Wednesday 4th May,200511906العددالاربعاء 25 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

البوارحالبوارح
المرأة وطن
د. دلال بنت مخلد الحربي

الحديث عن المرأة هو حديث عن أهم فرد في المجتمع.
لماذا؟
لأنها محور الحياة الأسرية بشكل عام.
ولأنه مناط بها تربية الأجيال.
ولأنها المؤثرة في نسيج العلاقات بين أفراد أسرتها وبالتالي بينهم وبين المجتمع.
ولأنها الأمان للطفل، والسند للزوج، والداعم للأخ، وحولها تتشكل نواة الأسرة وتزدهر.
ولأنها (القضية الأخطر) فإن فشلت في أدوارها - وهي أدوار متعددة - أو في جزء منها على الأقل، فشل الناتج وأهمهم: بناء الفرد السوي، وتنمية الوطن.
والمعروف أن الأسرة السعودية - كأي أسرة في أي مجتمع -مرت بمتغيرات وتطورات سواء على مستوى تكوينها أو في شكلها أو وظائفها أو أنماطها، ولعل أهم التحولات التي حدثت في بناء الأسرة السعودية هو (موقع المرأة وفاعليتها) فدورها لم يعد قاصراً على حدود المنزل، بل امتد إلى خارجه حيث الإسهام في بناء المجتمع عملياً عندما خرجت للدراسة ثم العمل، وتبع هذا الخروج بروز مسائل كثيرة منها ما يخص (المرأة الأم) التي تعد الأكثر إشكالية لحساسية دورها وعظم هذا الدور.
ف(غياب الأم) ترتب عليه أمور كثيرة تدخل في مجملها في عمق تفاعلها مع أطفالها، ونمط علاقاتهم بها (وهذا موضوع يحتاج إلى تفصيل في مقال آخر).
من خلال إدراك هذا الدور المؤثر والمهم أبرزت كلية التربية للبنات بالجبيل مشاركة المرأة الفاعلة ودورها في خدمة مجتمعها من خلال موقعها، وقد اختارت الكلية لموسمها عنواناً جميلاً يختصر دورها ويبرزه ألا وهو (المرأة وطن). وليس كالمرأة في الحفاظ على الأسرة والدين والوطن.
كانت الفعاليات على مدى خمسة أيام بدأت بتاريخ 14-3-1426هـ وانتهت بتاريخ 18- 3-1426هـ، وإن لم يتسنَّ لي سوى حضور اليوم الأخير، إلا أن ما اطلعت عليه يكشف عن دقة الإعداد، وكثافة الاستعداد، وقبل ذلك الرغبة في إنجاح هذا الموسم، وهو ما أستطيع أن أجزم به دون أن أخشى مزالق المبالغة.
وبحق لقد أعجبني التنظيم، الذي أتيح فيه لكل قسم من أقسام الكلية الإشراف والإعداد والتنفيذ ليوم من أيام الموسم في عمل خلص إلى الجماعية وليس الفردية، كما أن محاضرات الموسم اختيرت موضوعاتها بدقة لتشكل في مجموعها محاور الموضوع الأساسي.
ومن الفعاليات التي صاحبت المحاضرات: معرض الكتاب، والمعرض الفني، ومسابقة ثقافية على مستوى كليات البنات، وركن التراث، وهذا الأخير أظهر التصاق الكلية بالمجتمع عندما سمح لطالبات المدارس زيارة هذا الركن الذي من خلاله تتعرف الطالبات على شيء من حياة الأجداد وملابس الجدات في مختلف مناطق المملكة بعرض ووصف حي تقوم به (سمر الفوزان) المهتمة بشؤون التراث، ومما جذب قلوب الصغيرات لذلك الركن وخيمته المنصوبة به الغناء الجماعي الذي يختتم به العرض، وهو غناء للوطن عندما تسمعه تشعر أن قلبك يقفز معهن.
إن ما قدمته كلية التربية بالجبيل يعد أنموذجاً جيداً للتفاعل بين المؤسسات العلمية والمجتمع، ويزيد من قيمة ما قامت به الكلية هو العمل الجماعي والتوجه المخلص لتقديم خدمة فاعلة للناس دون رغبة في تجيير ذلك الشخص بعينه.
والأمل أن تستمر هذه الكلية في عقد مواسم أخرى وأن تتكثف لديها الخبرة لتطويرها، وهي قادرة على ذلك إن شاء الله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved