Thursday 31th March,200511872العددالخميس 21 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

أضواءأضواء
حلحلة الوضع في لبنان يحرك قضايا المنطقة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

رغم كل العوائق التي تعترض سبل تشكيل حكومة وطنية في لبنان للمساعدة في تنفيذ الاستحقاقات المستحقة في الأسابيع القادمة كإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة والمحدد لها في شهر حزيران القادم، والكشف عن قتلة رئيس الوزراء اللبناني المرحوم رفيق الحريري.
رغم كل العوائق والصعوبات، إلا أن أجواء التفاؤل تسيطر على المناخ السياسي في لبنان. وعلى الرغم من حالة التناقض هذه إلا أن المعلومات المتداولة في لبنان وخارجه تؤكد وتعزز مساحات التفاؤل التي تشير إلى قرب الاتفاق على تكليف شخصية سياسية سنية لبنانية محايدة لتشكيل حكومة جديدة بعد أن يعلن السيد عمر كرامي اعتذاره، وأن الحكومة الجديدة ستكون محايدة تماماً تضم شخصيات لبنانية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة وأن تكون على نفس المسافة من المعارضة وما يسمى بالموالاة.
تذكر مصادر لبنانية عديدة من أن الأسبوع القادم سيشهد إعلان الشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة، وأنها ستكون مختصرة، يتبعها مباشرة إعفاء قادة الأجهزة الأمنية المختلف عليها، وأن الحكومة الجديدة سوف لا يقتصر دورها على تنظيم انتخابات حرة نزيهة ومحايدة، بل سيكون لها دور في اتمام التسوية السلمية لقضية جمع السلاح في لبنان.
ولهذا فإن الحكومة الجديدة لا بد أن تضم شخصيات سياسية قوية لإدارة وزارات الخارجية والداخلية والدفاع إضافة إلى رئيس الحكومة طبعاً، لمتابعة تنفيذ الاستحقاقات المحلية والدولية. فالانتخابات تتطلب وجود وزير داخلية قوي ومحايد ونزيه، كما أن مواصلة الاتصالات الدولية والإقليمية خاصة مع وجود مساعٍ دبلوماسية عربية وأوروبية لمعالجة مسألة نزع السلاح في لبنان مما يتطلب وجود وزير خارجية مقبول عربياً ودولياً يتميز بالاحتراف. وهو ما ينطبق أيضاً على أهمية اختيار وزير للدفاع الذي ستكون وزارته ذات تماس مع موضوع جمع السلاح في لبنان.
الشيء المهم في موضوع (حلحلة) الأوضاع في لبنان أنها ستكون مقدمة في تحريك الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ككل، ومنها البدء في ايجاد حل لقضية مزارع شبعا من خلال فصل القضية عن القرار 242 والتعامل معها وفق القرار 425، أي أن تربط عملية الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا بمسألة تسليم حزب الله سلاحه تحت إشراف دولي وأن يتوجه للعمل السياسي دون أن يتخلى عن رأيه وموقفه في النزاع العربي - الإسرائيلي.
أما بالنسبة لتوسيع دائرة المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، واستئناف المفاوضات الإسرائيلية - السورية خاصة وأن دمشق أعلنت أكثر من مرة عن استعدادها لاستئناف المفاوضات، فإن المصادر اللبنانية والإقليمية ترى أن العائق الوحيد في هذه المسألة هو موقف شارون الذي لا يريد أن يفتح جبهة مفاوضات أخرى مع العرب حتى لا تزيد الضغوط عليه من قبل المتطرفين الليكوديين، كما أنها بالنسبة للمسألة السورية لا يريد أن يكون (طوق نجاة لدمشق) أمام الضغوط الأمريكة التي يشنها حليفه الرئيس بوش.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved