Wednesday 4th May,200511906العددالاربعاء 25 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "ملحق حائل"

مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين بحائل ودوره الإنسانيمركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرعاية الأطفال المعوقين بحائل ودوره الإنساني

حقق العمل الخيري في المملكة نقلة كمية ونوعية يوم وجه جل اهتمامه إلى الاحتياجات الإنسانية الداخلية، فتأسست العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية ذات التنوع الوظيفي لتغطية احتياجات فئات مختلفة هي في أمس الحاجة للدعم والرعاية، وتأسست في هذا الإطار جمعية رعاية الأطفال المعوقين بغرض تقديم الرعاية المتكاملة المجانية للأطفال المعاقين الذين يعانون من الإعاقة المركبة بدءًا من سن الميلاد حتى سن الثانية عشرة ولديهم القدرة على الاستفادة من خدمات الجمعية العلاجية والتعليمية والتأهيلية.
وبدأ تاريخ الجمعية يوم وضع حجر الأساس لمشروع الجمعية الأول في شهر شعبان 1403هـ (مركز رعاية وتأهيل الأطفال المعوقين بالرياض) وقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بافتتاح مركز رعاية وتأهيل الأطفال المعوقين بالرياض في 9 21407هـ نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله.
وقد تم تأسيس مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرعاية المعوقين في حائل امتداداً لخدمات الجمعية وفروعها المختلفة في أرجاء المملكة، وذلك لتقديم الخدمات المجانية المتخصصة لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة للمستحقين للرعاية المكثفة، ولم يكن فرع الجمعية في حائل إلا امتداداً لدعم الدولة غير المحدود للجمعية، حيث كانت الأرض التي أقيم عليها المشروع منحة كريمة منها، وفي إطار المشاركة المجتمعية الإيجابية سارع رجل الخير المعروف الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد بتحمل جميع نفقات الإنشاء البالغة اثني عشر مليوناً من الريالات، وليست هذه البادرة الوحيدة في تاريخ هذا الرجل الوطني المعطاء، وقد أصر على إطلاق اسم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على هذا المركز تقديراً لدور سموه في دعم العمل الخيري.
ويقع المشروع في منطقة متميزة بمدخل مدينة حائل الجنوبي على طريق المدينة وهو أحد أهم الطرق الرئيسية في المدينة على مساحة أرض تبلغ 11900 متر مربع، إجمالي مسطحات المباني عليها 5200 متر مربع، يحتل الدور الأرضي من المبنى الرئيسي 5000 متر وبقية المباني الملحقة تبلغ مساحتها حوالي 300 متر مربع، وهذا الحجم من المباني يسمح باستيعاب مائة وخمسين طفلاً كطاقة تشغيل يومية، ويفي ذلك بالحاجات الآنية والمستقبلية المتوقعة لخدمة مختلف فئات المعاقين الذين يمكن للمركز خدمتهم، وسوف يبدأ المركز في تطوير خدماته خلال السنوات الخمس الأول من بدء تاريخ التشغيل ليصل إلى طاقة التشغيل القصوى في نهاية هذه المدة.
ويتكون المركز من خمس وحدات رئيسية هي:
1 القسم الطبي:
ويضم الاستقبال والعيادات الاستشارية وعيادة العلاج الطبيعي، وعيادة العلاج الوظيفي، وعيادة علاج عيوب النطق والكلام، والعيادة النفسية، وعيادة الأسنان، والورش الطبية.
2 القسم التعليمي:
ويتكون من وحدات الطفولة المبكرة، والتمهيدي، والفصول التعليمية، وقاعات الأنشطة التعليمية.
3 قسم الخدمة الاجتماعية.
4 الخدمات التعليمية والتأهيلية التكميلية.
5 إسكان الأطفال المنومين بطاقة استيعابية 24 طفلاً.
هذا بالإضافة لمسكن للموظفات والمناوبات؛ كما أن المباني الملحقة تضم جميع أنواع الخدمات المساندة الضرورية لتشغيل المركز بكفاءة عالية، كما تضم ورشاً للصيانة، والمخازن، والكراج.
وقد بدأت الأعمال الإنشائية بعدما أنهى المصمم الهندسي مكتب الزيد للاستشارات الهندسية التصميمات الهندسية الكاملة، وتسلمت شركة فهد بن عبدالكريم المعجل وإخوانه العمل بتاريخ 562004م بعدما رسا عليها العطاء بتكلفة اقتصادية بلغت 10582722 ريالاً وخصم خاص قدره 10% من قيمة التعاقد، وتحدد للمشروع مدة تعاقدية للتنفيذ مقدارها 540 يوماً، أي ثمانية عشر شهراً؛ بحيث يكون التسليم الابتدائي في 412 2005م بمشيئة الله تعالى، وقد انقضى من هذه المدة أكثر من نصفها، وقد تم إنجاز أكثر من ربع الأعمال على أن يتم تعويض التأخير في المرحلة الأولى في المرحلة الزمنية المتبقية، ويشرف على التنفيذ إعمار للاستشارات العمرانية.
ومركز حائل هو المركز السادس في سلسلة مراكز الجمعية بعد مراكز الرياض ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة والجوف، وذلك في إطار أهداف الجمعية من خلال إستراتيجية متكاملة تتصدى لقضية الإعاقة وتشمل عدة محاور تتمثل في إنشاء المراكز المتخصصة لتوفير الخدمة الشاملة المجانية للطفل المعاق سواء كانت علاجية، أو تعليمية، أو تأهيلية، ومساندة أسرته في التعايش مع الإعاقة وطرق التعامل معها، والقيام بدور فعال في مهمة تثقيف وتوعية المجتمع بمسببات الإعاقة، وطرق الوقاية منها بقصد تكوين مواقف إيجابية للتعامل مع الإعاقة وقاية وعلاجاً، وبما يؤدي إلى الحد من انتشارها وتفادي حدوث الكثير منها، والمساهمة في بناء قاعدة معلومات علمية لبرامج رعاية المعوقين، ودعم البحوث والدراسات في هذا المجال من خلال مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وهو المركز العلمي الذي أسسته الجمعية لتحقيق هذا الهدف.
وتعتمد الجمعية وسائل علمية وعملية لتحقيق أهدافها مثل استقطاب الكفاءات المتخصصة في جميع مجالات الإعاقة سواء من داخل المملكة أو من خارجها، والاهتمام ببرامج التدريب والتأهيل وابتعاث منسوبي الجمعية، وإنشاء عدد من مراكز الرعاية والتأهيل والعلاج المتخصصة في مناطق المملكة وتزويدها بأحدث التقنيات والإمكانات، ثم استثمار الدراسات والبحوث التي يعدها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لوضع الأساس العلمية للوقاية والرعاية وتوفير قاعدة معلومات متخصصة عن الإعاقة والمعوقين في المملكة، كذلك التعاون مع المؤسسات والمنظمات والمصالح الحكومية والأهلية في كل ما من شأنه الاهتمام بالأطفال المعوقين، وإقامة المؤتمرات والندوات العلمية التي تسلط الضوء على هذه الفئة من المجتمع والمشاركة في مختلف الأنشطة ذات العلاقة، وتفعيل دور المتخصصين وإتاحة الفرصة لهم للعمل في مختلف مرافق الجمعية والاستفادة من خبراتهم المتميزة في برامجها المتعددة.
ولتعميق كل هذه الفعاليات وضمان استمرارها سعت الجمعية لإحداث نقلة رئيسية في أسلوب التمويل من خلال تنمية الموارد عبر أوقاف شرعية خيرية في المدن التي توجد بها المراكز لتأمين مصادر الدخل والتمويل الثابت لدعم الخدمات المجانية والأنشطة التي تقدمها هذه المراكز.
لقد حرصنا في شركة فهد بن عبدالكريم المعجل وإخوانه على أن نقوم بتنفيذ هذا المشروع بغض النظر عن حسابات المصالح، إدراكاً منا لحساسية هذا المشروع وأهميته على المستويين الإنساني والاجتماعي، ولقناعتنا بأن رأس المال الوطني يجب أن يلعب دوراً مباشراً وغير مباشر في التنمية على مختلف الأصعدة، ومهما كانت الأساليب، وأياً كانت الأعباء، فالمشاركة في مثل هذا العمل هو شرف من ناحية، ومن ناحية أخرى هو مشاركة إيجابية في فعل الخير تجاه فئة ضعيفة حساسة، تحتاج إلى الوقوف بجانبها من جميع أفراد المجتمع، الذي يقول عنه رسولنا الكريم كما جاء في صحيح مسلم.
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، أو كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).

مهندس نبيل عبدالكريم المعجل
مهندس ميكانيكا ومدير مصنع حائل للخرسانة الجاهزة والطابوق

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved