أبو مازن يبحث مع حماس في القاهرة قرار تأجيل الانتخابات
الفلسطينيون يتصدون للقوات الإسرائيلية والمستوطنين في ذكرى احتلال القدس

  * القدس المحتلة - رام الله - القاهرة -بلال أبودقة - الوكالات:
أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلية أمس الاثنين الرصاص والقنابل الصوتية لتفريق مئات الفلسطينيين الذين تصدوا بالحجارة لهذه القوات ولمستوطنين يهود انتهكوا حرمة الحرم القدسي الشريف الذي يضم المسجد الاقصى..
وصرح متحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان (مجموعة من اليهود كانوا على وشك القيام بجولة (داخل الحرم)، وخرج مئات من الشباب الفلسطينيين من المسجد وبدأوا برشقهم بالحجارة).
وأضاف أنه على إثر ذلك (تدخلت قوة من الشرطة كانت تقف بالجوار. واعتقل أحد الفلسطينيين عندما حاول رشق اليهود بالحجارة وأصيب إسرائيلي..
وقد وقعت هذه المصادمات خلال إحياء اسرائيل ذكرى احتلالها للقدس العربية قبل 38 عاماً.. وكانت إسرائيل تأهبت لهذه المناسبة ووضعت الآلاف من افراد شرطتها في حالة تأهب في (المناطق الحساسة) في المدينة المقدسة.
ويشارك عشرات الآلاف من الاشخاص اليوم الاثنين في احتفالات ما يسمى (يوم القدس) الذي يعني بالنسبة لاسرائيل الذكرى الثامنة والثلاثين لما يسمى (اعادة توحيد القدس) وهي ذكرى حرب حزيران - يونيو 1967 التي انتهت باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء المصرية اضافة الى الشطر الشرقي من القدس.
ومن جانب آخر قالت مصادر فلسطينية مطلعة ان الفصائل الفلسطينية ستجتمع قريبا في العاصمة المصرية القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل لمناقشة التطورات بشأن تأجيل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية.
وأشارت المصادر إلى أن (عباس سيجري قبيل الاجتماع لقاءات وحوارات مع الفصائل والقوى الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية لمناقشة هذا الموضوع).
وكانت تقارير فلسطينية تحدثت مؤخرا عن عقد لقاء بين عباس ومشعل ورجحت أن يتم عقد اللقاء قبل 10 جوان الحالي في دمشق أو القاهرة للاتفاق على بعض القضايا والمسائل المختلف عليها.
وقالت مصادر برلمانية فلسطينية أن قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح - عرضوا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس موعدين لإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة وهما الأول من ديسمبر المقبل والثاني من يناير عام 2006 وهو نفس الشهر الذي أجريت فيه الانتخابات التشريعية الاولى عام 1996.
وأضافت أن (عباس فضل تأجيل تحديد الموعد إلى ما بعد لقائه المقبل مع الفصائل في العاصمة المصرية القاهرة).و كانت حركة - حماس - قد اعتبرت أن قرار الرئيس عباس امس تأجيل موعد الانتخابات التشريعية المقررة في 17 يوليو المقبل إلى أجل غير مسمى (يشكل خرقا لتفاهمات القاهرة بشأن الهدنة).
ولم يتطرق المرسوم الذي أصدره عباس إلى القانون الانتخابي الذي على أساسه ستجرى الانتخابات المقبلة. وكان المجلس التشريعي أقر في القراءة الثالثة قانون انتخاب ينص على انتخاب ثلثي أعضائه أي 88 عضواً حسب الاغلبية البسيطة بينما يتم انتخاب الثلث المتبقي وفقاً للتمثيل النسبي للقوائم.
وفي المقابل يطالب عباس بأن يكون الانتخاب بالكامل بالتمثيل النسبي او على الاقل ان يكون الانتخاب مناصفة بين الاكثرية والنسبية وفق تفاهمات القاهرة مع الفصائل الفلسطينية وفي سياق آخر افادت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية امس الاثنين ان الاستيطان اليهودي العشوائي مستمر بالوتيرة نفسها في الضفة الغربية منذ نشر تقرير يوصي الحكومة الاسرائيلية بوقف هذه الظاهرة قبل ثلاثة اشهر.
وذكرت الصحيفة نقلا عن معدة هذا التقرير مدعية الحكومة السابقة تاليا ساسون ان (اي قرار لم يتخذ حول هذا الموضوع من قبل الحكومة وبناء المستوطنات العشوائية مستمر).
وأوضحت هآرتس انه بموجب التحقيق الذي اجرته، فإن الجيش سجل ما لا يقل عن 197 حالة بناء مستوطنات يهودية خلال الاشهر الخمسة الاولى في السنة وثلثاها منذ نشر تقرير ساسون. وقالت الصحيفة ان 37 نقطة استيطان عشوائي فقط فككها المستوطنون انفسهم بطلب من الجيش وان عدد المستوطنات العشوائية التي أقيمت منذ كانون الثاني - يناير يوازي ذلك الذي سجل خلال الفترة نفسها من السنة السابقة.
الى ذلك بدأ المعارضون لخطة الانسحاب من غزة في حزب ليكود حملة صباح أمس الاثنين تحت شعار (الانسحاب سيجلب الارهاب-ونحن بحاجة لاعادة التفكير في هذا الأمر).
وذكرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليومية في موقعها على الانترنت أن هذه الحملة والتي تردد أنها تكلفت مئات الآلاف من الدولارات تأتي في أعقاب فشل هؤلاء المعارضين في تقويض خطة الانسحاب داخل البرلمان الاسرائيلي.
ومن جانب آخر ذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ستزور إسرائيل والاراضي الفلسطينية قريبا..
وينتظر أن تصل رايس إلى رام الله في 18 حزيران - يونيو الجاري وتجتمع مع زعماء السلطة الفلسطينية ثم تتوجه إلى القدس المحتلة في اليوم التالي للقاء قادة إسرائيل.
وتأتي زيارة رايس في إطار جهود أمريكية مكثفة لتعزيز التنسيق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قبل تطبيق خطة فك الارتباط عن قطاع غزة المقرر أن يبدأ في منتصف آب - أغسطس المقبل.
وفي ظل هذه الخطة تعتزم إسرائيل إخلاء 21 مستوطنة في قطاع غزة وأربع شمالي الضفة الغربية. ومن المقرر ان يصل اليوم الثلاثاء وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى إسرائيل في زيارة تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية كما سيلتقي بالمسؤولين في السلطة الفلسطينية.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية في موقعها على الإنترنت أن الهدف الرئيسي من وراء زيارة وزير الخارجية البريطاني لإسرائيل هو (جس نبض المنطقة) قبل أن تتولى بريطانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي المقرر في الأول من تموز - يوليو المقبل.