 كيلومتراً وهي تتبع إمارة منطقة الرياض وحدودها الطبيعية من جهة شمال جبال المغرة وطرف جبل الجبيل وبرق أم الشعال وجبال نساح الشمالية ومدافع الترابي والنخش ومن الشرق نفود الدهناء ومن الغرب جبال طويق ومن الجنوب البياض وتلال شعاري (ريع المحسن) ومساحتها التقريبية 100X100كيلو متر (أي عشرة آلاف كيلومتر مربع).
برج الخرج
يعد برج الخرج من معالم محافظة الخرج أنشئ لخزن المياه وتوزيعها وجاء إنشاؤه آية من الجمال والروعة وشيد على أحسن مستوى فأصبح من أبرز المعالم في محافظة الخرج، حيث يبلغ ارتفاعه الكلي 104م وسعة البرج للمياه 7800 متر مكعب وتكاليف إنشائه الإجمالية أكثر من 102 مليون ريال وتم استلامه عام 1406هـ ويتكون البرج من عدة أدوار كالتالي:
الدور تحت الأرضي
يحتوي على مكاتب الإدارة، مكاتب الفنيين، المطبخ الرئيسي ومدخل الخدمات المساندة.
الدور الأرضي
يحتوي على غرفة التوليد الرئيسية والمدخل الرئيسي ومدخل الزوّار والخدمات وبه صالة للعرض والمحاضرات وصالة غرف التسويق والكفتيريا.
الدور العلوي
ويحتوي على عدة أدوار:
دور المطل/ على ارتفاع 51 متراً عن سطح الأرض ويحتوي على كافتيريا ومساحة استراحات ومطل يشرف على المباني.
دور المطعم/ على ارتفاع ستين متراً عن سطح الأرض وبه صالات جلوس كبار الزوّار وساحات الطعام بمستويين تطل وتشرف على المدينة ويدور هذا الدور دورة كاملة كل 60 دقيقة ويحتوي على المطبخ وغرف الخدمات.
الدور الميكانيكي
على ارتفاع 64 متراً من سطح الأرض ويحتوي على المعدات الميكانيكية ومعدات التبريد. والبرج يعمل بطريقة الحاسب الآلي ويحتوي على غرفة التركيز الرئيسية الآلية: نظام التركيز بالبيئة، نظام المراقبة المرئي، نظام مكافحة الحريق، نظام التليفون، المصاعد، الإنذار، النظام السمعي، صيانة الإنارة، نظام الساعة.
قصر مشرف
يعد هذا القصر أحد الآثار المهمة في مدينة الخرج وقد أنشئ هذا القصر في حي الحزم قديماً سنة 1359هـ وقد سمي القصر بقصر (مشرف) لأنه كان يشرف على منطقة الخرج القريبة منه مثل: السلمية واليمامة وقد أطلق هذا الاسم على القصر الشيخ سليمان الحمد الحمدان وزير المالية السابق يرحمه الله. والزائر لمدينة الخرج يرى هذا القصر حيث يقع تقريباً في مدخل المدينة تقدر المساحة الإجمالية للقصر بحوالي 1725متراً مربعاً وكان حوله عدد من ينابيع المياه التي تمد القصر بالماء.وقام ببناء القصر الغربي شخص اسمه ابن دحيم وهو من أهل الأحساء وساعده في بنائه نحو 50 شخصاً أما القصر الشرقي فقد بناه ابن لادن ومعه عدد من العمال وابن لادن هو الذي بنى مطلع السيارة وقام عبدالله السماعيل من أهالي الخرج بجلب الأبواب والنوافذ من الكويت ويربط بين القصرين الشرقي والغربي مطلع السيارة شبه المقوس وكان يطلق عليه في ذلك الوقت ا سم (الدرجة) وأنشئ هذا المطلع على أساس متين من الحصى والتراب والغرين ويوجد أسفل المطلع عدد من الغرف للحراسة. وقد شيد قصر مشرف على الطراز الإسلامي فهو يمتاز بأقواسه الكبيرة وبه طريق داخلي عبارة عن جسر يصل إلى ردهات القصر وكان القصر الغربي خاصاً لاستقبال الضيوف أما القصر الشرقي خاص بالملك وعائلته وكان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يستقبل ضيوفه في الغرفتين الواقعتين في الدور الأول في القصر الغربي المشيد من الطين أما الغرفتان اللتان أسفل يجلس فيها خويا الملك. ومن الشرفة العليا للقصر الشرقي من الجهة الشمالية كان الملك عبدالعزيز يتفرج على الخيول وكان يطلق على هذا المكان مكان الخيول في ذلك الوقت اسم (القرين).
قصر أبو جفان
يقع قصر أبو جفان شمال شرق الخرج على مسافة نحو ثمانين كيلومتر وتبلغ مساحة القصر نحو 3969 متراً مربعاً تم تشييد القصر في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز سنة 1366هـ أما عن وصف القصر: فيحوي القصر أربعة أبراج بارزة كل برج في زاوية والواحد بارتفاع نحو سبعة أمتار وللقصر مدخلان أحدهما في الجهة الشرقية والآخر في الجهة الشمالية وهما عاليان ومقوسان على شكل (حوذة فرس) ويؤديان إلى ساحة القصر التي يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب 23 متراً ومن الشمال إلى الجنوب نحو 20متراً وإلى الشمال والجنوب من هذه الباحة يوجد صفان من الغرف الشمالية يبلغ عددها 6 غرف وهي للطبخ والخدمات والغرف الجنوبية وهي ثلاث غرف كبيرة محمولة بأعمدة حجرية ويبلغ طول الغرفة 17 متراً وعرضها 15 متراً وعدد الأعمدة 40 عموداً حجرياً أما الغرفتان الأخريان فيوجد بهما 20 عموداً ولهذه الغرف نوافذ عليها حديد. وجميع أبواب القصر ونوافذه وأعتابه حجرية بينما تقوم الجدران الطينية على ثلاث طبقات حجرية في الأصل. كما يوجد في القصر ممران مفتوحان للدرج يؤدي إلى الأبراج وكان الغرض من إنشاء القصر حماية مواقع الآبار الموجودة هناك بكثرة كما كان يأتي أشخاص من منطقة الأحساء يحملون معهم المؤن للمنطقة الوسطى كما كان يأتي أشخاص من المنطقة الوسطى لتبادل المؤن مع أهل الأحساء كما أن هذا القصر كان عبارة عن مكان لاستراحة الحجاج القادمين من مناطق بعيدة وخاصة دول الخليج وبالرغم من مرور 46 عاماً على إنشاء هذا القصر إلا أنه ما زال قائماً.
برج كوت الجهل
يقع برج كوت الجهل في الشمال الشرقي من بلدة السلمية التي تبعد عن شمال الخرج سبعة كيلومترات ويعتقد أن هناك أربعة أبراج في زوايا على شكل مربع يربط بينهما سور ولكنها تعرضت للسقوط مع مرور الوقت ويبلغ ارتفاع البرج الحالي ثمانية أمتار ويتكون من:
- قسم سفلي صمم مخروطي الشكل بارتفاع 5.4 أمتار.
- حائط دائري مخروطي الشكل بارتفاع 3 أمتار، وبه غرفة ارتفاع 20.2م وهناك باب للغرفة بارتفاع 170 سم وعرض 70 سم ويوجد بالغرفة (زاغيل) لمرمى السلاح.
- سقف الغرفة من خشب الأثل وسعف النخيل.
- دورة علوية بارتفاع 50سم ومزينة بالشرفات.
- السطح له ميزاب لتصريف مياه الأمطار.
عيون الخرج
تقع عيون الخرج في الجنوب الغربي من السيح ومن الشمال الشرقي من نعجان وتبعد عن السيح بنحو عشرة كيلومترات، وعيون الخرج مكونة من الكهوف الكارستية المنخفضة المليئة بالمياه وقد وصف عبدالله بن خميس عيون الخرج بقوله: (.. وهذه العيون كأنها بحيرات لا يدرك لها قعر ولا يغيض لها معين إذا توسطت الشمس كبد السماء وألقت أشعتها على هذه العيون الساجية، شاهدت تحت الماء منظراً عجباً من أنوف جبال بارزة إلى مغارات موحشة وسراديب مظلمة وعمق غير منتهٍ، تنكسر أشعة الشمس دون مداه. فسبحان من له الخلق والأمر). ومن أشهر عيون الخرج عين ضلع، وعين سمحة وعين أم خيسة، والمسافة بين عين ضلع وعين سمحة قريبة جداً نحو 40 قدماً. ويقدر عمق الماء فيها بنحو 450 قدماً، أي أنهما يتصلان بالمياه الباطنية، ويبعد الماء عن شفا العين بنحو 40 قدماً. وهاتان العينان ملتصقتان بعضهما ببعض بدليل أن الماء إذا ضخ من أحدهما انخفض مستواه في الآخر، وتبعد أم خيسة أو (المخيسة) ما يقرب من ميل عن العينين الأخريين وتقع في الجنوب الغربي لعين الضلع على مساحة 1220 متراً و 12560 متراً عن سمحة. وعمق الماء فيها 45 قدماً، وسميت أم خيسة لأن (خيسة) هي فسائل في اصطلاح السكان كانت على إحدى ضفافها فسميت بها، أما عين الضلع أو عين العبيد فهي تقع شمال ملتقى شعيب العقيمي بشعيب العين جنوب اليمامة وسميت عين الضلع لأنها تقع في كتف أحد التلال، أما تسميتها بعين العبيد فترجع إلى أنها كانت مستغلة من قبل المماليك أما عين سمحة فتقع شمال عين الضلع بانحراف إلى الغرب على مساحة 240 متراً عنها، وسميت (سمحة) لسماحتها وسهولتها في الري والانسحاب، وتكون هذه العيون الثلاث مثلثاً كبيراً قاعدتها عينا الضلع وسمحة. أما عين خفس دغرة فتقع في الجنوب الغربي من السيح وتبعد نحو 40 كيلو متراً ويبلغ قطرها 50 ياردة وعمق الماء فيها 75 قدماً. ومن عيون الخرج أيضاً عين فرزان، وهي تقع جنوب غرب السلمية، وهي عبارة عن قناة طولها 4كيلو مترات مبنية بالحجارة المبطنة بالملاط، إضافة إلى أعمدة داخلية كل 10 أمتار.
أودية الخرج
هناك أودية كثيرة في منطقة الخرج إلا أن أشهر هذه الأودية هي:
- وادي حنيفة: وهو واد كبير ومشهور في التاريخ العربي والإسلامي، يبدأ من منحدرات جبال طويق الغربية الشمالية، ثم يستمر في مجراه حتى يجتاز العارض للالتقاء بشعيب العقيمي تمهيداً لتكوين وادي السهباء الكبير الذي يقول عنه فلبي إنه كان أحد الأنهار الكبيرة منذ خمسة آلاف سنة.
- وادي ماوان: كنية إلى كثرة مياهه وهو من أودية جبال علية يسيل منحدراً إلى الشرق ليصب في الدلم.
- وادي وثيلان: وهو وادٍ كبير ذو طلوح وأشجار من أودية علية، ويصب في الدلم.
- وادي أبا الذر: ينطلق من بني نعيم في وادي الثليماء ويدفعان في السهباء شرق الخرج.
- وادي الريحان (الروحان): يصب في جانب البياض الغربي ويسيل في روضة السهباء.
- وادي نساح: ويقع في الركن الشمالي الغربي من الخرج ويقسم عارض اليمامة مشرقاً حتى يصب في الخرج.
- وادي العين: ينحدر من قمة علية مشرقاً ويصب في نعجان.
- وادي الحنية: يقع شمال الخرج يقبل من جبل الجبيل ويصب في وادي حنيفة.
- وادي تركي: يشق وسط الدلم ويتجه من الجنوب إلى الشمال.
- وادي الوسيع: يقع شمال شرق مدينة الخرج حيث السلاسل الجبلية المرتفعة.
- وادي السهباء: يمتد من منطقة الخرج حتى الخليج العربي متجهاً نحو الشرق ويبلغ طوله 275 ميلاً وقد غطت رمال الدهناء جزءاً منه.
ومن أودية الخرج أيضاً وادي الثليماء الذي يقع جنوب شرق الخرج، ووادي بلجان، ووادي العقيمي.
الزراعة في الخرج
تشتهر الخرج بالزراعة منذ القدم وذلك لكونها منطقة غنية بالمياه إذ تختزن كميات كبيرة منها ويوجد بالمنطقة كثير من العيون، كما أن مدينة الخرج غنية بالمياه الجوفية حيث تعد المنطقة مصباً للسيول القادمة من جبال طويق والتي تنفذ إلى جوف الأرض وتتجمع عند أول طبقة صخرية تصادفها على عمق 100 قدم أو أكثر قليلاً. كما تقع الخرج على حوض جيلوجي يسمى حوض القصيم - الخرج وهو حوض شبه مستقيم يمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وتجدر الإشارة إلى أن الخرج من المناطق التي لها دور بارز في التنمية الزراعية حيث تساهم بأكثر من 40% من الحبوب والخضروات من الإنتاج الكلي للمملكة وأكثر من 75% من الألبان و70% من الدواجن والإنتاج الحيواني، وذلك كله يستند على قاعدة من دعم الدولة غير المحدود الذي تقدمه لقطاع الزراعة والذي يمثله البنك الزراعي بمنطقة الخرج والذي بلغ مجموع قروضه التي قدمها منذ افتتاحه حتى نهاية العام المالي 1406هـ/ 1407هـ (22520) قرضاً قيمتها الإجمالية 106.275.286.3 ريال ساهمت في تطوير التنمية الزراعية في المنطقة.
وقد بلغت قيمة القروض والإعانات المنصرفة عن طريق فرع البنك الزراعي بالخرج منذ بداية العام المنصرم حتى نهاية شهر ربيع الأول 1413هـ 964.416.91 ريال.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved