الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد: فقد جاءت الشريعة الإسلامية موضحة حق كل فرد في المجتمع على اختلاف درجاتهم وتنوع مسؤولياتهم مبينة أن القيام بتلك الحقوق كفيل بحفظ المجتمع وازدهاره في جميع نواحي الحياة وتحقيق أعلى درجات السعادة ويأتي في مقدمة تلك الحقوق وأهمها حق ولاة الأمر الذي أنزل الله فيه قرآناً يتلى. (وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم). وأوجب النبي صلى الله عليه وسلم طاعتهم وتنفيذ أوامرهم ما لم تخالف نصاً صريحاً من كتاب أو سنة بل أكد الشرع المطهر على طاعة ولي الأمر حتى لو كان جائراً يصل جوره وظلمه إلى أخذ المال وضرب الظهر، وحتى لو ارتكب من المنهيات ما يكون دون ترك الصلاة بما يعطي دلالة واضحة وتأكيداً شرعياً بوجوب السمع والطاعة والقبول والإنقياد لما يأمر به ولي الأمر أو ينهى عنه. وعند تأمل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر ولو حصل منه ذلك مع ما ورد في الحث على حفظ المال ومشروعية الدفاع عنه وحصول من قتل دونه على الشهادة التي هي أعلى الدرجات والمراتب الموصلة إلى دخول الجنة يظهر عظم حق ولاة الأمر. ونحن في هذه البلاد المملكة العربية السعودية قد مَنَّ الله علينا بولاة أمر حكموا فينا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وجعلوهما دستور هذه البلاد ومرجع الحكم والتحاكم وكل نظام يصدر لا بد أن يكون مستمداً من هذا الدستور الرباني متفقاً مع ما ورد فيه أمراً ونهياً. وهم مع ذلك أصحاب فطر سليمة وعقائد مستقيمة تعلموها ونشأوا عليها منذ نعومة الأظفار. وهذا سبب رئيسي لما وضع الله لهم من القبول والمحبة والإنقياد والطاعة نسأل الله أن يثبتهم على ذلك، وهذا بلا شك يوجب زيادة في وجوب السمع والطاعة والنصح والتعاون. وقد دأب ولاة الأمر وفقهم الله على القيام بزيارات تفقدية لأبناء الشعب في كافة مناطق المملكة يتم خلالها تلمس احتياجات المواطنين واعتماد ما يلزم لهم من مشروعات خدمية وتوثيقاً لعرى التواصل بين ولي الأمر والمواطن. ومنطقة حائل واحدة من مناطق المملكة التي يهتم ولي الأمر بتلمس احتياجاتها وتوفير متطلبات أهلها. وفي هذه الأيام غمر أهل حائل فرح وسرور مقرون بفخر واعتزاز عندما علموا بنبأ زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام للمنطقة وهو ما يعكس ولاءهم لولاة أمرهم ومحبتهم لهم. ولا شك أن لزيارة سموه الكريم للمنطقة أثراً كبيراً في إقامة المشاريع التنموية والحضارية والتوجيه بتوفير احتياجات المنطقة وتذليل الصعوبات التي قد تواجه المواطن الذي هو مصب اهتمام كافة المسؤولين إضافة إلى ما في هذه الزيارة من طرح أفضل نموذج لتواصل المسؤول مع المواطن والتي يسعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل وسمو نائبه لتنميتها وترسيخها لدى جميع أفراد المنطقة. إن هذه الزيارة تعد فخراً لمنطقة حائل التي لا تبخل في استقبال ضيوفها بكرمها الحاتمي الأصيل. وإن مشروع الإسكان الخيري لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان في مدينة الحائط الذي سيتم افتتاحه أثناء هذه الزيارة المباركة لهو دليل واضح لسعي سموه المتواصل في العمل الخيري وتلمس احتياجات المحتاجين والمسح على رؤوس الأيتام والأرامل والعاجزين ولسموه الكريم في هذا الميدان شواهد شاهقة وواضحة للجميع في داخل البلاد وخارجها. وإن سموه الكريم ليعطي في ذلك قدوة حسنة ودلالة لكل قادر على فعل الخير والبر والإحسان في شتى طرقه وتعدد أنواعه. إننا في هذه المملكة المباركة قيادة وشعباً نعيش عيشة السعداء تطبيقاً للشريعة السمحة وأمناً واستقراراً وخدمات متكاملة بمستوى جيد في غالب الاحتياجات وحضارة وعيشاً هنيئاً. وهذه لم تتحقق وتكتمل إلا بعد جهد جهيد ودراسة وتخطيط وتضحية وإنفاق لآلاف المليارات من الريالات خلال أعوام عديدة وهي ثمرة لجهود متعاقبة ومكتسبات ثمينة يجب على كل فرد من أفراد الشعب المحافظة عليها والدفاع عنها بكل ما يستطيع ويقدر عليه، وقد جاءت الشريعة السمحة بما يوجب ذلك ويحذر من التعدي عليه والمحافظة عليها كالمحافظة على النفس فلا يجوز لأحد إلحاق أي أذى في الممتلكات والمصالح العامة من المباني والأجهزة وغيرها. ومما يؤسف له ما حصل من فئة ضلت طريق الهدى وخرجت على شرع الله فاعتنقت فكراً ضالاً أعمى أصحابه بعد الهدى وأغلقت قلوبهم عن قبول الحق واتباعه فاستحلوا الدماء المعصومة وسعوا في الأرض فساداً لم يسبقوا لمثله فأزهقوا الأرواح وفجروا الممتلكات العامة وأخافوا الآمنين. أساءوا إلى الإسلام وشوهوا صورته لدى معتنقي كافة الديانات وصدوا من انتشار الدعوة الإسلامية وحجموا العمل الخيري طغيان وإفساد وضلال وإجرام لم يسبق لمثله أحد من أبناء المسلمين خدموا أعداء الإسلام ودفعوهم بما يرتكبونه من أفعال للنيل من الإسلام والتعدي على حرمته وإن واجب كل مسلم الوقوف ضدهم وبيان فساد وقبح مسلكهم وتحصين الناشئة من أن ينخدعوا بفعلهم والتعاون مع ولاة الأمر للكشف عن مواقعهم وعدم التستر على أحد منهم ولو كان أقرب قريب فذلك من التعاون على الإثم والعدوان ومساهمة في سفك الدماء ونشر الرعب والإفساد في الأرض ومحاربة الله ورسوله ومن فعل ذلك فهو داخل في لعنة الله نعوذ بالله من ذلك حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من آوى محدثاً). ومما يطمئن النفوس وقوف المجتمع بكافة شرائحه ضدهم وتحذيره من أفعالهم. وكان لرجال الأمن والعلماء والدعاة وخطباء المساجد وأئمتها مواقف متميزة في التصدي لهم ودحض شبههم وبطلان فكرهم كما كان لفرع الوزارة في منطقة حائل تركيز على هذا الجانب حيث تجاوز ما قام به من ندوات ولقاءات ومحاضرات وكلمات وإصدار وتوزيع كتب وأشرطة ومعلومات الـ (000.200) مائتي ألف عمل. مما كان له مساهمة فعالة في تصحيح المفاهيم وإحداث القناعات بجرم ما ارتكبته تلك الفئة من الكفر والضلال والظلم والطغيان. نسأل الله أن يحفظ بلادنا وعلماءنا وولاة أمرنا وأن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم، وأن يديم الأمن والاستقرار في ربوع مملكتنا وختاماً نثني بالترحيب بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ونرجو له طيب الإقامة بين إخوانه وأبنائه ومحبيه في هذه المنطقة الغالية. وصلى الله على نبينا محمد وسلم،،،
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعـوة والإرشاد في منطقة حائل |