Saturday 16th April,200511889العددالسبت 8 ,ربيع الأول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

ضوابط اختيار أعضاء مجلس الشورىضوابط اختيار أعضاء مجلس الشورى
د.خالد ال هميل

أعلنت القيادة السعودية تعيين مائة وخمسين عضواً بمجلس الشورى بإضافة خمسين عضواً جديداً. لقد استعرضتُ مع عدد من الزملاء العاملين في المجال الإعلامي والثقافي الأسماء التي تشكل منها أعضاء مجلس الشورى أثناء إعلانها ووصولها من وكالة الأنباء السعودية، وقد أبدى بعض زملائي اندهاشه عندما استعرضنا كامل الأسماء لعدم معرفته بالعدد الأكبر منهم وهو الرجل المتابع في الحقل الإعلامي، بينما تساءل الزميل الآخر عن الآلية التي يتم بها اختيار الأعضاء، وقال ثالث من الزملاء: لا بد أن يُصاب بعض المثقفين والإعلاميين بخيبة أمل؛ لأنهم يرون أنهم صالحون لعضوية مجلس الشورى.
وفي تقديري أن أسماء أعضاء مجلس الشورى التي تم الإعلان عنهم قد تم وفق ضوابط وآلية مناسبتين، والأعضاء وفق استعراض أسمائهم يمثلون في الواقع أطياف المجتمع السعودي من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، لهذا أعتقد أن أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق، وهم الحكَّام الإداريون لمناطقهم، قد يكون لهم دور فاعل في ترشيح عدد كبير ممن تم اختيارهم لشغل هذه العضوية بحكم أن هؤلاء الأعضاء أتوا من مناطق المملكة المختلفة, والعضو في هذا الحالة لا يمثل منطقته فحسب, وإنما يمثل الأمة بصورة أخرى, هو يمثل مكونات المجتمع السعودي, وقد لاحظتُ أن العدد الأكبر منهم هم من ذوي التأهيل العلمي العالي.
ويبدو لي أن تساؤل بعض الزملاء عمن تم اختيارهم أعضاءً لمجلس الشورى يعود إلى غياب نشر سِيرهم الذاتية، كما أن بعضهم لم يتعامل مع وسائل الإعلام، وهذا لا يقلل من قيمتهم، فليس كل مَن اشتغل في الإعلام أو الكتابة في وسائل الاتصال أو التأليف يكون بالضرورة صالحاً لعضوية مجلس الشورى، فالتكنوقراط والأكاديميون والمحامون مثلاً ينشغلون بأعمالهم بعيداً عن الإعلام، وهذا لا يعني أنَّ جهل بعض الشرائح المثقفة في المجتمع السعودي لأعضاء مجلس الشورى الجدد ينفي كفاءتهم وقدرتهم على التصدي لمهامهم وتحمل مسؤولياتهم.
إن من المؤكد الذي لا يقبل الشك أن هؤلاء الأعضاء جاؤوا من رحم المجتمع السعودي ويمثلونه، ولا أحد يستطيع امتلاك الوطنية وحده، أو يدعي أنه الأكفأ دون غيره، أو يستطيع أن يقلل من قيمة أبناء مجتمعه.
وفي تقديري أن مَن لم يحالفه الحظ لخدمة مجتمعه في مجلس الشورى سوف يأتيه الدور عندما يكون صالحاً وقادراً على خدمة مجتمعه وبلاده.
المطلوب في هذه الحالة هو السمو في طروحاتنا وآرائنا وتجاوز الذات، فإن أسوأ التقديرات التي قد يقع فيها البعض منَّا هي استخدام أحكام مسبقة دون توافر معلومة مثبتة ودقيقة.
إن هذا المجلس تُوليه القيادة السعودية أهميتها وعنايتها، وأرى أنه مقبل على ممارسة أدوار في غاية الأهمية، وهذا يتضح من قول صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عندما قال: (إن مشاركة مجلس الشورى ستزداد فاعلية وأثراً وأهمية).
وأستنتج من قول سموه الكريم أن مجلس الشورى سوف يكون قادراً على اتخاذ قرارات وسنِّ قوانين واقتراح مشاريع تأخذ طريقها للتنفيذ بدعم من القيادة السعودية، وأتوقع أن المجلس سوف يلعب أدواراً مهمة وفق صلاحيات تمنحها له القيادة, بحيث يكون مجلساً تشريعياً يستطيع (جلب الوزراء) ومناقشتهم حول ما يهم المجتمع ويخدم مصالحه، وبالتالي يبارك للوزير خطواته أو يحجب عنه الثقة.
فالفيصل في هذا الأمر هو مصلحة الأمة قيادةً وشعباً ووطناً.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved