Monday 20th June,200511953العددالأثنين 13 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "زمان الجزيرة"

الخميس 20 شعبان 1392هـ الموافق 28 سبتمبر 1972م العدد (416)الخميس 20 شعبان 1392هـ الموافق 28 سبتمبر 1972م العدد (416)
(الجزيرة) تلتقي قراءها في جولة للاطلاع على أحد معالم الرياض ونقاطه المهمة
(البطحاء) أكبر معالم العاصمة وأشهر مكان فيها وأكثرها ازدحاماً

* كتب التحقيق - سراج الدين ابراهيم:
هذا النشاط التجاري الشاخص.. وهذه الحركة الدائمة في كل مرفق من مرافق الحياة وفي كل ميدان من ميادين العمل ما هما إلا نتيجة للاستقرار والأمن اللذين تنعم بهما بلادنا العزيزة في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي يعمل دائما وأبداً لخير أمتنا واستقرارنا.. والذي هو امتداد واسع النطاق لاسعاد أمتنا العربية والإسلامية على حد سواء.. فتدفقت الخيرات الشاملة علينا وتوفر كل شيء.. فها هي أسواقنا في اتساع متواصل.. وتجارتنا في نمو مستمر.. ولا نحتاج لشيء إلا وجدناه.. أو أوجدناه فبعون الله وعزمنا وحسن نوايانا تسير الأمور.. الأمر الذي جعلنا نحقق في فترة وجيزة كثيراً من المنجزات لبلادنا العزيزة في شتى حقول التقدم والانتاج والمعرفة وميادين العمل والبناء، وفي كل منعطف تجد ومضة خير تدفع بنا إلى القمة.
اليوم نلتقي بقرائنا في هذه الجولة للاطلاع على أحد معالم الرياض ونقاطه الهامة حيث يلتقي يومياً عدة آلاف من خليط البشر والمزيج من الناس.. كل خرج لهدف معين.. وغرض.. يهم بقضائه.. كل حسب ظروفه.. فمنهم من يأتي في الصباح ومنهم من يأتي في منتصف النهار.. إلا أن الغالبية العظمى تأتي بعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب.. والانتهاء من العمل.. وتستمر الجولة عدة ساعات.. يعود الشخص منها وقد حصل شتاتا من الأغراض ففي البطحاء كل شيء يمكن أن يجول بالخواطر.. أو يخطر بالبال.. يلامس العقل.. وليس هنالك من يجهل البطحاء. (وسوق الكويتية) حيث ستأخذ هذه الجولة في ريبورتاج اليوم..
نبدأ جولتنا من أول البطحاء قلب الرياض.. الحيوي النابض.. وشارع البطحاء الكبير.. شريان دائم الحركة ويتمركز على محيا هذا الشارع قلم المرور.. فهو دائم الاكتظاظ بالناس.. والسيارات بشقيه السالب والموجب.. ولا تهدأ الحركة فيه أبداً.. بل ولا يعرف الهدوء.. أو الاسترخاء.. ورغم ما يلقى الإنسان فيه من مضايقات راكباً كان أم راجلاً.. أو عابراً.. إلا أنه يعتبر الشارع الرئيسي.. في الرياض.. ويقع في قلب العاصمة وأحد معالم عاصمتنا.. ولكل شخص قادم أو قاطن يمثل هذا الشارع بالنسبة إليه أحب الذكريات.. لأنه يربط الشخص بالبلدة أيما رباط.. ويعطيه صورة حقة.. ولوحة حية متكاملة العناصر.. عن حياة الناس اليومية.. بما يمارس فيه من أعمال البيع والشراء..
وعلى جانبي هذا الشارع الذي تبدأ الحركة فيه على أشدها طوال الليل والنهار.. تجد النشاط التجاري.. على مختلف ألوانه.. وأشكاله.. ففي البطحاء عدد كبير من البنوك.. والشركات.. والمؤسسات.. والمحلات التجارية.. والصيارفة.. والفنادق.. والمطاعم.. والمقاهي.. ومكاتب الخدمات.. والمطابع.. والمكتبات.. والمعارض.. وغير ذلك من دور التجارة.. وهذا النسيج الاقتصادي يعمل ليل.. نهار.. فيسبب حركة لا تنقطع فالكل يجري وراء رزقه وعمله الذي قسمه الله له..
ونحن نتساءل في هذا اللقاء بعد ان تابعنا بالملاحظة الفاحصة والرصد الدقيق كثيراً من الأمور.. نتساءل متى تنام البطحاء..؟ أو حتى تسترخي حركتها قليلاً؟؟ ولعلك تستغرب إذا قلت لك إن البطحاء.. لا تنام.. ولا تعرف النوم.. أو تركن إلى النعاس.. فالأقدام لا تنقطع هنا حتى بعد منتصف الليل.. وما إن تغمض عيون حتى تتابع الجولة عيون أخر بعد أن أخذت قسطاً قليلاً من الراحة.. وهنيهات من الاستلقاء.. هؤلاء هم.. عمال الأفران والمطاعم.. استعدوا لاستئناف العمل.. وأخذوا يلقمون الأفران أقراص الخبز.. وقد أرتصت أمامهم طاولات مليئة بعدة أشكال من الخبز.. فهذا مفرود وذاك صامولي.. وآخر خبز شامي وغيره من الأصناف.. ونحن كما يهمنا أن نبرز في ريبورتاجاتنا عدة جوانب لا يفوتنا أبدا أن نركز على الجانب الصحي.. فالخبز من الضروريات اليومية.. التي لا يستغنى عنها أحد.. فإذا لم يعتن أصحاب الأفران بنظافة كل المعدات.. والعوامل ولاسيما العامل البشري.. ونظافة الأجسام والعناية بالصحة عموماً ليتفادى كثير من الأمراض فإنها قد تنتشر ولكننا نلاحظ أن الوعي الصحي أخذ في الازدياد من قبل المستهلك والخبازين وغيرهم من البائعين.
بقي أن تعرفوا قرائي الكرام.. ان في البطحاء عدة أسواق فهذا (سوق.. الكويتية) الذي ترجع تسميته منسوبة إلى البضائع التي تأتي من الكويت بالسيارات الكبيرة شاحنات البضائع فتأخذ مجالاتها التسويقية بالتموضع في هذا السوق لذلك سمي بهذه التسمية.. وهو السوق الرئيسي في الرياض للملبوسات بمختلف أنواعها والعطورات والحقائب الجلدية وغيرها والشراشف والساعات.. وكل احتياجات الإنسان تتوفر فيه وقد قام إلى جواره سوق الحميدية.. وتقع على الجهة الغربية منه أسواق الظافر.. وفي جنوبه الأسواق الحديثة للشيخ محمد الدغيثر.. وهذا السوق الأخير على وشك الافتتاح وكل هذه الأسواق محل نشاط كبير تعج بالباعة والمشترين ونحن نبدأ بسوق الكويتية.. السوق الأم.. وبه عدد كبير من المتاجر.. ويستقطب عدداً كبيراً من الخياطين الذين يبدو أنهم أخذوا من الآن في الاستعداد بجلب أقمشة العيد.. وتفصيلها فلم يبق غير شهر وأيام.. وقد امتلأت محلاتهم وبدأ الناس في اختيار ما يناسبهم من الأقمشة حتى لا يضايقهم الوقت.. ولا يجدوا خياطا يقبل أن يخيط لهم ملابس العيد.. عندما يقترب.. وهذه محلات الملابس الجاهزة حيث تجد كل ماركات العالم.. بمختلف الألوان.. والاشكال.. والمقاسات.. بنطلونات وقمصان وشراشف.. وسويترات.. وأربطة عنق. وغطر.. وبلوفرات وجوارب..
وهذه محلات الأحذية.. والساعات.. والشنط والعطور وحراج الساعات والمسجلات.. والراديوهات.. والملابس القديمة وكثير من اللوازم..
وهذا من أصعب المحلات التي تجد فيها عناء كبيراً حينما تريد أن تعبر إلى الجهة الأخرى لأنه يتوجب عليك أن تستعمل العضلات حتى تخترق الجدار البشري الذي يسد الطرقات.. والمنافذ المؤدية إلى داخل السوق وتستطيع أن تحصل على ساعة قديمة بأرخص الأسعار.. وكذا مسجل أو راديو كما يوجد إلى جوار هذا محلات الأقمشة النسائية والمحلات والساعات ابتداء من أشهر الماركات وأغلاها إلى ساعات لم يسمع بماركاتها أحد حتى الآن.. وتعتبر أسواق (الكويتية) خليطا لبيع كل السلع فإلى جانب ما ذكر تجد الزل وأدوات البناء ومحلات بيع الأواني المنزلية والمراتب.. والمخدات ومحلات اصلاح الراديو والتلفزيون.. وبيع الاسطوانات والأشرطة المسجلة والبقالات.. وتجار الجملة.. والتجزئة وبها سوق للخضرة.. واللحوم.. وهي على العموم ليست.. متخصصة في شيء معين.. وإن غلبت عليها صفة الملابس الجاهزة والأقمشة وتعتبر من أكثر الأماكن ازدحاماً وتحتاج بعد الخروج منها أن تجلس عند (ماسحي الأحذية) وهؤلاء متمركزون هناك لأن حذاءك سوف يكون قد اكتسى بطبقات من الغبار.. وسط تلك المعمعة إذا لم يكن قد فقد رباط جأشه إلى الغرب وبعد أن تتعدى وادي البطحاء الشهير.. ولنا بعد قليل عودة إلى موضوعه.. وفي الجهة الغربية منه تجد (سوق الظافر) وهو كذلك له زبائنه وبه أماكن (للصرافة).. ومحلات تجارية عديدة تجد فيها حاجتك.. وقد تحتاج لأكثر من عشر دقائق.. حتى تتمكن من العبور خمس دقائق لكل جهة من جهات الشارع.. وبعد أن ترفع رأسك من فوق ما حملت من كراتين..وتسرع الخطى.. وتحتاج مرة أخرى لعبور هذا الشارع إلى الجهة الأخرى شرقا لتصل إلى (سوق الحميدية).. وهو من الأسواق الجديدة في البطحاء.. عشرات المحلات.. ويبدو أنها تميل في التخصص نحو ملابس السيدات وأشيائهم الخاصة من المتطلبات النسائية بصفة عامة مثل الشنط والأحذية.. والشلحات وملابس الأطفال.. واللعب.. وأدوات الزينة.. الخفيفة والعطور.. وإلى الجنوب قليلاً.. بعد خروجك من (سوق الحميدية).. تجد سوق الدغيثر المسمى (بالأسواق الحديثة) وهذه أماكن جديدة على حين من الزمن قليل تدب الحركة فيها بصورة متكاملة لأنها حاليا بدأت بالفعل قليلاً ما.. وبها عدد كبير من الأماكن وهي امتداد طبيعي لسوق البطحاء .. والبطحاء كل يوم في اتساع وزيادة وتعمل دائماً على اجتذاب الرواد والزبائن الذين يجدون فيها كل شيء وتزداد الحركة فيها بشكل ملحوظ عند اقتراب اجازات المدرسين وعطلات المدارس والأعياد.. فالكل يريد أن يشتري هدايا الاخوان والاصدقاء.. حيث تجد مئات المدرسين.. والمدرسات والممرضين والموظفين وغيرهم من جميع الاجناس منهمكين في شراء حوائجهم كما وأنك تلاحظ نفس الازدحام عند بداية العام الدراسي حيث المكتبات وكسوة الأولاد وشراء مستلزماتهم.. وكذلك شراء بعض اللوازم أمر محتم على كل قادم لهذه البلاد.. أو من يهم من المقيمين بالسفر إلى بلاده لقضاء إجازته السنوية.
ومشكلة البطحاء التي استعصت على الحل وحطمت كل النظريات هي مشكلة (وادي البطحاء) هذا الأخدود مجرى السيول الذي يضجع في تحديات ظاهرة.. ليخنق أهم شوارع الرياض.. ورغم الكتابات.. واللعنات التي تكال عليه يوميا ولجسمه النتن وأعماقه التي تفوح بالروائح الكريهة.. والناموس والقاذورات المتكثفة.. إلا أنه قد استمرأ هذا الوضع ولعل مهمته بمرور الزمن قد تغيرت فقد أصبح بدلا من أن يصرف مياه السيول مكاناً للقمامة وتجمع المهملات.. من النفايات وبقايا السوق من صناديق.. وكراتين وغير ذلك وهو كما تراه في الصورة يبرز لك كل شيء.. لاسيما إذا كنت ساكناً في إحدى العمارات الواقعة على جنباته.. إن هذا الأخدود أو الجسر المنبسط طولا.. لايبالي في ابتلاع كل شيء.. وعلى أتم استعداد لابتلاع أية سيارة إذا استدعى الحال وتستطيع كلية الطب.. والعلوم اجراء تجاربها على أحيائه المائية ومياهه الراكدة دون مقابل لأن الانتاج وفير ولله الحمد.
لقد كتب الكثير عن هذا الموضوع.. ونحن نريد أن نكتفي بكلمة صغيرة هي أن تضع أمانة مدينة الرياض عليه خفيرين يجوبانه طولا وعرضا لمنع الذين يلقون هذه الأشياء بداخله حتى لا تزيد من بشاعة المنظر وحتى ننفذ الخطة الموضوعة من قبل المسؤولين بتغطيته وعمل كل ما يلزم تجاهه فنيا وصحيا وهندسيا ويعتقد ان هذه خطوة سهلة التنفيذ بوجود سعادة الشيخ عبدالعزيز الثنيان.
فنجد (سوق الكويتية) بلا رتوش موزع إلى أقسام خياطين.. وبائعي ساعات ومحلات للزل والسجاد والأواني.. وبيع الاسطوانات والسرر والعطورات - الحراج الكبير ومحلات الأحذية الخ.. الخ بلا تخصيص وبعد هذه هي جولتنا في سوق البطحاء ملتقى الناس.. وقلب الرياض النابض بالحركة والحيوية.. ولعلك بعد خروجك من هذه الجولة معي تتحسس جيبك.. فلا تجد شيئا.. والشاطر من يستطيع النجاة بريالين حق التاكسي.. وإلى اللقاء في ريبورتاج آخر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved