Thursday 31th March,200511872العددالخميس 21 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

ظاهرة غير رياضيةظاهرة غير رياضية
ناصر عبدالله البيشي*

دأبت بعض الصفحات الرياضية بين الفينة والفينة - ودون شك كل هذا من باب الإثارة - على نشر انتقادات بعض رؤساء الأندية أو الإداريين لبعضهم البعض ومتابعة إثارة كل طرف على الآخر للهدف نفسه.. ولكن مع الأسف الشديد تناست هذه الصفحات أن دور الصحافة الحقيقي المؤثر في طرح أي قضية بالشكل الذي يخدم النادي ومنسوبيه هو ذلك النقد الهادف البعيد عن التسرع والاستفزاز.. ولابد أن يتم التركيز على إبراز الإيجابيات والسلبيات بعيداً عن الجدل البيزنطي غير المفيد.. وإلا، فهذا قد يؤدي إلى مزيد من المشاكل بين هذا النادي وذاك.
المدربون ضحايا التسرع
لا تزال بعض أنديتنا في مختلف الدرجات تبحث عن هويتها الضائعة.. نعم لقد فشلت إدارات بعض الأندية في الإبقاء على مدربي أنديتها لمدة أطول، لنقل موسمين أو ثلاثة متتالية، حيث إنه من خلال هذه المدة تمنح هذا المدرب الفرصة الكافية لإثبات وجوده وفرض اسلوبه ونهجه التدريبي على الفريق الذي يدربه، ولو رجعنا للوراء لوجدنا أن هناك دولا سبقتنا في مضمار كرة القدم بسنين عديدة، ورغم ذلك نجدها لا تنهي عقد هذا المدرب بمجرد هزيمة أو هزيمتين؛ إيماناً منها أن النتائج المميزة لا تأتي بين ليلة وضحاها.. بشرط أن يكون هذا المدرب منتجا ولديه الجديد في عالم كرة القدم.. أما إذا كان العكس فلا لوم على هذه الأندية في إنهاء عقده، وإن كان فيه ضرر على خزينة النادي.. لكن مكرهاً أخاك لا بطل.
الحكم بحاجة للنقد
مرة ثانية أقول إن التحكيم لدينا بحد ذاته سيظل مشكلة قائمة ليس لدينا في الدوري السعودي أو الدوري العربي بصفة خاصة.. إنما في دول العالم المتقدمة كروياً.
وبعيداً عن الميول أو أي تأثير آخر أقول لبعض الإخوان الذين صبوا جام غضبهم على الحكم السعودي.. أقول: النقد له أصوله وأحكامه الشرعية التي يجب التقيد بها.. قال تعالى {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. إذن، أقول: حبذا لو أننا نبحث عن الحلول المناسبة التي من خلالها نعيد الثقة والرفع من مستوى الحكم السعودي بدلاً من النَّيْل منه في بداية ونهاية كل مباراة.. إنه في حاجة للدعم والمساندة والنقد الهادف البعيد عن الاستفزاز والتشهير؛ لكون الحكم في نظري الشخصي له دور كبير في تطوير ورفع مستوى اللعبة (أي كرة القدم).
هل وصل بنا الحال
أقول: هل وصل بنا الحال إلى أن نسلب الحكم السعودي والتحكيم لدينا هنا في الدوري السعودي ثقتنا فيهم، حيث إنه في الآونة الأخيرة زادت حدة الهجوم الكاسح على الحكم.
يا سادة.. لنتفق أنهم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون، وفي نفس الوقت لهم كرامتهم وعزتهم بأنفسهم، وهذا حق مشروع لهم ولغيرهم.. إذن لابد أن نؤمن إيمانا تاما أن الخطأ وارد في كل شيء.. وكما جاء (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).. وهنا أجزم أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينزل هذا الحكم أو ذاك إلى ساحة ميدان كرة القدم أو غيرها من الألعاب الأخرى وهو مبيت النية لهزيمة فريق على آخر.. لا أظن هذا أبداً؛ فكلنا نخاف الله عز وجل.
إنهم يمارسون التحكيم كهواية
لو رجعنا للوراء لوجدنا أن الحكام لدينا، وفي معظم الدول العربية، يمارسون التحكيم كهواية إلى جانب عملهم الرسمي.. وإذا كان هناك مكافأة تصرف لهم فهي لا تقارن بما يستلمه الحكم الخواجه من مبالغ خيالية عن كل مباراة يديرها.. (والدفع كاش ودون تأخير..). حبذا لو نحكم العقل الذي كرمنا الله عز وجل به بدلاً من الهرولة خلف سراب الميول والعاطفة والتعصب.. أي نعم كل منا له ناديه المفضل الذي يشجعه وينتمي إليه، وهذا حق مشروع له ليس لنا دخل فيه، ولكن ليس على حساب خدش كرامة الآخرين وسلبهم إنجازاتهم. والله من وراء القصد.
وقفة
قيل السلطة ليست تسلطا

* الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved