قرأت منذ فترة خبراً عن أن مجلس الشورى لدينا بدأ بمناقشة النظام الجديد للمرور وأن أعضاءه مع مسؤولين في جهاز المرور يشتركون بمناقشة وتداول الآراء والمقترحات فيما بينهم حول محتوى الفقرات التي سوف ينظمها النظام قبل رفعه والتوصية بإقراره. وكان من بين ما فهمته وشد انتباهي في هذا الخبر العودة لتفعيل قرار ربط حزام الأمان لراكبي السيارة وجعله إلزاميا تفرض على من يخالف ربطه غرامة مالية. وأود من مجلس الشورى الموقر ومن مشاركيهم من رجال المرور الكرام أن يسمحوا لي بالمشاركة عبر صحيفة الجزيرة ببعض الآراء المتواضعة حول هذا الموضوع كوني مواطناً يشملني هذا النظام بجميع مواده وفقراته حين تطبيقه وهو عن موضوع حزام الأمان. وكما هو معلوم لدى الجميع أن الحزام جرى تطبيقه منذ سنوات لفترة وجيزة وتوقف العمل به ولا أدري ما هو السبب أيضا للاتجاه لإعادة تفعيله مرة أخرى. وفي هذا السياق أود أن أقول أليس حرياً بنا أن نسلط الضوء على الأسباب التي دعتنا للجوء للحزام. أليس للتخفيف من تأثير قوة الاصطدام على من هم داخل المركبة في حالة وقوع حادث - لا سمح الله- الذي معظمه بسبب السرعة الهائلة التي تنتج عنها حوادث فظيعة تسببت في الكثير من الفواجع للعديد من الأسر والتي لا يجدي معها الحزام نفعاً بل ربما أصبح عائقا أمام المنقذين عند وقوع الحادث. وقد رأينا في تلك الفترة حين تطبيقه بعض الشباب المشحون نفسياً بالخيلاء وطيش الشباب يقوم فور ربطه الحزام بالانطلاق بسيارته الفارهة بأقصى سرعة محدثاً صوتاً مزعجاً معتقداً أنه في أمان ما دام قد ربط حزام الأمان. ولو قام رجال المرور بالتصدي بكل حزم لمتجاوزي السرعة ومطاردتهم في كل مكان ومخالفتهم لما احتجنا أصلا لحزام الأمان، هذه ناحية. أما الناحية الأخرى فأعتقد أن كثرة أفراد الأسرة السعودية الواحدة التي قد يتجاوز أحيانا عدد أفرادها السبعة أو الثمانية من مختلف الأعمار والأحجام واستحالة توفير مقعد لكل فرد من هؤلاء لأن السيارة مصممة على أساس حمل خمسة ركاب فيظل ما زاد عن ذلك واقفاً داخل السيارة أثناء سيرها، إضافة إلى أن بعض الشركات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة العاملة بشق الطرق وصيانتها والمرافق العامة تلجأ بطريقة غير حضارية لنقل عمالها بواسطة شاحنات متوسطة من نوع (ديانا) أو في أحواض الونيتات إضافة للسيارات القديمة للمواطنين والمقيمين التي ليس فيها أحزمة. وأعتقد أن ما ذكرت سيؤدي إلى إعاقة تطبيقه وأرجو ألا يعتقد أحد أن في سردي لهذه الوقائع هي محاولة مني للتقليل من أهمية حزام الأمان. لا ليس هذا ما أقصده ولكن هذه مساهمة متواضعة مني لزيادة مساحة الرؤية لهذا الموضوع أمام الجميع قبل إعادة تطبيقه بموجب النظام الجديد. وفي رأيي المتواضع هو أن يترك موضوع ربط الحزام اختيارياً وليس إلزاميا للأسباب السالف ذكرها مع التنبيه والتنويه والتوعية بأهمية استخدام حزام الأمان من خلال أجهزة الإعلام المختلفة.. مع تحياتي.
فواز سعود الموسى/الرياض
|