الدلم وجهود التنمية المستمرة
سليمان بن صالح الطفيل

يعد تحقيق النمو المتوازن بين مناطق المملكة أحد الأهداف الاستراتيجية لخطط التنمية الشاملة، حيث يتم توزيع جهود وعناصر التنمية بين المدن الكبرى والمدن الصغرى بالشكل الذي يناسب وضع كل مدينة ويلائم طبيعتها الجغرافية والاستثمارية وميزتها النسبية، ولا ريب أن ذلك يتم وفق خطط التنمية المدروسة ومجالس المناطق التي تسعى لتحديد الإمكانات والموارد المتاحة والأوضاع الراهنة في كل مدينة.
وانطلاقاً من هذه الاستراتيجية التنموية الطموحة لتنمية المدن ظهرت الجهود الحالية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمدينة الدلم، وهي إحدى المدن الاستثمارية الواعدة؛ باعتبارها مدينة تاريخية تقع عند نقطة التقاء طريق الجنوب الدولي بطريق الرياض عاصمة المملكة. ويمر من وسطها ليل نهار العديد من الشاحنات المحملة بالبضائع وحافلات الركاب المسافرين، ومرور المسافرين من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي للسياحة أو مرور المواطنين من اليمن وعمان لأداء العمرة أو الحج، إضافة إلى طبيعة الدلم كمدينة زراعية منتجة للعديد من المحاصيل النباتية التي يتم تسويقها في الرياض أو الخرج وبخاصة القمح والتمور، وهو ما يؤكد أهمية الدلم كمدينة حضرية واعدة ينبغي الالتفات إليها بحيث تواكب حركة التنمية للبلاد.
ولقد سررت كثيرا عندما قرأت مؤخرا خبراً أدلى به سعادة المهندس الأستاذ عبدالله الرصيص - رئيس بلدية الدلم - في إحدى الصحف المحلية يفيد باعتماد الدولة - أيدها الله وأعزها بنصره وتمكينه - مبالغ مالية، تم تخصيصها لتطوير شوارع وأحياء وتحسين المرافق وتثمين بعض الممتلكات في مدينة الدلم.
إضافة إلى اعتماد وتنفيذ المشاريع الحيوية الأخرى للدلم مثل مشروع تنقية مياه الشرب، وتنفيذ شبكة مياه متكاملة لتغذية الأحياء والمخططات، وتوسعة الطاقة الاستيعابية لمستشفى الأمير سلمان بن محمد آل سعود.. وهي بلا شك جهود مباركة وبوادر خير على هذه المدينة التي ستجعل منها مدينة مؤهلة لجذب الاستثمارات وتشجيع النمو السكاني والاقتصادي، خاصة أن هناك العديد من الجهود الطموحة الحالية التي يسعى مسؤولو وأهالي مدينة الدلم إلى توفيرها، مثل إنشاء كلية للتقنية ومعهد للتدريب الفني والمهني ومراكز للتعليم والتدريب وإنشاء مستوصفات حكومية وأهلية ومراكز رياضية وترفيهية، وذلك بما يسهم في توفير بيئة مناسبة لتشجيع الاستثمارات وبخاصة الاستثمارات العقارية والتعليمية والصحية والزراعية. فنسأل الله تعالى لهذه المدينة وغيرها من مدن المملكة النمو والتقدم والازدهار.