Wednesday 4th May,200511906العددالاربعاء 25 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "ملحق حائل"

إطلالة الخيرإطلالة الخير
الدكتور عبد الله بن طلق العنزي (*)

تستقبل منطقة حائل هذه الأيام الربيعية الجميلة صاحب الشمائل الجميلة والأيادي البيضاء لبلده ووطنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فأهلاً ومرحباً بك في بلدك وبين أهلك وعشيرتك. يا صاحب السمو، ترحب المنطقة جميعاً بكم وبجميع ولاة أمرنا؛ لما أسدوه لهذا الوطن بعد الله جل وعلا من أمن وأمان ورخاء وسعة رزق واطمئنان وراحة بال، إلا أنه لا يدرك هذا إلاَّ مَن افتقده، فلا يدرك قيمة الصحة والعافية إلا المريض، ولا قيمة الأمن والأمان إلاَّ مَن يتخطفه العدو ويحيق به الخوف من كل جانب.
ونحن - والحمد لله - تحت ظل قيادتنا الرشيدة التي أسس قواعدها صقر الجزيرة عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ثم أولاده وأحفاده من بعده نعيش عقيدة التوحيد التي هي سبب كل خير واستقرار. لقد كنا من قبل في جاهلية وتناحر وبلاء بسبب بُعدنا عن العقيدة الصحيحة الصافية، ثم جدَّد لنا هذا الدين الملك عبد العزيز رحمه الله، فأصبحنا ننعم بنعم كثيرة وخيرات وفيرة لم تتحقق لكثير من أقطار العالم شرقاً وغرباً. ومن أهم هذه النعم الأمن وصفاء المُعتقَد والوحدة الوطنية، وهذا ما أوغر صدور الأعداء، وأغاظ قلوب الفجار، وأظهر حسد الأشرار، فأخذوا يكيدون لهذه البلاد وأهلها، وقد فكَّروا وقدَّروا، وبئس ما قدَّروا، فجندوا بعض أبناء هذه البلاد والعاقين المخدوعين ليكونوا حرباً في صدور وطنهم وأمتهم، فخرجت علينا فئة ضالة اتخذوا الإفساد في الأرض مطية لهم وسلاحاً، فقد ضلوا الطريق، واستحلوا دماء الأبرياء، وروَّعوا الآمنين، واعتدوا على حقوق الآخرين. وأهداف هؤلاء معروفة، ونواياهم مكشوفة، وهي زعزعة الأمن والاستقرار في هذه البلاد، لكن ديننا الإسلامي ينهى عن الاعتداء وتخويف الآمنين والمعاهدين وقتل الأبرياء وإرقة الدماء، ولقد حذَّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ترويع الآمنين فقال صلى الله عليه وسلم: (مَن أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه). فكيف بمَن يعمل مثل هذه الأعمال الشريرة. إن القتل من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب وأشد الآثام، بل أعظمها بعد الشرك، وإن جريمة القتل تعكير لأمن الحياة واستقرارها وهدم لعمارة الكون، قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما يُقضى بين الناس في الدماء)، وقال: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لَزَوال الدنيا أهون على الله من إراقة دم مسلم)، وقال أيضاً: (مَن خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية).
إن الأمن نعمة عظيمة امتنَّ الله بها على عباده، فقال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} . والأمن لا يتحقق إلا بالإيمان والعمل الصالح والتقوى والصلاح وعدم الاعتداء على الآخرين. وبتكاتفنا مع قيادتنا الرشيدة ستنقلب حراب هذه الفئة الضالة إلى نحورهم، ويحيق بهم باطلهم، ويهلك مَن هلك منهم ويتشرد البقية، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعقلون. وعلينا جميعاً أن ندافع عن وطننا وأمتنا بصدق، وأن نتماسك مع قيادتنا، ولا نرضى أن تُمسَّ بلادنا ولو بشعرة أو قطرة من سوء، وسندافع بكل ما نملك صغاراً وكباراً عن كل ذرة من تراب وجود هذا الوطن. علينا أن نتحدث عن أمجاد هذا الوطن، والسعي إلى تحقيق تطوره، والإسهام الفاعل كلُّ شخص حسب استطاعته في رفع شأنه في جميع المجالات.
علينا جميعاً ألاَّ نترك للعابثين والسفهاء والمفسدين المجرمين والإرهابيين أي فرصة، وأن نكون يداً واحدة على مَن نصب العداء لهذا الوطن وهذه الأمة، وإذا كنا كذلك فإنه لا يستطيع أي كائد اختراق صفوفنا والمساس بأمننا.
مرة أخرى، صاحب السمو حيَّاكم الله في بلدكم وبين أهلكم، ونحن معكم، ونسأل الله أن يجنب هذه البلاد خاصة وحكامها وبلاد المسلمين عامة كل سوء ومكروه، وأن يُعزَّ ولاتنا ويحفظهم ويحفظ بلادنا من كيد الكائدين وعبث العابثين، وأن يصلح شأن جميع المسلمين.

(*)مدير إدارة شؤون الطلاب بالإدارة العامة للتربية والتعليم بحائل

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved