في مثل هذا اليوم من عام 1890م احتلت القوات الفرنسية بقيادة الكابتن أرشينار بلدة سيجو في الإقليم الذي كان يعرف باسم غرب السودان قادمةً من تشاد التي كانت خاضعة للاحتلال الفرنسي. استمر الاحتلال الفرنسي لهذه المنطقة التي عُرفت في ذلك الوقت باسم (السودان الفرنسي) حتى عام 1899م عندما اضطر الفرنسيون لترك هذه المنطقة بفضل مقاومة القبائل في الإقليم. وفي عام 1920م وبعد الحرب العالمية الأولى عادت القوات الفرنسية إلى احتلال هذه المنطقة مرة أخرى حتى استقلاله عام 1958م تحت اسم دولة مالي. وقد أطلق الفرنسيون في البداية اسم (السنغال العليا) على تلك الأراضي التي كانت توجد غرب السودان. وفي الثامن عشر من أغسطس عام 1890م تم تغيير اسمها إلى (إقليم السودان الفرنسي) وجعل عاصمتها مدينة قايس. وفي العاشر من أكتوبر عام 1899م تم تقسيم الإقليم بين المستعمرات الفرنسية في المنطقة؛ حيث تقاسمت مستعمرات غينيا الفرنسية وساحل العاج وداهومي أقاليم السودان الفرنسي الأحد عشر. وكانت هذه المنطقة من القارة الإفريقية عبارة عن مساحات مفتوحة أمام القبائل المختلفة التي تتنقل عبرها دون حدود سياسية؛ حيث كانت تشاد ومالي وإقليم دارفور وباقي غرب السودان إقليماً واحداً. ولكن الوجود الفرنسي في تلك المنطقة والوجود البريطاني الذي عاد إلى السودان تحت مظلة الفتح المصري الجديد عام 1899م أدى إلى قيام حدود سياسية بينها.
|