Thursday 21st April,200511489العددالخميس 12 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الريـاضيـة"

النظرة الضيقةالنظرة الضيقة
سلمان المطيويع

تعاطينا للأمور وحكمنا عليها نتاج تراكم معارفي قديم سيطر على ما يسمى ب(الإدراك)، الذي لا يمكن أن نتجاوزه إذا لم نحاول ان نفتح نوافذ جديدة توسع مدى ذلك النطاق المتجمد منذ زمن، وندور في فلكه بالرغم من تقدم العمر بنا.
ذلك التجمد هو ما يقلل - من وجهة نظري - من كثير من خبرات البعض، حتى وهم يتغنون بطول أمدها؛ لأنها في الواقع لم تتعدَ معرفة سنوات معدودة فقط، أكسبتهم مهارة موقوتة، ما لبثت تتكرر بشكل أو بآخر!.
انضمام أستراليا للاتحاد الآسيوي، على سبيل المثال، فرصة سانحة - من وجهة نظري - كادت تضيعها النظرة الضيقة لبعض مسؤولي اتحاد قارتنا، لأسباب لم يستطع إدراكهم استيعاب إيجابياتها العديدة.
فنياً.. دخول المنتخب الأسترالي في معترك المنافسات الآسيوية إضافة لا يمكن تجاهلها أو رفضها لاحتمالية مزاحمتها على أحد المقاعد المتاحة للقارة في المشاركة بكأس العالم.
والارتقاء الفني مطلب أساسي، ومن أولويات اتحاد القارة، وقد تصرف مبالغ باهظة من أجل البرامج المعدة لتطوير مستوى اللعبة لدى الأعضاء المنتسبين لهذا الاتحاد، وقد يكون جذب قوة فنية مثل أستراليا فيه اختصار للزمن.
كما أن دخول الأندية الأسترالية المحترفة للمنافسات الآسيوية، قوة أخرى تزيد معترك الأندية الآسيوية قوة فنية، ترفع بلا جدال من قيمة البطولات الآسيوية.
والنظرة الواسعة هنا، هو إمكانية المفاوضة وبقوة لمرجعية كرة القدم بالعالم، لزيادة مقاعد الأندية الآسيوية في بطولة العالم للأندية على حساب أفريقيا مثلاً، التي لا توازي امكانياتها الفنية الأندية الآسيوية، من جهة، ولا تقارن قوتها بمنتخباتها المعتمدة على سواعدها المحترفة في أوروبا.
وما يقاس على الأندية يندرج أيضاً على المنتخبات، فالإضافة الأسترالية إلى القوة الموجودة والمتمثلة في اليابان والسعودية وكوريا وإيران والصين وبقية دول الخليج، تساعد المفاوض الآسيوي على طلب مساواة القارة بأختها أفريقيا بعدد المقاعد المخصصة لكأس العالم، ليصبح خمسة بدلاً من العدد الحالي.
المسألة برمتها إذن لا تتعلق بالفائدة المرجوة من مثل ذلك الانضمام الثري، ليس فقط على المستوى الفني، بل والمستوى الإداري والفقه الجديد المنتظم لعقول تدير كرة القدم باحتراقية، لعلها تفتح النوافذ لردهات اتحاد مظلمة، سيطرت عليها عقول متحجرة منذ زمن طويل امتد لعقود لم تُجنِ منها كرتنا الآسيوية إلا.... الوهم.
فيلم.. محروق
لا يترك السيد فليبمان فرصة دون استغلالها في التنظير على ما يجب أن يكون وما لا يكون في كرة غرب آسيا.. ولا يغفل عن شاردة أو واردة إلا وتحدث عن عيوب إدارية ونقص في النظرة المستقبلية للكرة العربية!.
وإن كان فليبمان يعتقد أن خبرته التي اقتربت من الثلاثين عاماً في دهاليز الاتحاد الآسيوي تسمح له بالاعتلاء على كرسي التنظير وتوجيه نصائحه بما يجب وما لا يجب تجاه عرب آسيا.. فليحاول ان يظهر لنا أولاً معطيات ما قدمه من أبجديات صغيرة ساهمت في تطور الكرة الآسيوية، حتى لو كانت بسيطة.. ليتسنى لنا هضم بعض ما يتفوه به.. لا فض فوه!.
ولن أطالب هنا بما قدمه لغرب آسيا، فنحن نلمس سلبياته ونعيش تجاهله لأبسط حقوق أنديتنا..!، ولكن ماذا قدم لشرق آسيا وكرتها التي يتحمس لها بقصد أو دون قصد للنيل منا في كل مناسبة سانحة؟.
فالأمور كما يبدو واضحة ولا تحتاج لكثير من التفكير، فكُرة الشرق في سبات دائم منذ أكثر من ربع قرن ولا تتطور إلا البلدان التي تعتمد على اقتصادها القوي مثل اليابان وكوريا والصين.
ولم تثمر كل البرامج التطويرية التي سمعنا بها في السابق والتي لم تتعدَ ملفات أمانة الاتحاد الآسيوي، كما يبدو، في تطوير دول تعشق كرة القدم حد الهوس مثل تايلند وإندونيسيا أو حتى مسقط رأسه ماليزيا!!.. وحسب علمي المتواضع، فإن دور الأمانة في أي اتحاد.. تنفيذي.. يعتمد على التنسيق وتنفيذ قرارات اللجان المختلفة بالاتحاد، وإذا ما اكتفى الأمين بالتنظير وتعالى على مهام وظيفته الأساسية، فإن الفوضى وحدها.. هي سيدة الموقف!!.
سباق الذهب
على من نراهن يا ترى في معترك دورة التضامن؟! ومن يقدم نفسه لنا كفرس رهان جديد يبعث الأمل بنا من جديد. فاجتهاد السباحة لم يتجاوز الذهبية الوحيدة حتى الآن، وحماس (الكاراتيه) لم يمطر إلا نحاساً!!.
في كل مناسبة نعيد تكرار تلك الاسطوانة المشروخة.. الألعاب الفردية منجم ذهب كبير لم نستطع حتى الآن فك لغزه المحير، ولم نستفد من القدرات والإمكانات البشرية الهائلة لإعداد بطل قادر على نزع أكثر من ميدالية ذهبية في لعبة واحدة.
وحتى تأتينا الأخبار السارة مستقبلاً، يبقى أملنا - بعد الله - في نجوم أم الألعاب لتعديل وضعنا الذهبي على خارطة دورة التضامن الإسلامي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved