Saturday 18th June,200511951العددالسبت 11 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

(قيادة المرأة السيارة) بين المؤيدين والمعارضين!!(قيادة المرأة السيارة) بين المؤيدين والمعارضين!!

أيها المؤيدون.. أيها المعارضون..
كثر الحديث في الأسابيع الماضية عن (قيادة المرأة السعودية السيارة) ما بين مؤيد متفائل ومعارض متشائم، فالمؤيدون يعتبرون السماح لها بذلك يعتبر فتحاً مبيناً لبلادنا، ونصراً مؤزراً لنسائنا، وعلامة بارزة للحضارة التي قيادة المرأة السيارة من لوازمها ولم يقتصر الطرح على إبداء وجهة النظر وذكر المبررات من قبل المؤيدين ولا الرد على الشبهات والتذكير بالمخاطر المتوقعة من قبل المعارضين لا سيما ما لم تنشره الصحف واستقبلته مواقع الإنترنت وربما خرج في ثنايا بعض مقالات الصحف بل وصل إلى الاتهامات والاستهجان والمطالبة بالتحييد..لذا أحببت أن أقف مع بعض ما اطلعت عليه من آراء وستتضح وجهة نظري من خلال ذلك فأقول مستعيناً بالله:
1- ليس صحيحاً أن من طالب بقيادة المرأة السيارة هو ضال مضل أو علماني منحرف أو عميل مندس، بل هم من إخواننا أبناء هذه المملكة المباركة ولكن جاءت مطالبته نتيجة قناعة شخصية لظروف معينة أو لغياب مفاسد القيادة عن ذهنه أو ارتياحه لقيادة زوجته السيارة في الخارج ونحو ذلك.
2- اتهم بعض المؤيدين للقيادة المعارضين بعدم القدرة على رؤية جوهر الإسلام القائم على نشر الفضيلة والحب والتسامح والتقدم للرجل والمرأة على حد سواء.. والذي نعرفه من مصادر الشريعة أن حماية الفضيلة بحماية المجتمع من أسباب الفتنة من الرجل بالمرأة والعكس، وأن تقدم الرجل والمرأة ليس محصوراً على قيادتهما السيارة من عدمها بل هناك من الرجال من لا يقود السيارة ولا ينقصه شيء من أوصاف التقدم والحضارة بل ويرى أن من الشرف والوجاهة أن يستقدم سائقاً خاصاً ليقود له سيارته.
3- يتساءل أحدهم: المجتمع يسمح للمرأة بأن تكتب وتؤلف وتجري عمليات (دقيقة) و... يمنعها من القيادة.. فأقول: إن الكتابة والتأليف ونحوهما مما لا يترتب عليه ضرر على المرأة والرجل ولا على المجتمع فمن يمنع منه؟ مع وجود كتابات ومؤلفات لرجال ونساء تُمنع من النشر أو من دخول البلاد لأنها تحدث فساداً وتترتب عليها أضرار، فليس السماح للمرأة أو الرجل في عمل ما من المباحات أو المستحبات مما ثبت نفعه وانتفى ضرره مبرراً للسماح لهما في كل شيء مما يرى النظام أو الشرع غلبة مفسدته على مصلحته.
4- ذكر بعض المؤيدين للقيادة أن أكثر المجتمع يؤيد القيادة وذكر بعض المعارضين أن 90% من المجتمع يرفضون القيادة! لذلك أقول: إن ما يصدر من الدوائر الحكومية وعلى رأسها مجلس الوزراء وكذلك الوزارات لا يُنظر فيه لكثرة المؤيدين، وكذلك الفتوى الشرعية لا تصدر بالجواز لأي أمر لكثرة من يرون إباحته أو يعتقدونها، فالحلال ما أحله الله ورسوله وأفتى العلماء بحلِّه والعكس، والكثرة ليست معياراً للصواب ولزوم الحق بل قال الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} الآية.. وقال: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}.
5- انتقد بعض المؤيدين للقيادة من يقول: (إن لنا خصوصيتنا في المملكة العربية السعودية وليس شرطاً ألا نتقدم إلا بمسايرة العالم بكل خطواته، فلنا خصوصيتنا..). نعم من ينكر أن المملكة تتميز عن غيرها من الدول الإسلامية والعربية والأجنبية، فالقضاء يحكم بالشريعة الإسلامية وجهاز الهيئة ليس له مثيل في أي دولة والتعليم فيها غير مختلط والأعمال تتوقف والمحلات تغلق أوقات الصلوات والتدخين يمنع في مدارسها وطائراتها.. الخ، أليست هذه المظاهر خصوصية تجعلنا نعتز بها ونفتخر جميعاً بأنها تميزنا عن غيرنا وتجعل لنا خصوصية؟!.وليُعلم أن هذه الخصوصية بسبب تطبيق الشريعة لا برغبة الأغلبية.
6- قال بعضهم: (إن رفض القيادة يقابله صمت مطبق إزاء ركوبها بمفردها مع السائق الأجنبي)!! وربما أن هذا البعض لم يطلع على فتاوى العلماء وعدم اطلاعه عليها ليس معناه عدم صدورها ووجودها وإلا فالفتاوى منتشرة (مدونة في الكتب، مقروءة في المساجد، منشورة في المطويات، متكررة في نور على الدرب وأمثاله).سئل مفتي الديار السعودية عام (1385هـ في الثامن عشر من شهر رمضان) عن ركوب النساء في سيارات الأجرة (التكاسي) بدون محرم فقال: (لم يبق شك في أن ركوب المرأة الأجنبية مع صاحب السيارة منفردة بدون محرم يرافقها منكر ظاهر وفيه عدة مفاسد لا يستهان بها.. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)..الخ، محمد بن إبراهيم آل الشيخ.. ولا تزال فتاوى العلماء السابقين والمعاصرين متوافرة بين أيدي الناس يجدد التذكير بها العلماء والمشايخ والدعاة فأين الصمت المطبق وهي لا يخلو منها حديث عن الخلوة أو الاختلاء ونحوها.
7- احتج بعض المؤيدين للقيادة بقيادة المرأة الجمل والناقة!! وهذا من أعجب العجب ولكن رحم الله (جدتي حين قادت ناقتها) ويا ليتها بيننا لتقول رأيها في قيادة المرأة السيارة ولكن هنا تنبيهات:
أ- ليس صحيحاً أن الأسر ستستغني عن السائق وحال الرجال مع القيادة يشهد بذلك فضلاً عن النساء وكذلك حال السائقين في الدول التي تقود نساؤها.
ب- (تغيير عجلة السيارة - البنشر، النزول للتفتيش عند نقاط التفتيش، توصيل الأولاد لمدارسهم وإعادتهم، حمل أسطوانة الغاز وإعادتها، مراجعة المستشفيات والمستوصفات بالمرضى، جلب حوائج المنزل شبه اليومية، السفر على الطرق الطويلة وغيرها) جعلت الرجل يستعين بالسائق فكيف بالمرأة؟ إلا أن تقتصر قيادتها على مشاويرها الخاصة من باب المتعة!.
ج- يوجد في عالم الفتيات إعجاب بالشباب المفحطين ومتابعة لمغامراتهم ومرور على بعض مواقع استعراضاتهم! فكيف إذا قدن هن السيارات؟
8- قال بعضهم: (هل يقبل أحدنا أن يرى أجنبياً يجلس مع زوجته أو أمه أو أخته أو ابنته في غرفة واحدة.. إنها تنفرد به وينفرد بها في غرفة صغيرة تتيح له النظر إليها والحديث معها ويشم رائحة عطرها والتمتع بالنظر إلى زينتها..) وهذا يعتبر كأحد الأدلة التي تبيح قيادة المرأة السيارة ليتم منع الخلوة بالأجنبي.. فأقول: ماذا لو استشهد بتلك العبارات غيور على بنات المسلمين وقال: إن هذا يحصل في بعض المستشفيات والمستوصفات! فماذا سيقول دعاة عمل المرأة؟! سيقولون: إنها شريفة، إنها ناضجة، إذا كانت واثقة من نفسها بالغة عاقلة فلا حرج أن تبقى مع الطبيب أو الممرض أو المريض لوحدهما لأنها ضرورة، فيا عجباً لقومي أيستنكرون ويهولون المخالفات إذا كانت لصالح مطالبهم ورغباتهم ويهونونها إذا خالفت أهواءهم!!.
إذا كان المطالبون بالقيادة يرون أنهم يطالبون بحق من حقوق المرأة فيه مصلحة دنيوية فأين هم عما يصلح دينها وعقيدتها؟ أين هم من الدعوات الحثيثة لتغريبها؟ أين هم من استغلالها في وسائل الإعلام استغلالاً يفسد أخلاقها؟ أين هم من كوارث المطلقات والمعلقات والأرامل والعوانس؟ أين هم من ضحايا خداع الشباب من الغافلات والمراهقات؟
9- احتج بعض المطالبين بقيادة المرأة السيارة بأن نسبة كبيرة من السائقين لا تدين بالإسلام! نعم ولكن هي أيضاً في المحلات التجارية والورش والشركات والحل هو الدعوة لأسلمة العمالة ودعوة غير المسلمين للإسلام ليزيد الخير ويستفيد الغير ويقل الشر.
10- أعجبني قول ل د. حمد الماجد نائب رئيس هيئة حقوق الإنسان نقله الأستاذ عبدالرحمن السماري في (مستعجل) يقول: (عدم قيادة المرأة للسيارة لا يعد حقاً ضائعاً).
11- كتبت الأخت فاطمة العتيك - بريدة تحت عنوان (دعونا نعبر عن رأينا) كلاماً أنقل منه: (... وإذا كانت الأمهات يعانين الآن من البنات بسبب أجهزة الجوال.. فكيف إذا فتح المجال للسيارات؟؟ وإذا كان الرجل بعقله واتزانه عندما يحل قدر الله لا يستطيع التحكم بمقود السيارة فتحدث كارثة فكيف بالمرأة وهي تمر بمراحل معروفة تؤثر في نفسيتها ومزاجها وتفكيرها وقدرتها على التركيز؟
أخيراً.. لعل قيادة المرأة للسيارة حق أريد به باطل...) الجزيرة 5-5-1426هـ.

عبدالرحمن الوهيبي - الخرج

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved