جمعية الأطفال المعوقين مسيرة عطاء لا ينضب
عبدالسلام سليمان العامر (*)

قبل عشرين عاماً من هذا اليوم دشن أول مركز لرعاية الأطفال المعوقين بعد توالي انتشار فروع متعددة للجمعية حتى وصلت المحطة السادسة وهو مركز الأمير سلمان للأطفال المعوقين بحائل الذي تبرع بإنشائه معالي الدكتور ناصر إبراهيم الرشيد أحد أبناء حائل الأوفياء الذي حمل هذه الرسالة الإنسانية النبيلة ودعمها كما دعم من قبل مجالات إنسانية أخرى وكذلك المسيرة التي تعمق الروابط الاجتماعية وتعزز التكافل الاجتماعي وتكتب بماء من ذهب فوق جبين كل الأخيار من أبناء هذا المجتمع سواء من دعم مادي أو معنوي.
ما تقدمه جمعية الأطفال المعوقين من جهود رائعة إنما هو عمل إنساني نبيل تهدف إلى رفعة شأن المعاق في مجتمعه وهي بذلك تكمل دور الدولة وتوجهها تجاه هذه الفئة العزيزة على قلوبنا جميعاً وإن كان لابد لي من ذكر فأذكر بالخير دوماً الأمير الإنسان وأب المعاقين ونصيرهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة الجمعية الذي لا يكل أو يمل بل مبدؤه عالٍ كهامته وأفقه واسع كجهده المنظور، وله دور كبير في رقي وتقدم خدمات الجمعية وتوسعها بل هو من يحمل هموم هذه الفئة، وحين أنظر له أرى في ملامح وتعابير وجهه السعادة تجاه طفل يخطو أو يتناول طعامه أو يمسك بقلمه فتلك هي سعادته والعاملين معه تلك ليست مجاملة لشخصه الكريم بل يستحق أكثر من ذلك، ومراكز الجمعية حققت مكانة مرموقة في البلدان المتطورة، ويقتصر دور الجمعية على تقديم الخدمات العلاجية والتربوية والتأهيلية بل إن مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة كان له دور في تطوير خدمات رعاية المعاقين من خلال ما قام به من تنظيم مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية وقدم الدراسات والأبحاث العلمية لتطوير خدمات المعاقين وكذلك الحد من انتشار الإعاقة بالوقاية منها وآخرها هي الفحص الطبي المبكر قبل الزواج وهي نقلة حضارية كبيرة اتخذتها وزارة الصحة بالتعاون وسعي مركز الأبحاث إلى فرض إلزامية الفحص الطبي قبل الزواج وبالفعل تم تطبيقه مع مطلع عام 1425هـ ولا أنسى دورها الحيوي والمهم وهو نشر الوعي لكافة أفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتناول قضايا المعاقين واحتياجاتهم وهمومهم ومعاناتهم.
ونحن نحط الرحال في المحطة الإنسانية السادسة من مراكز الجمعية وهو مركز الأمير سلمان ن عبدالعزيز والذي سيحتاج إلى وقف خيري لكي يكون سنداً له في عملية التشغيل المستقبلية لذا نعلق آمالاً كبيرة تعقد على ذوي الأيادي البيضاء السخية والقلوب الرحيمة من أحفاد حاتم الطائي بأن يمدوا يد العطاء لواحة الخير لإنشاء واحة الخير في حائل لتكون معلماً إنسانياً حضارياً يعود بالنفع على هذه الفئة العزيزة والغالية على قلوبنا جميعاً.