الجيش المصري يهزم السودانيين في معركة عطبرة

في مثل هذا اليوم من عام 1898 تمكن الجيش المصري بقيادة بريطانية من هزيمة المهديين في معركة نهر عطبرة بالسودان وقتل ستة آلاف سوداني. وكانت الحكومة البريطانية في لندن قد أجبرت الحكومة المصرية على تجهيز حملة عسكرية وتحمل كافة نفقاتها من أجل إعادة فتح السودان تحت قيادة الضابط الإنجليزي كتشنر حيث كان الإنجليز قد احتلوا مصر عام 1882 وكانوا يتطلعون إلى احتلال السودان مرة اخرى في إطار مشروعهم الاستعماري الذي عرف باسم محور القاهرة كيب تاون حيث كان الإنجليز يتطلعون إلى فرض احتلالها على محور إفريقي يمتد من القاهرة في الشمال إلى كيب تاون في جنوب إفريقيا. وكان السودان قد خضع للسيطرة المصرية منذ عشرينيات القرن التاسع عشر عندما فتح محمد علي حاكم مصر السودان لتأمين منابع النيل والاستفادة من موارد السودان في بناء الدولة الحديثة في مصر. واستمرت السيادة المصرية على السودان حتى قيام الثورة المهدية هناك ضد الوجود المصري بعد تسلل النفوذ الإنجليزي عبره إلى السودان ممثلا في حاكم السودان الإنجليزي الجنسية جوردون.
اشتعلت الثورة المهدية سنة 1881 استطاع المهديون أن يسيطروا على السودان، ثم جاءت أوامر بريطانيا التي كانت تحتل مصر بالانسحاب من السودان بعد مقتل (جوردون) على أيدي المهديين. وعندما توفي (المهدي) في أواخر سنة 1886 تعرض السودان لأزمات ومجاعات، ورأت بريطانيا أن مصالحها تقضي بضرورة عودة الجيش المصري للسودان، فشكلت حملة من 10 آلاف جندي مصري تحت قيادة الإنجليزي (كتشنر) ، وتحركت الحملة بأوامر من المعتمد السامي البريطاني في القاهرة اللورد (كرومر) ، وانتصر الجيش المصري على المهديين في عدة معارك منها (فركه) و (كرري) وعطبرة ودخل (كتشنر) (الخرطوم) ورفع العلمين المصري والبريطاني. وفي 19 يناير 1899 تم توقيع (اتفاقية الحكم الثنائي) بين (كرومر) ووزير الخارجية المصري (بطرس غالي) ، وقضت هذه الاتفاقية بالسيادة المصرية البريطانية المشتركة على السودان.. يقول اللورد (كرومر) عن هذه الاتفاقية: (إن اللورد سالسبوري وزير الخارجية البريطاني بعث بمشروع هذه الاتفاقية، وتسلم بطرس غالي نسخة منها للتوقيع عليها) ، ويظهر من ذلك أن السيادة المصرية على السودان كانت اسمية فقط، وظلت هذه الاتفاقية تحكم العلاقات البريطانية المصرية بخصوص السودان فترة طويلة حتى استقلال السودان في منتصف خمسينيات القرن العشرين.