|
|
انت في
|
|
باتفاق القوى السياسية العراقية على تمكين العرب السنة من إشغال ست وزارات وتكليف نائب رئيس وزراء من هذا المكون الرئيسي للشعب العراقي، تكون أولى بداية (الإنصاف) للعرب السنة الذين يُحمِّلون من قبل بعض السياسيين العراقيين لأهداف لم تعد خافية على أحد، يُحمِّلونهم كل جرائم النظام العراقي السابق رغم علمهم أن ذلك النظام كان محصوراً في شخص صدام حسين فهو الحاكم المطلق وكل ما دونه لا يملك السلطة وأنَّ هذا لا يعني إخلاءه من المسؤولية، ولكن مع هذا لم تكن المناصب مقصورة على العرب السنة، فنواب صدام حسين: الأول طه ياسين رمضان من الأكراد الفيلية وهم من الأكراد الشيعة، ومحيي الدين معروف نائب رئيس الجمهورية الآخر (كردي سني)، ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز (مسيحي)، أما رئيس مجلس النواب الدكتور سعدون حمادي فهو شيعي من النجف. وكانت الحكومة التي يرأسها صدام تضم العديد من الوزراء الشيعة والأكراد ومنهم صوتهم الإعلامي محمد سعيد الصحاف (شيعي)، كما أن القيادة القومية والقطرية للحزب الحاكم (حزب البعث)، تضم هي الأخرى عدداً من عرب الشيعة ومنهم مَنْ كان يشغل مواقع متقدمة كأمناء سر للحزب الحاكم في المحافظات، مثل محمد حمزة الزبيدي الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء أكثر من مرة. وقد حملت قائمة المطلوبين التي أصدرتها القوات الأمريكية أكثر من تسعة من كبار مسؤولي نظام صدام من العرب الشيعة، وبالتالي فإن حصر المسؤولية بالعرب السنة، يعتبر عملاً غير دقيق، والإصرار عليه والترويج له يخدم توجهاً معيناً نعتقد أنه حقق أغراضه، ولكنه لا يخدم مستقبل العراق، ولا عراق اليوم، لأن هدفه إقصاء العرب السنة، أو على الأقل تحجيمهم، والعراقيون يعرفون أكثر من غيرهم أن العرب السنة أصابهم ما أصاب غيرهم من جبروت وتسلط النظام السابق، وممارسة عمليات الإقصاء ضد رموز السنة العرب واضطهاد المناطق السنية ومعاملتها بقسوة وبطش كالذي حصل في الرمادي والفلوجة وتكريت وما أطلق عليه في المثلث السني، هو الذي جعل العرب السنة يترحمون على نظام صدام حسين لأنه على الأقل لم يحصر ظلمه عليهم، بل كان الظلم شاملاً وإن زادت نِسَبَهُ باتجاه الأكراد والعرب الشيعة. وأكبر ظلم ارتكبه نظام صدام ضد العرب السنة هو تصفية رموز السنة العرب وقتل زعمائهم سواء أكانوا من القيادات الدينية أوالسياسية، وهناك قائمة طويلة من هؤلاء الرموز الذين اُغتيلوا وقُتلوا وغُيِّبوا، مما فرغ العرب السنة من قياداتهم وإخلاء المسرح أمام صدام حسين.. وهذا أحد أسباب ضعف التمثيل السني الآن. |
![]()
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |