حين يتحول الحلم إلى حقيقة

جميلة هي الأيام حين تحمل بين طياتها الفرح والعطاء مثل الأيام التي نعيشها الآن بما تحتويه من أحداث تمثل في عمر الزمان محطة تاريخية ستبقى في الذاكرة ما بقي على هذه الأرض بشر.
إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام يحفظه الله لمنطقة حائل إذ تصنع تاريخاً لهذا الوطن، تحفر في القلوب شاهد حب لأولي الأمر الأوفياء كنبت طيب مبارك نما واستطال حتى لامس الغيوم.
وليست زيارة سموه مجرد زيارة عابرة لمنطقة تحظى برعايته بل امتداد لاهتمام قديم، ورعاية مستمرة للوطن وأبنائه، تتجلى اليوم حين تضع يده الكريمة حجر الأساس في موقع البناء لأمل يتحول لعمل، فيُخرج مستشفى حائل التخصصي سعة 500 سرير، والذي كان حلماً طالما راود أبناء المنطقة فإذا يد سموه الكريمة تخرج هذا الحلم من حيز الأحلام ليصبح واقعاً فعلياً؛ حتى ينال أبناء حائل حظهم من الرعاية الصحية المتقدمة المتخصصة داخل منطقتهم دون الحاجة لمعاناة الانتقال والسفر سواء للداخل أو الخارج، وها هو الحلم يتجسد على أرض الواقع، ليصبح وجوداً تتحقق فاعليته عبر البناء والتأسيس والتجهيز الذي لم تقصر الدولة وأولو الأمر في دعمه بالمال والإمكانات الفنية والبشرية على أحدث وأرقى النظم.
ويمثل هذا المستشفى علامة فارقة في تاريخ المنطقة الصحي، وهو نتاج مباشر لاهتمام جاد من أمير منطقتنا بالاحتياجات الصحية، وإدراكه الناضج والواضح لطبيعة هذه الاحتياجات، وأساليب العمل والاتصال لتحقيقها، فكان تواصله مع معالي وزير الصحة، وصيغة التفاهم الراقية، ووضوح الرؤية وتكامل التنسيق هي الأدوات الفعالة في دعم الخدمات الصحية في المنطقة ليس بهذا المستشفى فقط بل بالعديد من الاحتياجات والإمكانات التي صنعت نقلة كمية ونوعية في الخدمات الصحية، ظهر أثر بعضها بالفعل مثل خدمات مستشفى النساء والولادة، وتطوير مستشفى حائل العام، ومستشفى الملك خالد، والبعض الآخر قيد التنفيذ مثل سلسلة المستشفيات الطرفية الجاري بناء بعضها بالفعل، والتخطيط للبعض الآخر؛ كذلك حصة حائل السخية من المراكز الصحية في إطار مشروع الملك فهد الوطني لإنشاء شبكة المراكز الصحية في المملكة، ناهيك عن التغير النوعي الذي طال الخدمة الصحية في المنطقة نتيجة دعمها بعدد لم تحظ به من قبل في مختلف التخصصات بدءًا بالاستشاريين، ومروراً بمختلف التخصصات، وصولاً إلى التمريض، ودعم جميع عناصر العمل الصحي.
لقد مكننا الله بفضل دعم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة حائل، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود نائب سموه، والتفهم العميق من جانب الدكتور حمد بن عبدالله المانع معالي وزير الصحة لاحتياجات المنطقة من إحداث نقلة حقيقية في الخدمات الصحية في منطقة حائل.
وإذ يشرف هذه الديار سمو النائب الثاني، فإن وجوده الكريم يضفي علينا فرحاً، ويده النبيلة تُتوج جهود مرحلة إذ تضع حجر الأساس للمستشفى التخصصي حلم أبناء المنطقة ليتحول الحلم لحقيقة تمثل درعاً لحماية صحة أبناء الشمال كلهم، ولتبدأ بإذن الله مراحل جديدة من العطاء والبناء تحت راية لا إله إلا الله، ورعاية أولي الأمر من آل سعود الأوفياء الذين نجدد لهم عهد الوفاء والحب.