* كتبت - وسيلة الحلبي: رعت حرم خادم الحرمين الشريفين سمو الأميرة الجوهرة إبراهيم البراهيم مساء أمس الثلاثاء في مدينة الملك فهد الطبية حفل تخريج الدفعة الثامنة من الطبيبات والصيدلانيات الحاصلات على شهادة الاختصاص السعودية، وذلك في القاعة الرئيسية وقد كان في استقبال سموها الدكتورة صباح أبو زنادة رئيس المجلس العلمي للتمريض. والهيئة الأكاديمية وسيدات المجتمع من كبار المدعوات من الأميرات والعميدات والكاتبات والمسؤولات في القطاعات المختلفة. وقد بدئ الحفل بالقرآن الكريم ثم ألقت الدكتورة صباح أبو زنادة كلمة أمين عام الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وجاءت كما يلي: صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم - حرم خادم الحرمين الشريفين، صاحبات السمو، صاحبات المعالي، صاحبات السعادة، أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يسرني في هذه الليلة المباركة ونيابة عن أعضاء مجالس الهيئة المختلفة أن أتقدم لصاحبة السمو الأميرة الجوهرة البراهيم بوافر الشكر وفيض التقدير والامتنان على رعاية سموها حفلنا هذا. صاحبة السمو: إن تشريف سموكم حفلنا يمثل لفتة كريمة هي محل تقدير واعتزاز من الجميع كما أنه يدلل على حرصكم على المتابعة والتكريم والتشجيع لبناتكم الطبيبات على بذل المزيد من الجهد والعطاء في بلد الخير والنماء ومشاركتهن وأمهاتهن فرحة التخرج. صاحبة السمو.. أيها الحفل الكريم: في هذا اليوم المبارك نشهد إنجازاً يعكس حجم التقدم الهائل في أحد مجالات الحياة الهامة وهو المجال الصحي حيث نحتفل بتخريج الدفعة الثامنة من الطبيبات والصيدلانيات الحاصلات على شهادة الاختصاص السعودية والبالغ عددهن (76) ستاً وسبعين طبيبة وصيدلانية جلُّهن من السعوديات بالإضافة إلى أخوات لهن من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية والإسلامية، وبذلك يرتفع عدد الخريجات والخريجين الحاصلين على شهادة الاختصاص السعودية ليبلغ منذ إنشاء الهيئة (1337) ألفا وثلاثمائة وسبعة وثلاثين خريجاً وخريجة في (22) اثنين وعشرين اختصاصاً صحياً متضمنا الدفعة الثامنة من الحاصلين على شهادة الاختصاص السعودية والذين احتفلت الهيئة بتخريجهم الأسبوع الماضي بعدد إجمالي بلغ (137) مائة وسبعة وثلاثين طبيباً وصيدلانياً وقد أنهت هؤلاء الخريجات برنامج التدريب المنصوص عليه في لوائح الهيئة بما تلقينه من الدراسة والتدريب والممارسة العملية في جميع التخصصات الدقيقة في مجال تخصصاتهن لمدد تتراوح بين أربع إلى ست سنوات في التخصصات العامة بالإضافة إلى سنتين إلى ثلاث سنوات لمن حصلت على شهادة الاختصاص السعودية في تخصص دقيق بعد إكمال التخصص العام.. هذا وقد اكتسبت الخريجات بذلك الكثير من العلوم والمهارات لينضممن لمن سبقهن من زميلاتهن ليشاركنهن خدمة دينهن ثم مليكهن ووطنهن وقد جاء استحداث برنامج طب الطوارئ والعناية المركزة للأطفال اللذين نحتفل بتخريج الدفعة الأولى من خريجيهما هذه الليلة لتعويض الكفاءات الوطنية النادرة في هذين التخصصين. أيها الحفل الكريم: لا تزال الهيئة بإذن الله تواصل مسيرتها الطموحة في تحقيق أهدافها المرسومة لها في هذا المجال المهم مجال التدريب للاختصاصات الصحية حيث تمكنت بفضل من الله ثم رعاية كريمة من ولاة الأمر يحفظهم الله وجهود المخلصين من أبناء هذه البلاد وتعاون لا مثيل له بني القطاعات الصحية المختلفة تمكنت من إعداد وتطبيق (36) برنامجاً تدريبياً تميزت بالقوة والطموح وتشكيل مجالسها ولجانها العلمية من كفاءات سعودية مؤهلة تأهيلاً عالياً وبحول الله فإن النية معقودة على استحداث تخصصات جديدة كل عام حسب أولوية الحاجة لتنمية الكوادر الصحية المؤهلة في بلادنا وتوفر الإمكانات الضرورية لمساندة هذه البرامج. وتكتسب هذه البرامج التخصصية أهمية بالغة لكونها تدار بأيد وطنية وتطبق بمعايير مهنية عالية وتتيح الفرصة للطاقات الوطنية لنيل التدريب في وطنهم وبين ذويهم حيث تتوافر البيئة والظروف المناسبة خاصة للعنصر النسائي مما يغني عن استقدام الكفاءات الأجنبية في المستقبل ويحد من الإنفاق على الابتعاث الخارجي، والذي لم يعد أصلاً ميسوراً في وقتنا الراهن. صاحبة السمو.. أيها الحقل الكريم: أتوقف لحظة لأزف تهنئة قلبية صادقة للمحتفى بهن ولأشد على يد كل منهن مباركة هذا الشرف الذي نلنه عن جدارة واستحقاق أخواتي الخريجات : إن العلوم الطبية هي من أرقى وأسمى العلوم التي يمارسها الإنسان في هذا الكون على مر عصوره وفي الوقت نفسه هي من الفنون التي يبرع الممارس فيها من خلال التفكير والتمحيص والقراءة المستمرة فيها للإلمام بمهارات عالية وتقنية معقدة فباطنها الرحمة وظاهرها العمل على شفاء المريض من معاناته وذلك في عالم تتجدد فيه المعلومة مع إشراقة شمس كل يوم كما أود التذكير بأن الآداب المهنية وأخلاقيات ممارسة مهنة الطب تنبع من تعاليم الإسلام الحنيف إذ يجب أن تتصف الطبيبة المسلمة بالإخلاص والأمانة والصدق ومحبة الغير والصبر والتواضع، وإنكار للذات ورحمة بالناس جميعاً دون تمييز. كما أن على الطبيبة واجبات نحو مجتمعها ومرضاها وزميلاتها في المهنة عليها مراعاتها وعليها أن لا تتوقف عن التعليم مدى الحياة فالاستزادة من العلم إلى جانب قيمتها التطبيقية في التشخيص والوقاية والعلاج هي في ذاتها عبادة وامتثال لهدي القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}. وعلى الطبيبة الطموحة التسلح بسلاح الإبداع من خلال مواصلة الأبحاث في مجال اختصاصها وفق الضوابط الشرعية وذلك بالتعاون مع زميلاتها في المهنة، في سبيل التوصل إلى اكتشافات جديدة، تفتح آفاقا رحبة لعلاج أمراض مستعصية وتحقق إنجازات علمية وتقنية واسعة في مجال العلاج والوقاية. صاحبة السمو .. أيها الحفل الكريم: بتوجيهات كريمة ورعاية دؤوبة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وإشراف مباشر من قبل معالي وزير الصحة ورئيس مجلس أمناء الهيئة ستواصل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية - بإذن الله- تحقيق المهام والمسؤوليات التي تضطلع بها على أكمل وجه ويحقق آمال وتطلعات ولاة الأمر -يحفظهم الله- ولا يسعني في ختام هذه الكلمة إلا أن أتقدم لراعية الحفل سمو الأميرة الجوهرة البراهيم بالشكر الجزيل والتقدير لرعايتها لهذا الحفل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك تشرفت الخريجات وعددهن 76 طبيبة يمثلن 12 تخصصاً منها الأسنان والصيدلة باستلام الشهادات من سمو الأميرة. ثم بعد ذلك ألقت سمو الأميرة الجوهرة البراهيم كلمتها الضافية جاء فيها: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أما بعد: أيها الأخوات الكريمات بناتي الخريجات: أحييكن بتحية الإسلام تحية مباركة من عند الله فسلام الله عليكن ورحمته وبركاته. يسرني أن أكون بينكن في هذه المناسبة الطيبة حيث تحتفل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بتخريج الدفعة الثامنة من الطبيبات والصيدلانيات الحاصلات على شهادة الاختصاص السعودية لنقطف جميعاً ثمار جهود كبيرة بذلت حتى غدت حقيقة مترجمة على الواقع نلمسها جميعاً. أخواتي الخريجات: يطيب لي أن أشارككن فرحة هذه المناسبة وقد أكملتن البرامج التدريبية التي رفعت من قدراتكن إلى المستوى الذي تطمحن إليه، مهنئة إياكن على هذا الإنجاز الذي حققتموه في مثابرة طيلة فترة الدراسة والتدريب والتأهيل حتى تخصصتن في أحد المجالات الطبية وأصبحتن مؤهلات للانضمام إلى أخواتكن في القطاع الصحي لتنلن شرف خدمة دينكن الحنيف ثم مليككن المفدى ووطنكن الغالي ولتبدأن مرحلة التحصيل الذاتي والعمل بمدارك واسعة وأذهان متفتحة سلاحكن الإيمان والعلم، للمساهمة في البناء والتنمية مع التركيز على دوركن الأهم في تنشئة الأجيال وتربية الأبناء قوامها الصلاح والاستقامة، وفي ذلك البناء الحقيقي مع التمسك بواجبات الدين وفروضه. أيها الحفل الكريم: لا شك أن مجال الرعاية الصحية كان ولا يزال محط اهتمام ولاة الأمر -حفظهم الله- منذ عهد المؤسس الأول المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- حيث أصبحت الرعاية الصحية ولله الحمد مفخرة لأبناء وبنات هذا الوطن، وكل هذا يعود إلى فضل الله وتوفيقه أولاً ،ثم إلى القواعد الراسخة المستلهمة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- والتي سارت عليها دولتنا منذ تأسيسها وحتى هذا العهد الزاهر بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حيث تنعم المملكة بحمد الله بكافة الخدمات الصحية في المملكة مضرب الأمثال ونموذجا يحتذى به في كافة دول العالم، وبشهادة الجميع سواء في مراحل الوقاية أو العلاج أو التأهيل على حد سواء وفي كل التخصصات الصحية. أيها الحفل الكريم: لقد أخذ دور الهيئة السعودية للتخصصات الصحية يحتل موقعه الهام في خريطة المجال الصحي مشكلاً واحدةً من الركائز الكبرى لتنمية القوى البشرية معقودة بها لتوسع من حجم أعمالها كي تلبي المطالب المتزايدة والتوظيف الفاعل للأعداد المتنامية من الأطباء والطبيبات السعوديات. ان العلم والمعرفة أساس لرقي الأمم وازدهارها وقد حث ديننا الحنيف الحنيف على الاستزادة من العلم والاستكثار منه حيث قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} ويختص الطب بمزيد من الأهمية بين باقي العلوم وقديماً قد قيل (العلم علمان: علم أديان وعلم أبدان) ومن هذا المنطلق أولت الدولة - أيدها الله - دعماً خاصاً للمسيرة التعليمية ولقطاع التعليم العالي الصحي بشكل خاص وبخاصة ما يتعلق منه بتعليم المرأة هادفة من ذلك إلى تأهيل بناتها لتحقيق اكتفاء وطني في مجال القوى العاملة والمدربة والاستفادة من الكفاءات والكوادر المؤهلة في كل ما من شأنه تحقيق النفع للوطن والمواطن على حد سواء لخططها المتعلقة بسعودة كافة القطاعات المختلفة. فنسأل الله تعالى أن يديم على هذه البلاد أمنها وعزها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة وتحكيمها لكتاب الله وسنة رسوله الأمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وفي ختام الحفل تم تكريم سمو الأميرة الجوهرة على مستوى الهيئة السعودية وذلك بتسليم سموها درعاً بهذه المناسبة التي لا تألو سموها جهدا في الحضور والتمثيل الذي يشجع المرأة في بلادنا ويمنحها واقعية للتواصل والتطوير. وقد أعربت الدكتورة صباح أبو زنادة عن بالغ الشكر والامتنان لسموها ثم صرحت ل(الجزيرة) بذلك: إنه أول احتفال للهيئة السعودية للتخصصات الصحية إذ نحتفل بذلك نسائياً تحت رعاية حرم خادم الحرمين الشريفين حفظها الله الأميرة الجوهرة البراهيم وقبل ذلك كان الاحتفال مشتركاً لقلة عدد الخريجات واليوم نفخر بتخريج 76 طبيبة وصيدلانية في 12 تخصصاً ومستقبلاً سيكون لدينا برامج تمريض مختلفة وبإذن الله سنحتفل بتخريجهن. كما أعربت الخريجات عن السعادة نفسها.
|