شركة فهد عبدالكريم المعجل وإخوانه (تضامنية)
نموذج للشركات العائلية في حائل

أنشئت هذه الشركة عام 1415هـ في مدينة حائل بمعرفتنا نحن أبناء عبدالكريم المعجل بعد انتقاله إلى رحمة الله حيث شكل أبناؤه الذكور ممن عملوا معه الجيل الثاني الذي كان حريصاً على استمرار نفس نهج الوالد، وكنا ومازلنا نعمل مترابطين، وشكلنا تنظيم العمل متنوع الأنشطة الذي يجمعنا، ويشبع طموحنا العملي، وتوزعت المسؤوليات بيننا، فتوليت مهام رئيس مجلس الإدارة ومدير عام مكتب الاستقدام والقسم التجاري، وأصبح شقيقي المهندس أحمد عبدالكريم المعجل الحاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية عضو مجلس الإدارة ومدير عام المقاولات والقسم الزراعي، وتولى شقيقنا المهندس نبيل عبدالكريم المعجل الحاصل على بكالوريوس علوم الهندسة الميكانيكية مهام عضو مجلس الإدارة ومدير عام النشاط الصناعي، وأسندت المهام الإدارية الممثلة في عضوية مجلس الإدارة إضافة إلى مهام مدير عام الشؤون المالية والإدارية، ومهام مدير عام نشاط السياحة لشقيقنا عبدالسلام الحاصل على درجة البكالوريوس في الإدارة الصناعية، وخصص رأس مال للشركة قدره فقط مليون ونصف المليون ريال واتفقنا نحن الاخوة على أن يكون لنا الحق في التوقيع مجتمعين أو فرادى على قرارات تنظيم عمل الشركة، وان تتعامل الشركة في معاملاتها الائتمانية مع البنوك الموجود لها فروع في حائل، على أن تتعدد أنشطة الشركة بحيث تشمل المقاولات، والسياحة، والصناعة، والخدمات، والزراعة، والتجارة، والمقاولات.
المقاولات هي الأصل
كما أن هناك اتفاقاً وإجماعاً بيننا نحن الاخوة على أن يصبح نشاط الشركة في مجال المقاولات تحديداً امتداداً لأنشطة مؤسسة الوالد عبدالكريم المعجل رحمه الله وفاءً لذكراه، وهي المؤسسة التي عمل فيها معظمنا، وتربينا فيها، واكتسبنا خبرة العمل، وتعرفنا على قيمة الترابط العائلي في النشاط الاقتصادي، وقد نفذت المؤسسة العديد من المشاريع الحكومية منها على سبيل المثال مشروع الحرس الوطني بحائل، وإنشاء العديد من المدارس الحكومية.
وقد حرصنا نحن أبناء عبدالكريم المعجل على تطوير هذا النشاط تحديداً، وفاءً لذكرى الوالد المغفور له، فقامت الشركة باستقدام عمالة فنية ماهرة مدربة، وتأمين المعدات المتطورة اللازمة لتنفيذ المشاريع، وإنشاء أنشطة مساعدة مثل ورشة الأعمال المعمارية، ومصنع الخرسانة والبلوك، وتجارة مواد البناء.
الصناعة عماد التطوير
ولتطوير العمل في الشركة كان لابد من تأسيس أنشطة أكثر، فتم إنشاء القسم الصناعي دعماً لقسم المقاولات وتطويراً له، وتم التوسع في خدماته لاحقاً، ليصبح قسماً منتجاً نشيطاً يعتمد عليه في توفير السيولة للشركة، ويتمثل القسم الصناعي في مصنعين مرخصين هما مصنع حائل للخرسانة الجاهزة والطابوق، ومصنع المعجل للألمونيوم والأعمال الحديدية، وكان مصنع حائل للخرسانة الجاهزة والطابوق امتداداً لخبرة سابقة يوم كانت الشركة تمتلك حصة في شركة الكفاح لمواد البناء، تم بيعها لافتتاح المصنع الجديد على أرض تبلغ مساحتها أكثر من 40000م2 في المدينة الصناعية.
وتم تزويد المصنع بكافة التجهيزات الحديثة لخدمة العملاء بيسر وسهولة وتحقيق إنتاج ذي جودة عالية من خمس محطات خلط رئيسية، كل منها مزود بالخزانات اللازمة للأسمنت ومكان تجميع المواد الخام الضرورية لتصنيع الخلطات.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطتين الأولى والثانية 140م3ساعة ناشف، لكل منهما، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطتين الثالثة والرابعة 35م3ساعة مبلول لكل محطة، مع ملاحظة أن المحطتين الثالثة والرابعة مخصصتان لإنتاج البلوك بأنواعه ومقاساته، وتبلغ طاقة إنتاج المصنع من البلوك بمختلف مقاساته 50000 بلوك يومياً في وردية عمل واحدة.
وتبلغ طاقة إنتاج المحطة الخامسة من الخرسانة المخلوطة الجاهزة 750م3اليوم في وردية عمل واحدة، وتم تزويد المصنع بالمعدات والرافعات، والخلاطات المتحركة اللازمة لنقل وتوزيع الإنتاج.
كما تم إنشاء كسارة مركزية لتزويد المصنع بالحصى متنوع المقاسات للوفاء بالمواصفات المختلفة المطلوبة لإنتاج الخلطات، وتم تزويدها بمحطة تكسير، ومحطة طحن طاقتها الإنتاجية 560م3 يومياً في وردية واحدة، وزودت الكسارة بالمعدات الثقيلة اللازمة من بلدوزرات، وشياول، وشاحنات لنقل إنتاج الكسارة إلى المصنع، ويستوعب السوق المحلي الفائض من إنتاج الكسارة.
وألحقت بالمصنع ورشة مركزية لصيانة معدات المصنع والشركة، وتم تزويدها بالمعدات والفنيين لتنفيذ أعمال الصيانة الطارئة، والدورية والوقائية.
أما مصنع المعجل للألمونيوم والأعمال الحديدية فقد أنشئ عام 1418هـ في المنطقة الصناعية لإنتاج أعمال النجارة المطلوبة في صناعة المقاولات من أبواب، ونوافذ، وشبك حماية، كما يقوم بإنتاج الهناجر والمستودعات الحديدية وغيرها من الأعمال، وتم تجهيزه بجميع المعدات والأدوية اللازمة للإنتاج من مناشير ومكابس وغيرها، ويحتوي المصنع على ثلاثة أقسام رئيسية الأول خاص بأعمال النجارة والأخشاب، لإنتاج جميع الأعمال الخشبية من أبواب ونوافذ وحلوق، ويتميز بإمكانية إنتاج القوالب الخاصة ببعض أشكال الخرسانة، والقسم الثاني قسم الألمونيوم لإنتاج الأبواب والنوافذ الألمونيوم اللازمة لأعمال التشطيبات المعمارية بمعدات وماكينات متميزة حديثة وأيدي فنيين وعمال مهرة، أما القسم الثالث فهو مخصص للأعمال الحديدية ذات الخصائص الفنية المميزة حيث يقوم بإنتاج الأبواب، والنوافذ، وشبك الحماية والدرابزينات الحديدية، وتنفيذ أعمال المظلات، والسواتر الحديدية، ومهمة المصنع الرئيسية خدمة الشركة الأم، ويقوم إلى جانب ذلك بتنفيذ بعض المشاريع الأخرى، وتسويقها محلياً، والمصنع مزود بمستودع متكامل للمواد الخام، والمواد المصنّعة كجزءٍ من سياسة الإدارة في المصنع.
صناعة الخدمات مدخل للتطور
دخلت الشركة عالم السياحة الواسع من خلال إدارة وتشغيل القرى السياحية، وإقامة المحميات، والاستثمار في الخدمات السكنية الحديثة (شقق مفروشة) والمثال الحي على ذلك قرية مشار التي تديرها الشركة في استثمار طويل الأجل بمبلغ اثنين وعشرين مليون ريال، وتقع القرية السياحية في مدينة حائل بأحد المتنزهات الطبيعية وتحتوي على مدينة ملاهٍ وألعاب للعائلات مجهزة بأكثر من عشرين لعبة كبيرة، ومقامة على أرض تبلغ مساحتها ثلاثين ألف متر مربع، ومدينة ألعاب للشباب مجهزة بالعديد من التجهيزات الحديثة، ومقامة على أرض سفاري مفتوحة بها مضامير للخيل والجمال وسيارات السباق الصغيرة، كما تضم القرية شاليهات للعائلات عددها سبعة وخمسون شاليهاً متفاوتة الرتبة السياحية، ومقامة على أرض مساحتها أكثر من خمسين ألف متر مربع، ومحاطة بالشوارع المسفلتة، والحدائق المنارة، أيضاً هناك شاليهات الجبال التي تم إنشاؤها وتزويدها بكافة الخدمات لخدمة الشباب، والأفواج السياحية التي تزور المنطقة، وتم بناؤها في جزءٍ مستقل من القرية، وعزلها عن أماكن العائلات احتراماً للعادات والتقاليد المرعية في هذا الشأن، وقد حرصت الشركة على أن تقوم إدارة القرية باستقبال زوارها في مبنى مخصص لإدارة أنشطة القرية، ملحق به سوق تجاري صغير لخدمة المقيمين في القرية ومرتاديها.
ولدعم الأنشطة الصحية والرياضية بالمنتزه تم إنشاء نادٍ صحي، وتجهيزه لخدمة رواد القرية والمنتسبين للنادي، مزود بمسبح أولمبي كبير، ومسبح آخر صغير لتعليم السباحة، إضافة إلى صالة للتمارين السويدية، وملاعب لكرة القدم مزروعة ومضاءة حتى يمكن استخدامها ليلاً، ومسار مخصص لهواة المشي، وتم دعمه بخدمات أخرى مثل الحمامات الشامية، والساونا، والجاكوزي لتلبية رغبات واحتياجات المترددين، وأعضاء النادي، ويشرف على كل ذلك نخبة من المدربين المتخصصين الأكفاء.
ولتعميق الدور الثقافي في القرية تم إنشاء المسرح الروماني لإقامة الحفلات الثقافية والترفيهية في المناسبات بجانب بحيرة صناعية كبيرة زودت بشلال جميل، تتدفق مياهه من رأس الجبل، لإضفاء جو من البهجة والسرور على مرتادي القرية.
ويعتبر استثمار الشركة في هذه القرية من الاستثمارات الكبيرة غير ذات عائد سريع، ولكن حرصها على لعب الدور الاجتماعي في تطوير المجتمع والحفاظ على البيئة هو ما دفعها لتحمل أعباء هذا الاستثمار.
تشغيل القوى العاملة
نظراً لحاجة الشركة إلى بعض العمال الموسميين للعمل سواء في القسم الزراعي لجني المحاصيل، أو في بعض مشاريع المقاولات، قامت بإنشاء قسم الخدمات لخدمة أعمالها، ويتكون هذا القسم من مكتب الاستقدام الذي يقوم باستقدام العمال للشركة وللغير حسب الترخيص الممنوح له كما يقوم باستقدام العمالة المنزلية المدربة من كافة الدول المصرح بها، ولتحقيق إدارة اقتصادية لقوى العمل في الشركة بالأساليب الحديثة، وأسست الشركة مكتب التأجير الذي يقوم بتأجير العمالة العادية، أو العمالة الفنية بين أقسام الشركة، وتأجير الفائض لعملاء السوق المحلي بموجب عقود رسمية حسب الأنظمة القائمة، ولتسهيل العمل والإجراءات مع مختلف الجهات ذات العلاقة التي ترتبط بها الشركة سواء كانت حكومية أو غير حكومية، أسست الشركة مكتب الخدمات لمتابعة المعاملات وإنجازها لمختلف أقسام الشركة لدى الدوائر الحكومية المختلفة أو الأفراد والشركات الأخرى، إضافة إلى متابعة التراخيص الخاصة بالشركة، وإنجاز الإقامات، ورخص القيادة للعاملين، ولمن يرغب من أفراد أو شركات أخرى بمقابل حسب الأنظمة.
تسعة أعشار الرزق في التجارة
ولأن التجارة تمثل جانباً حيوياً لا يمكن إغفاله في العمليات الاقتصادية حرصت الشركة على أن يكون لديها قسم تجاري لإدارة عقاراتها، وأداء بعض الأنشطة التجارية الأخرى التي تعزز عمل قطاعات الشركة نظراً لوجود الشركة بعيداً عن مناطق التجارة الرئيسية في المملكة، وتتركز نشاطات هذا القسم في إدارة الأملاك والعقارات المملوكة للشركة وتستثمرها لحسابها، وعقارات الغير (سواء كانوا من عائلة الشركاء أو من غيرهم)، ومتابعة العقارات، والصكوك كنشاط استثماري يدر عائداً للشركة.
وتقوم الشركة بالتجارة في قطاعات الألمونيوم المختلفة الداخلة في تصنيع الأبواب والنوافذ وغيرها من مدخلات المقاولات، ويقوم القسم المختص بهذا الجانب بتوفير القطاعات وبيعها لمصنع الشركة وللغير، وتوجد معارض تجارية خاصة مجهزة لهذا الغرض في المنطقة الصناعية ملحق بها مستودع كبير لتخزين البروفيلات وإكسسوارات البناء المختلفة.
ولأن المواد الصحية جزءٌ لا يتجزأ من عملية الإنشاء والبناء، تقوم الشركة بالتجارة في المواد الصحية الداخلة في نشاط المقاولات مثل المواسير بأنواعها، ومكونات الحمامات، والبلاط القيشاني، واحتياجات الصرف الصحي، والشركة ممثل أو وكيل لبعض المصانع الشهيرة في المنطقة، مما يساهم في توفير هذه المواد المهمة في المنطقة بأسعار مناسبة، وقد قامت الشركة بتجهيز معارض خاصة لعرض هذه المواد في المنطقة التجارية بالمدينة، وأُلحق بها مستودع خاص لتخزين هذه المواد.
المستقبل للعلم والتكنولوجيا
قامت الشركة بالاستثمار في قطاع الكمبيوتر وخدماته بإنشاء قسم خاص لتجهيز الشبكات الداخلية، وبيع وشراء أجهزة الكمبيوتر الشخصية نظراً للحاجة الرئيسية في بداية عمل الشركة لتحويل إدارة أنشطة الشركة إلى النظام الرقمي، وتم تشغيل مهندسين وفنيين مهرة يقدمون خدماتهم لأقسام الشركة المختلفة، وللعملاء من خارجها، وتوسع هذا القسم، وافتتح فرعاً له في مدينة الرياض.
لا مستقبل لمن لا ينتج طعامه من أرضه
كما قامت الشركة أيضاً بإنشاء عددٍ من المشاريع الزراعية لإنتاج القمح والأعلاف، تقع في قرية الأجفر على بعد 130 كم شرق مدينة حائل مساحتها الإجمالية أكثر من 6000 دونم، بلغت الأموال المستثمرة فيها أكثر من سبعة عشر مليون ريال، كما قامت الشركة لاعتبارات فنية باستئجار مشاريع زراعية في مناطق أخرى، لتشغيلها موسماً واحداً أو أكثر من موسم لإنتاج محاصيل زراعية متنوعة.
وقامت الشركة ببناء عددٍ من البيوت البلاستيكية المحمية لإنتاج الخضروات، بلغ عددها أكثر من أربعين صوبة أنشئت في أحد مواقع أحد المشاريع الزراعية المملوكة للشركة.
وأنشأت الشركة عدداً من المشاتل الزراعية المتطورة لإنتاج شتلات الأشجار المثمرة، وتزويد المزارع والبيوت المحمية بالشتلات، ويتم تسويق الفائض من إنتاج المشاتل في الأسواق المحلية.
وفي إطار الإنتاج الحيواني أسست الشركة في مزارعها بمنطقة حائل عدداً من مشاريع التسمين والإنتاج، تضم قطيعاً من 4000 رأس من الأغنام، وعدداً أقل من الأبقار والإبل لتسمينها وإكثارها، وتسويقها في السوق المحلي.
الإدارة العلمية الواقعية
أسلوب عمل لا بديل له
تحتاج شركة بهذا التنوع والطموح إلى جهاز إداري يواكب تطلعات القائمين عليها، ويعمل على تنفيذ السياسات الإدارية والمحاسبية للشركة وإنجاز جميع أعمالها التنفيذية مثل قيود أفرع وأنشطة الشركة والرقابة والمراجعة لجميع مراكز التكلفة محاسبياً، وإدارياً، فكان مفهوم الإدارة في الشركة هو تقسيم العمل من حيث طبيعته إلى قسمين رئيسيين: الأول هو المحاسبة وفيه تتم مراجعة جميع القيود المالية لكل نشاط من أنشطة الشركة بواسطة محاسبين ذوي كفاءة ثم مراجعة المحاسبين وتدقيق عملهم بمعرفة المدقق الداخلي في الشركة، ومن ثم المدقق الخارجي ممثلاً بأحد مكاتب المحاسبين القانونيين.
وتستخدم الشركة أفضل برامج الكمبيوتر وأحدثها في أعمال الحسابات تحت إشراف أحد بيوت الخبرة في مجال البرمجيات وأنظمة الحاسب، لتمكين متخذ القرار من معرفة الوضع المالي والمحاسبي للشركة في أية لحظة، كما يهتم هذا القسم أيضاً بإدارة المستودعات ومراقبتها في جميع الأنشطة إضافة إلى المستودع الرئيسي للشركة.
ويعمل القسم الثاني على مهام الشؤون الإدارية وذلك بمتابعة شؤون الموظفين، وما يخصهم من عقود، وإقامات، ورخص قيادة، وغيرها مما يتصل بذلك من تجديدات، ومخالفات، كما يقوم بمتابعة وتطوير الأداء الوظيفي للعاملين وإعداد الدورات اللازمة للتدريب على رأس العمل، وتحديث البيانات الخاصة بهم دورياً.
إن تجربتنا في تأسيس الشركة العائلية في منطقة حائل هي تجربة رائدة بكل المقاييس، ونتمنى أن تتأسس في المنطقة العديد من الشركات العائلية الأخرى سواء في مجالات عملنا أو أية مجالات أخرى، لأن هذا التكوين الاقتصادي أثبت فاعليته في التنمية الاقتصادية مع لعب دور اجتماعي حيوي في تحقيق الترابط الاجتماعي.