Saturday 25th June,200511958العددالسبت 18 ,جمادى الاولى 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

منافسة قوية بين الاعتدال والتشدد منافسة قوية بين الاعتدال والتشدد
مَنْ يحكم إيران رجل البازار أم تلميذ الخميني؟

  * طهران - واشنطن - الوكالات
توجه الإيرانيون أمس إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الدورة الانتخابية الثانية من أجل اختيار الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية.
ويتنافس في هذه الدورة التي تجري للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ 1979م، المرشحان الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني البراغماتي المعتدل ورئيس بلدية طهران محمود أحمدي نجاد المحافظ المتشدد، وذلك لخلافة الرئيس الحالي محمد خاتمي.
وكان رفسنجاني ونجاد المرشحان اللذان حصلا على أكبر عدد من الأصوات من بين سبعة مرشحين تنافسوا في الجولة الأولى التي جرت الأسبوع الماضي ولم تحسم فيها النتيجة. ويكتنف الغموض نتائج الدورة الثانية في ظل منافسة شديدة بين المرشحين، ولا سيما في ظل شكوك كبيرة حول حصول عمليات تزوير في الدورة الأولى واحتمال حصول عمليات تزوير أكبر في الدورة الثانية.
وكان محللون ذكروا أن جولة الإعادة متقاربة بشكل أكبر مما كان متوقعاً. يذكر أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي كان بين أول الذين أدلوا بأصواتهم بعد فتح مراكز الاقتراع في طهران. وأعرب عن ثقته بنزاهة الانتخابات. وقال: (كلما زاد عدد الناس المشاركين في الانتخابات كان ذلك أفضل للرئيس التالي وأفضل لحماية إيران وتحقيق أهدافها).
وقد رفض ما تردد عن تزوير الجولة الأولى من الانتخابات (وأضاف: إن الرئيس خاتمي ووزير الداخلية أكدا أن الانتخابات كانت سليمة. وقال: (لا يعلم سوى الله لمن سأدلي بصوتي ولكن أياً من كان الفائز فسيكون رئيسنا جميعاً ويجب أن يحصل على دعمنا جميعاً).
إلى ذلك أعلن عدد من المسؤولين في النظام الإيراني دعمهم لرفسنجاني، داعين إلى منع وصول التطرف. كذلك دعا خاتمي ضمنياً إلى دعم رفسنجاني والتصويت (من أجل عدم العودة إلى الوراء).
ولم يعلن القسم الآخر في النظام موقفاً علنياً. إلا أن خصوم نجاد يتهمونه بأنه يحظى بدعم مجلس صيانة الدستور، وحراس الثورة والميليشيات الإسلامية ويقدم رفسنجاني نفسه على أنه ليبرالي رغم أنه أحد المؤسسين للدولة الإسلامية.
وقد عبر عن اعتقاده بأن (المنافسة شديدة جداً) بينه وبين نجاد إلا أنه أكد ثقته بالفوز. وأعرب عن أمله بألا تشهد الدورة الثانية عمليات تزوير.
وقد تعهد رفسنجاني بمواصلة الإصلاحات التي بدأها الرئيس خاتمي. كما وعد بزيادة الحريات وتحرير الاقتصاد والسعي لعلاقات أوثق مع الغرب.
ويستمد رفسنجاني تأييده من الطبقات العليا والمتوسطة وكبار المسؤولين الحكوميين القلقين من التغييرات الشاملة التي قد يدخلها أحمدي نجاد على إيران.
وسعياً لخفض التأييد لأحمدي نجاد بين الفقراء تعهد رفسنجاني مساء الأربعاء بتقديم إعانة بطالة تصل إلى 1.5 مليون ريال (165 دولاراً) شهرياً.كما عدد رفسنجاني خمسة أهداف في حال فوزه بالرئاسة: (الاعتدال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والدولي).
وفيما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن قال رفسنجاني: (إذا كان الأمريكيون صادقين فيما يتعلق بتعاونهم والعمل مع إيران فأعتقد أنه حان الوقت لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة).
وأضاف: (أعتقد أنه على الأمريكيين أن يبدؤوا تدريجياً في تبني إجراءات إيجابية بدلاً من عمل الشر ولا يجب عليهم أن ينتظروا رد فعل فورياً مقابل إجراءاتهم الإيجابية).
وبشأن الملف النووي قال رفسنجاني: إن (التخلي عن البرنامج مثل التخلي عن جزء من أراضينا).
وتابع: (أعتقد أن الحل الأمثل هو كسب ثقة أوروبا وأمريكا للتخلص من مخاوفهما بشأن الطبيعة السلمية لصناعتنا النووية وأن نطمئنهما على أنه لن يحدث تحول أبداً) نحو الاستخدام العسكري.أما أحمدي نجاد (48 عاماً) الذي جاء ترتيبه الثاني في الجولة الأولى مفاجأة للمراقبين فهو من رجال الحرس الثوري السابقين ويستمد شعبيته من الفقراء المتدينين من الطبقات العاملة وفقراء الريف والعاطلين الذين وعدهم بتقسيم ثروات النفط الإيرانية بطريقة أكثر عدلاً. وقال: إن العلاقات مع واشنطن ليست من أولوياته. كما رفض نجاد ضمنياً اتهامات التطرف الموجهة إليه، مؤكداً أن (الحرية هي الهبة الأثمن المهداة من الله إلى الأمة الإيرانية.. نريد أن ننشر الحرية بكل أشكالها، وسننعم بأكبر قدر من الحرية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية). ووعد نجاد بعد إدلائه بصوته شرق طهران، ب(بداية مرحلة جديدة) للجمهورية الإسلامية في حال فوزه، موجهاً تحية إلى (شهداء الإسلام والحرية) والخميني.
وقدم نجاد نفسه على أنه (الخادم الصغير والعامل في تنظيف طرقات الأمة الإيرانية).
وقد عمل نجاد خلال الحملة الانتخابية على إظهار نفسه بمظهر (الرجل البسيط المترفع). ويقول أنصاره: إنه يعمل على رأس بلدية طهران وضواحيها من دون أجر وإنه يعيش من راتبه في التعليم.
وقال نجاد: إن (الأمة الإيرانية حاملة علم العدالة والصداقة والسلام في العالم).وفيما يتعلق بالملف النووي قال: (امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية هو مطلب الأمة الإيرانية كلها والحكام كممثلين لهذا الشعب يجب أن يبذلوا كل جهودهم لتحقيق هذا المطلب).
(من يتفاوضون يخافون ولا يعرفون الشعب... وجود حكومة شعبية وأصولية ستغير على الفور موقف البلاد في صالح الأمة).
من جهة ثانية أعرب خاتمي يوم الخميس عن قلقه بشأن (المخالفات) الانتخابية ودعا المسؤولين لمجابهتها. وقد جاء في بيان لوزارة الداخلية انه تم تسجيل 104 حالات من الانتهاكات الانتخابية في الجولة الأولى مما أدى إلى اعتقال 26 وأضاف: إن أفراداً عسكريين كانوا ضالعين في 44 حالة وأن أحد (الشخصيات العسكرية البارزة) اعتقل لأنه أدلى بأحاديث ضد أحد المرشحين وأساء لصورة النظام الإسلامي.
وأكد خاتمي أمس جهوزية كل أجهزة الحكومة من أجل منع التزوير في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
يذكر أن المرشحين الإصلاحيين الذين هزموا في الجولة الأولى وحولوا تأييدهم لرفسنجاني الحرس الثوري المتشدد وميليشيا الباسيج بمساندة أحمدي نجاد. وتحظر القوانين الانتخابية على العسكريين المشاركة في الحملات الانتخابية لصالح أي مرشح.
من جهة أخرى انتقدت الولايات المتحدة الانتخابات الإيرانية وقالت إنها غير عادلة لأن هيئة دينية غير منتخبة منعت عدداً كبيراً من المرشحين من خوض الانتخابات.
وقال المسؤول الأمريكي الجديد للحد من التسلح روبرت جوزيف: إنه من غير المرجح أن تؤدي انتخابات الرئاسة الإيرانية إلى أي تغيير في مساعي البلاد للحصول على أسلحة نووية وهو ما يسبب قلقاً كبيراً للولايات المتحدة. من جهة أخرى ذكر بعض المحللين أن الانتقادات الأمريكية زادت من إقبال الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لتصل نسبة المشاركين إلى 63 في المئة من بين 47 مليون ناخب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved