Friday 10th June,200511943العددالجمعة 3 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مقـالات"

قيادة المرأة السيارة.. ما المشكلة؟!قيادة المرأة السيارة.. ما المشكلة؟!
طيبة محمد الإدريسي *

وقفت معظم النساء السعوديات مؤيدات أو معترضات على قيادة المرأة السيارة في مهرجان المزايدات عليها الذي تدور رحاه هذه الأيام، متفرجات على ما ترسو عليه الأوضاع التي تبت في أحقيتها لمتطلبات مهمة وضرورية وحاجة ملحة من ضمنها قيادة المركبات.
وقد رمى الدكتور محمد آل زلفة عضو لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية والشباب في مجلس الشورى الموقر بالحصى في الماء الراكد وأقصد موضوع السماح للمرأة بالقيادة وما جاء به الدكتور آل زلفة مطلب تقدره مثلي من المُطلعات على هموم المرأة ومعايشة مشكلاتها ومعرفة معاناتها على أرض الواقع. لقد سُدّد حجر آل زلفة إلى موقع الهدف؛ فارتجف البعض، وابتسم آخرون وفي كلتا الحالتين من الارتجاف أو الابتسام للموقف فإن الخطوة تظل (وسيلة تصادم).
فِكرٌ.....وفِكْرة..
وسيجد الدكتور فيصل المعمر أن سُنة الحوار التي أحياها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.. تحتاج إلى البدء من قاعدة الهرم حتى تتحول الملاسنات إلى حوارات، والاتهامات إلى طرح للأخذ والرد محكوم بالمنطق الإسلامي المعاصر والحديث حول قضية المرأة وقيادتها السيارة وقضايا المرأة والمجتمع..
وفي الإعصار الملتف على قضية القيادة للمرأة وهي صامتة مستسلمة تنتظر في لهفة ما يسفر عنه الطرح التصادمي أو الهادف عند صانعي القرار، وفي أثناء التوثب يلوح خبر على منبر صحيفة (الوطن) مفاده أن امرأة سعودية تقود سيارتها تعرضت لحادث على الخط العام بقريتها، فتعلقنا جميعا نحن النساء بالخبر فهي بكل تأكيد ستدخل كتاباً للمشاهير والأرقام القياسية في قطع المسافة من بيتها إلى الشارع العام مرات ومرات عديدة لقضاء احتياجات بيتها دون أن يوقفها النظام.
كانت أسباب قيادة تلك المرأة السيارة من ظروف اجتماعية لعدم وجود عائل أو أنها أم لأيتام أو امرأة وحيدة تعول مسنين. فإن هذا الموضوع لم يثرني بالقدر الذي قد تستغرب له من لا تعلم أن المرأة في وطننا الحبيب ومنذ أكثر من سبعة عشر عاماً وهي تقود السيارة في القرى فقد شاهدتها بأمّ عيني أثناء جولاتي الميدانية للإشراف التربوي في بعض القرى تقود الونيت وحوضه ملئ بالفتيات لتوصيلهن لبيوتهن ذهاباً وإياباً من المدرسة، والسؤال: أيها الأعزاء المعترضون هل المرأة في القرية غيرها في المدينة؟ وهل الأخطار المفترضة في المدينة غيرها في القرية؟ وإذا كانت قيادة المرأة السيارة من الأفكار المخالفة لهدي الكتاب والسنة، فكيف تحظى المرأة بالقيادة في القرية؟
بكل بساطة نحن نطالب بالقيادة مثل من يقدن السيارات في القرى راغبين التخلص من السائق الأجنبي الذي تدمر على يديه أنفسنا وأموالنا بل خصوصياتنا ونعتق من الخلوة بالأجنبي الذي نضطر آسفين لإيصاله بناتنا وأخواتنا وقريباتنا. لقد واكبت الدولة التطور العالمي الحديث بمشاركة المرأة في النهضة التنموية بالوطن في ظل الشريعة السمحة من كتاب الله - عز وجل - وسنة حبيبنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وخرجت المرأة لممارسة رسالتها في مهنة الطب والتمريض إلى جانب أخيها الرجل وكانت خير مثال على الالتزام والوقار، وقامت على تطبيب الرجل والمرأة على حد سواء.
وقد افترض المتخوفون افتراضات شتى عند دخول المرأة مجال الطب أهمها الفساد ومترتباته والاختلاط وآثاره. وأثبتت التجربة عكس ذلك ولم يخرجها العمل وممارسة دورها عن حيائها على غرار جداتنا الصحابيات ممن شاركن في بناء الدولة الإسلامية.
إن ما خفتم منه بالأمس مع بدء التعليم والوظيفة تنفذونه بكامل إرادتكم اليوم وهذا سينسحب على كل فكر يناهض ما ينفع البلاد والعباد ولن نخوض في أوضاع المرأة ومعاناتها مع السائقين الخاصين أو مع أصحاب سيارات الأجرة.. ولا عن خروج بعض النساء في نصف الليل وآخره وهن يبحثن عن سيارة تنقلهن إلى مستشفى لمرض أم أو ابن ممن يعلن.. فمدى المعاناة واسع ومساحته لا تؤطر. وأسال علماء الفقه المعاصر عن القضية الأزمة: لماذا لا يدلون بما يرون في قضية قياسية؟

* مشرفة تربوية في المدينة المنورة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved