|
|
انت في
|
عندما كتبت استطلاعاً عن (الخبراء) في صفحات (حدود الوطن) كنت أعرف أن الحديث ذو شجون وأن هناك من المواضيع ما لا يمكن حصره ولا يمكن الإحاطة به، فقصرت الحديث عن الأمراء والقضاة والمدارس الرسمية ومن درَّس فيها ومن تخرج منها، أما الحديث عن (أعلام الخبراء) الذين لم يكن لهم مناصب رسمية فإنني أعرف أن الحديث عنهم يحتاج إلى مجلَّدات ومجلَّدات وقصصهم لا يمكن الإحاطة بها إضافة إلى أنه لم يتوفر أي مرجع عنهم، فأمانة البحث العلمي التي يطالب بها الجميع هي أن أرجع إلى مرجع من المراجع الموثَّقة للحديث في جريدة يوميَّة، ولقد سرَّني تعقيب الأخ الكريم والعزيز عبدالرحمن بن صالح بن عبدالرحمن الميمان في العدد (11832) وحديثه عن مآثر والده المرحوم الوجيه والعلم صالح بن عبدالرحمن الميمان وأعجبني أسلوبه في التعقيب البعيد عن تجريح الأشخاص والحط من قدرهم وهذا يدل على سمو أخلاقه ونبله، فالمرحوم صالح الميمان أشهر من أن يعرَّف وأكبر من أن نتحدَّث عنه في استطلاع يتحدَّث عن الخبراء القديمة وليس مجال الحديث عنه استطلاعاً عابراً في جريدة، إنه يحتاج إلى مجلَّد أو كتاب للحديث عن مناقبه ومآثره، فليس من المناسب أن أتحدَّث مثلاً عن خرائب دمشق وأتحدَّث عن صلاح الدين وليس من المنطقي أن أتحدَّث عن آثار كسرى انو شروان في العراق وأتحدَّث عن الخليفة المنصور.. إضافة إلى أنني لم أذكر قرناء لابن ميمان حتى أكون تجاهلت ذكره، فحديثي كان محدداً عن أمراء الخبراء الرسميين وقضاتها ومدارسها وعند الحديث لا بد أن يكون الإنسان أميناً في نقله فيرجع إلى مراجع.. فلو لم أذكر المراجع لشنَّع عليَّ البعض لأنني لم أرجع إلى أي مرجع.. ولا تهمني الكثير بعدم الأمانة العلمية.. وناقل الكفر ليس بكافر فقد نقلت نصاً من مرجعين موثَّقين ومعروفين.. ولم آت بكلام من عندي فما دام أن هذين المرجعين قد توفر بهما معلومات فقد يلومني البعض لماذا لم آت بهذه المعلومات.. وأوضح ذلك حتى يزول اللبس.. وحتى يقتنع من لم يقتنع.. وحتى يعرف ذلك من اعتقد بنظرية المؤامرة.. وأقسم بالله العظيم ثلاثاً.. إنني لم أتجاهل أي شخص عمداً.. وإنما عند الحديث عن موضوع ما قد يرد اسم شخص ضمن مرجع من المراجع فأورد اسمه لا إغفالاً للآخرين ولا تجاهلاً لهم كما ظن البعض وكما فهم ذلك.. وإنما ليكتمل الكلام ولا نخرج عن النص وأقسم بالله العظيم مرة أخرى إنني كتبت معظم هذا التعقيب قبل تعقيب الأخ عبد الرحمن الميمان حتى لا يعتقد البعض أنني تجاهلته أو أغفلته وإنما الذي لم يذكره هو هذين المرجعين اللذين رجعت إليهما..! إنني أقول هذا الكلام قطعاً للغط ولسوء الظَّن.. ولكل من ساءت ظنونه.. وأحب أن أوضح لهم أن حديثي عن الخبراء لم يكن مركزاً على التعريف بها وأعلامها وإنما كان الحديث عن احتياجاتها وعن الخبراء القديمة.. ولم يتسع المجال لذكر احتياجاتها في ست حلقات، واضطرت أسرة تحرير الجريدة إلى حذف بعض المواضيع ليتسع المجال للحديث عن الخبراء القديمة وعن طريق (البدائع - الخبراء) الذي كان هو لب الموضوع ولم أسعَ أصلاً لإطالة الموضوع والبحث عن مآثر المرحوم ابن ميمان وسعيه للإصلاح بين الناس فهذا يحتاج إلى ملحق كامل وكتاب أو مجلد لم يكن من المناسب إدراجه ضمن الحديث عن وادي الرمَّة أو الحديث عن طريق (البدائع - الخبراء).. لقد تحدث الكاتب عن (وجود معلومات ناقصة ومغلوطة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة)، فقد عرفنا المعلومات الناقصة ولكن ما هي المعلومات (المغلوطة) و(البعيدة كل البعد عن الحقيقة)، لم يشر الكاتب إليها ولم يبيِّن لنا ما هي حتى نعرفها.. وإنني على استعداد تام بالاعتراف بخطئي أمام الأشهاد إذا كانت هناك معلومات مغلوطة أو (بعيدة كل البعد عن الحقيقة).. فأنا لست نبيّاً ولا رسولاً.. ما أنا إلا إنسان يخطئ ويصيب.. أما الطعن والاتهام دون أي بيِّنة فهذا ليس من شيمنا ولا طباعنا.. وبدأ الكاتب بالحديث عن مجهودات أمراء الخبراء ولم يذكر منهم إلا (عبد الله بن صغيِّر وعبد العزيز السديس).. فهل نعتبر هذه المعلومات ناقصة أيضاً على نفس المنطق الذي خلعه عليَّ.. هل نعتبر أيضاً ذكر أميرين فقط أيضاً من ضمن المعلومات الناقصة.. إن والدكم لا شك علم من الأعلام وأسطورة من الأساطير يجب تأليف كتاب كامل عنه، فالصَّحفي يا سيدي ينقل المعلومات وهو ليس مؤلف كتب يؤلف كتاباً يبحث له عن الوثائق ويؤرِّخ التواريخ.. وبالمناسبة فإنني أدعو أبناء ابن ميمان إلى جمع مآثره والوثائق المتوفرة عنه والموجّهة إليه أو منه وتأليف كتاب عنه حتى تكون المعلومات متوفرة عنه أمام الناس وتخرج إلى الأضواء ولا يلام بعد ذلك من يكتب ولا يتطرَّق ل (ابن ميمان).. إن المعلومات التي ذكرت فيها أسماء أشخاص هي من كتب بحثت عنها حتى مللت وإنني أطير فرحاً عندما أجد لفظة (الخبراء) ومذكور أسماء أعلام فيها.. إن مثل هذا الكتاب عن (ابن ميمان) يمكن أن يكون مرجعاً تتجلى فيه مآثره ومناقبه التي يعرفها أبناؤه الآن ومن الواجب أن تكون زاداً للأجيال بعدهم وأن توزّع على كل زائر للخبراء ليعرف مناقبه ومآثره وما بذله من مال وجهد لبناء هذه المدينة.. وليس هذا انتقاصاً للآخرين ومن ضمنهم أمراء الخبراء غير عبد الله الصغير وعبد العزيز السديس اللذين تطرق لهما الكاتب الكريم فمنهم: منصور بن علي الصغير، عبد الله الحسن الصغير، سلطان العلي السلطان، عويد النويصر، محمد بن سلطان السلطان، سلطان بن محمد السلطان، سليمان بن محمد السلطان وتولى سليمان السلطان إمارة الخبراء من عام 1326ه حتى عام 1356ه وهو العام الذي نقل فيه إلى إمارة تبوك حيث تولى إمارة منطقة تبوك خلفاً لأميرها سعود بن هذلول ومن أبنائه عبد الله السليمان السلطان الذي كان آخر عمل تولاه قبل تقاعده هو مدير عام الحقوق بإمارة منطقة القصيم وهو أحد أعيان الخبراء حالياً، إنني أتمنى أن يقوم أبناء ابن ميمان بتسجيل مجهودات والدهم هذه حتى تكون زاداً للأجيال ومرجعاً عن علم من أهم أعلام الخبراء فالعيب هو في عدم إبراز هذه الجهود إلى الأضواء فبدلاً من أن (نلعن الظلام يجب أن نوقد شمعة).. وأن لا نلوم الآخرين وننسى أنفسنا، فالتقصير في الغالب يأتي منا وليس من أي أحد آخر.. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |