Thursday 7th April,200511879العددالخميس 28 ,صفر 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

المرحوم صالح الميمان يستحق التقدير.. وهذا رأيي بما كتبه هؤلاء..المرحوم صالح الميمان يستحق التقدير.. وهذا رأيي بما كتبه هؤلاء..

عندما كتبت استطلاعاً عن (الخبراء) في صفحات (حدود الوطن) كنت أعرف أن الحديث ذو شجون وأن هناك من المواضيع ما لا يمكن حصره ولا يمكن الإحاطة به، فقصرت الحديث عن الأمراء والقضاة والمدارس الرسمية ومن درَّس فيها ومن تخرج منها، أما الحديث عن (أعلام الخبراء) الذين لم يكن لهم مناصب رسمية فإنني أعرف أن الحديث عنهم يحتاج إلى مجلَّدات ومجلَّدات وقصصهم لا يمكن الإحاطة بها إضافة إلى أنه لم يتوفر أي مرجع عنهم، فأمانة البحث العلمي التي يطالب بها الجميع هي أن أرجع إلى مرجع من المراجع الموثَّقة للحديث في جريدة يوميَّة، ولقد سرَّني تعقيب الأخ الكريم والعزيز عبدالرحمن بن صالح بن عبدالرحمن الميمان في العدد (11832) وحديثه عن مآثر والده المرحوم الوجيه والعلم صالح بن عبدالرحمن الميمان وأعجبني أسلوبه في التعقيب البعيد عن تجريح الأشخاص والحط من قدرهم وهذا يدل على سمو أخلاقه ونبله، فالمرحوم صالح الميمان أشهر من أن يعرَّف وأكبر من أن نتحدَّث عنه في استطلاع يتحدَّث عن الخبراء القديمة وليس مجال الحديث عنه استطلاعاً عابراً في جريدة، إنه يحتاج إلى مجلَّد أو كتاب للحديث عن مناقبه ومآثره، فليس من المناسب أن أتحدَّث مثلاً عن خرائب دمشق وأتحدَّث عن صلاح الدين وليس من المنطقي أن أتحدَّث عن آثار كسرى انو شروان في العراق وأتحدَّث عن الخليفة المنصور.. إضافة إلى أنني لم أذكر قرناء لابن ميمان حتى أكون تجاهلت ذكره، فحديثي كان محدداً عن أمراء الخبراء الرسميين وقضاتها ومدارسها وعند الحديث لا بد أن يكون الإنسان أميناً في نقله فيرجع إلى مراجع.. فلو لم أذكر المراجع لشنَّع عليَّ البعض لأنني لم أرجع إلى أي مرجع.. ولا تهمني الكثير بعدم الأمانة العلمية.. وناقل الكفر ليس بكافر فقد نقلت نصاً من مرجعين موثَّقين ومعروفين.. ولم آت بكلام من عندي فما دام أن هذين المرجعين قد توفر بهما معلومات فقد يلومني البعض لماذا لم آت بهذه المعلومات.. وأوضح ذلك حتى يزول اللبس.. وحتى يقتنع من لم يقتنع.. وحتى يعرف ذلك من اعتقد بنظرية المؤامرة.. وأقسم بالله العظيم ثلاثاً.. إنني لم أتجاهل أي شخص عمداً.. وإنما عند الحديث عن موضوع ما قد يرد اسم شخص ضمن مرجع من المراجع فأورد اسمه لا إغفالاً للآخرين ولا تجاهلاً لهم كما ظن البعض وكما فهم ذلك.. وإنما ليكتمل الكلام ولا نخرج عن النص وأقسم بالله العظيم مرة أخرى إنني كتبت معظم هذا التعقيب قبل تعقيب الأخ عبد الرحمن الميمان حتى لا يعتقد البعض أنني تجاهلته أو أغفلته وإنما الذي لم يذكره هو هذين المرجعين اللذين رجعت إليهما..! إنني أقول هذا الكلام قطعاً للغط ولسوء الظَّن.. ولكل من ساءت ظنونه.. وأحب أن أوضح لهم أن حديثي عن الخبراء لم يكن مركزاً على التعريف بها وأعلامها وإنما كان الحديث عن احتياجاتها وعن الخبراء القديمة.. ولم يتسع المجال لذكر احتياجاتها في ست حلقات، واضطرت أسرة تحرير الجريدة إلى حذف بعض المواضيع ليتسع المجال للحديث عن الخبراء القديمة وعن طريق (البدائع - الخبراء) الذي كان هو لب الموضوع ولم أسعَ أصلاً لإطالة الموضوع والبحث عن مآثر المرحوم ابن ميمان وسعيه للإصلاح بين الناس فهذا يحتاج إلى ملحق كامل وكتاب أو مجلد لم يكن من المناسب إدراجه ضمن الحديث عن وادي الرمَّة أو الحديث عن طريق (البدائع - الخبراء).. لقد تحدث الكاتب عن (وجود معلومات ناقصة ومغلوطة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة)، فقد عرفنا المعلومات الناقصة ولكن ما هي المعلومات (المغلوطة) و(البعيدة كل البعد عن الحقيقة)، لم يشر الكاتب إليها ولم يبيِّن لنا ما هي حتى نعرفها.. وإنني على استعداد تام بالاعتراف بخطئي أمام الأشهاد إذا كانت هناك معلومات مغلوطة أو (بعيدة كل البعد عن الحقيقة).. فأنا لست نبيّاً ولا رسولاً.. ما أنا إلا إنسان يخطئ ويصيب.. أما الطعن والاتهام دون أي بيِّنة فهذا ليس من شيمنا ولا طباعنا.. وبدأ الكاتب بالحديث عن مجهودات أمراء الخبراء ولم يذكر منهم إلا (عبد الله بن صغيِّر وعبد العزيز السديس).. فهل نعتبر هذه المعلومات ناقصة أيضاً على نفس المنطق الذي خلعه عليَّ.. هل نعتبر أيضاً ذكر أميرين فقط أيضاً من ضمن المعلومات الناقصة.. إن والدكم لا شك علم من الأعلام وأسطورة من الأساطير يجب تأليف كتاب كامل عنه، فالصَّحفي يا سيدي ينقل المعلومات وهو ليس مؤلف كتب يؤلف كتاباً يبحث له عن الوثائق ويؤرِّخ التواريخ.. وبالمناسبة فإنني أدعو أبناء ابن ميمان إلى جمع مآثره والوثائق المتوفرة عنه والموجّهة إليه أو منه وتأليف كتاب عنه حتى تكون المعلومات متوفرة عنه أمام الناس وتخرج إلى الأضواء ولا يلام بعد ذلك من يكتب ولا يتطرَّق ل (ابن ميمان).. إن المعلومات التي ذكرت فيها أسماء أشخاص هي من كتب بحثت عنها حتى مللت وإنني أطير فرحاً عندما أجد لفظة (الخبراء) ومذكور أسماء أعلام فيها.. إن مثل هذا الكتاب عن (ابن ميمان) يمكن أن يكون مرجعاً تتجلى فيه مآثره ومناقبه التي يعرفها أبناؤه الآن ومن الواجب أن تكون زاداً للأجيال بعدهم وأن توزّع على كل زائر للخبراء ليعرف مناقبه ومآثره وما بذله من مال وجهد لبناء هذه المدينة.. وليس هذا انتقاصاً للآخرين ومن ضمنهم أمراء الخبراء غير عبد الله الصغير وعبد العزيز السديس اللذين تطرق لهما الكاتب الكريم فمنهم: منصور بن علي الصغير، عبد الله الحسن الصغير، سلطان العلي السلطان، عويد النويصر، محمد بن سلطان السلطان، سلطان بن محمد السلطان، سليمان بن محمد السلطان وتولى سليمان السلطان إمارة الخبراء من عام 1326ه حتى عام 1356ه وهو العام الذي نقل فيه إلى إمارة تبوك حيث تولى إمارة منطقة تبوك خلفاً لأميرها سعود بن هذلول ومن أبنائه عبد الله السليمان السلطان الذي كان آخر عمل تولاه قبل تقاعده هو مدير عام الحقوق بإمارة منطقة القصيم وهو أحد أعيان الخبراء حالياً، إنني أتمنى أن يقوم أبناء ابن ميمان بتسجيل مجهودات والدهم هذه حتى تكون زاداً للأجيال ومرجعاً عن علم من أهم أعلام الخبراء فالعيب هو في عدم إبراز هذه الجهود إلى الأضواء فبدلاً من أن (نلعن الظلام يجب أن نوقد شمعة).. وأن لا نلوم الآخرين وننسى أنفسنا، فالتقصير في الغالب يأتي منا وليس من أي أحد آخر..
لقد أورد الأستاذ عبد الرحمن الميمان صورة من معتمد المعارف بالقصيم من خطاب موجه لمدير مدرسة الخبراء عن تبرع والده براتب أستاذ من أساتذة المدرسة لمدة سنة.. فما بالكم وهل ستصدقونني إذا قلت لكم إن معتمد المعارف بالقصيم نفسه الذي وجه هذا الخطاب قد تجاهل (ابن ميمان) وله كتاب حول هذا.. وأقسم بالله العظيم إنه لو ذكر ابن ميمان لذكرته ضمن من ذكر حول التعليم بالخبراء.. ولكنني استندت إلى كلام استناداً إلى مرجع مؤلفه هو المشرف على التعليم وبدايات التعليم بالقصيم ونقلت المعلومات نصاً من كتابه هذا.. فإذا لم تكن المعلومات متوفرة عند معتمد المعارف بالقصيم الذي ألف الكتاب ووجه الخطاب لابن ميمان فعند من تكون.. يا سادتي اعذروني فإني لست عالماً بالغيب.. أعرف أن هناك خطاباً وجِّه من معتمد المعارف بالقصيم ويجب أن أذكره وألام على التقصير في عدم ذكره.. ونفس معتمد المعارف بالقصيم الذي وجه الخطاب لم يذكره.. ثم يكون وثيقة إدانة ضدي..!! وقد لفت نظري في كلام الأخ الميمان وكذلك الطاسان قولهم إنني (تجاهلت) ذكر الميمان.. فكيف عرفوا أنني تجاهلت ذكره.. أريد منهم دليلاً واحداً يدل على أنني تجاهلته.. وإذا كانوا يقصدون ذكري للأسماء التي ذكرت عند الحديث عن المكائن الزراعية والمدرسة العسكرية.. فهذا الاسم الذي ذكر نقلته من مرجع من المراجع ولم يقرن معه ذكر ابن ميمان وأقسم لهم بالله العظيم إنني لم أتجاهل (ابن ميمان) وأعتقد أن هذه النقطة لا تغيب عن فطنتهم.. فإذا ساقوا دليلاً واحداً يدل على تجاهل الميمان فإنني على استعداد للاعتراف بأنني تجاهلت..!! فهل بعد هذا يريدون ويريد القراء كلاماً مقنعاً غير هذا..!! إنني قد ذهلت من هذا الحكم الذي لا دليل عليه وكأنهم قد اطَّلعوا على المغيَّبات..!! فاللهمَّ إننا نسألك كلمة الحق في الغضب والرِّضى.. إن كلمة (تجاهل) تعني أنني أعرف الشيء وغضضت الطرف عنه عمداً.
إنني بهذا لا أقول إن ابن ميمان ليس له جهود في بناء المدرسة العسكرية وإنما أقول أيضاً إنه رجل يجب أن يُشاد بجهوده وأن تنشر على الناس ليعرفوها.. وهو شيء واجب حتماً.. حتى يكون قدوة لغيره.
وأعود وأقول إنني أشكر كل الشكر الأخ عبد الرحمن الميمان والأخ إبراهيم الطاسان على أدبهم.. وترفعهم عن الذم والتجريح في تعقيباتهم التي كتبوها وهذا الأسلوب في التعقيب وإن شابَهُ بعض الاتهامات التي مصدرها عدم قراءة الموضوع بشكل دقيق إلا أنه يظل أسلوباً حضارياً لا يستقل هذا المنبر للتجريح والشتائم التي لا يمكن أن تقال إلا في حالة واحدة وهي التجني على الآخرين تجنياً واضحاً والكذب عليهم.. وهو ما لم يحدث في هذه الردود والتعقيبات.
وحول ما كتبه الأخ إبراهيم بن موسى الطاسان في العدد (11843) تحت عنوان (صدى: لماذا التجاهل لجهود المرحوم صالح الميمان؟!).. فإني أتساءل لماذا الإصرار على كلمة: (تجاهل).. هل فقط لأن اسم أحد الأشخاص من أمراء الخبراء والقدماء قد ورد اسمه في أحد المراجع وقرن اسمه مع استيراد المكائن الزراعية وتأسيس المدرسة العسكرية.. هل هذا دليل كافٍ على التجاهل.. أرجو العفو عني لعدم كفاية الأدلِّة.. أرجو أن تفهموني وترجعوا إلى الحلقات..!! ولم أفهم قوله: (حيث إن ابن المرحوم صالح الميمان أشار إلى ترك جهود وأعيان وأمراء الخبراء لغيره، ترفقاً وتأدباً وتخلقاً بمكارم الأخلاق من أن ينسب عنه لأبيه كيل المديح والثَّناء..).
وأنا أؤيد اقتراحه على بلدية الخبراء بتسمية أحد الشوارع الرئيسية بالخبراء باسم صالح الميمان فهو رجل يستحق ذلك فقد بذل ماله من أجل الخبراء.. وأكرِّر النداء لأبناء صالح الميمان وعارفي جهوده بتأليف كتاب عنه يكون مرجعاً لكل من يريد الكتابة عن الخبراء..
أما تعقيب علي السلامة.. فنحن أمام نوع جديد من التعقيبات.. فكيف يقول (يحفظه الله) إنني لم أذكر أي مرجع من المراجع في استطلاعي بينما كل ما ذكرته هو موثَّق في مراجع ذكرتها.. وبإمكان القراء أن يرجعوا إلى الحلقات التي كتبتها عن الخبراء بتوثيق وبمراجع ذكرتها..
لكن هذه الحلقات لا بد أن يأتيها النقص وليست كاملة والكمال لله وحده..إن هناك من القراء من يفكر بعمق ويرد بعقلانية كالأخ محمد الحزاب الغفيلي الذي كان منطقياً وعقلانياً في تعقيبه الذي أشكره كل الشكر عليه على الرغم من أنه لم يبرئني وردد نفس اتهامات الآخرين.. إلا أنني أكبر في هذا الرجل عقلانيته وافتراضه تقديم أقل الأشياء وهو الشكر لشخص بذل جهداً في إعداد هذه الحلقات..

م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved