* لندن - واس: جدد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وايرلندة موقف المملكة العربية السعودية الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.. مؤكدا ان المملكة والدول العربية سعت جميعا من خلال مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت لتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط. وقال سموه ان النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يشكل أكبر تهديد لعملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.. وبدون ايجاد حل عادل ودائم يلبي طموحات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره بنفسه واقامة دولته على أرض ترابه الوطني فلن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة. واعاد سموه في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الذي نظمته (مؤسسة القرن القادم) في مجلس العموم البريطاني تحت عنوان (نحو اقامة سلام عادل وشامل ودائم وفق مبادرة السلام العربية القائمة على خطة سمو ولي العهد الأمير عبدالله) أعاد الى الأذهان وعد بلفور عام 1917م بشأن اقامة دولة يهودية في فلسطين.. وقال سموه ان وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر بلفور تعهد في وعده وقتئذ انه لن يلحق أي أذى بالحقوق المدنية والدينية لغير اليهود في فلسطين. كما أعاد سمو الأمير تركي الفيصل الى الأذهان موقف جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الثابت من موضوع القضية الفلسطينية وإثارته القضية في رسالة بعث بها الى الرئيس الأمريكي ترومان عام 1947م حيث طالب فيها بضرورة الالتزام بالمبادئ الأخلاقية وعدم التسامح بالسياسات غير العادلة التي تؤيد المزاعم اليهودية على حساب حقوق وكرامة واستقلال الشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي. واستعرض سموه رد الرئيس الأمريكي ترومان على رسالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وقوله وقتئذ ان المشكلة الفلسطينية هي من أصعب المشاكل التي تواجه العالم.. وقال سموه انه بعد ستة عقود منذ ذلك الرد لا زالت المشكلة الفلسطينية من أصعب المشاكل التي تواجه العالم. وأشار سموه إلى أن موقف المملكة العربية السعودية حيال النزاع العربي الإسرائيلي لم يتغير عن الموقف الذي أعلنه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مؤكدا سموه ان الموقف السعودي يقوم على مبادئ العدل والشرعية الدولية ورفض العدوان. وقال سموه انه بعد قيام دولة إسرائيل ساندت المملكة العربية السعودية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وحقه بإقامة دولته المستقلة على أرضه وحقه في العودة الى وطنه وممتلكاته ومزارعه في فلسطين. واكد سموه ان قيام إسرائيل عام 1967م باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة واحتلال أجزاء أخرى من الأراضي العربية في مصر وسوريا والأردن ولبنان قد أدى الى انتشار عدم الاستقرار في المنطقة.. مشيرا الى موقف المملكة والدول العربية الرافض للاحتلال الإسرائيلي للاراضي العربية. وقال سمو الأمير تركي الفيصل انه في اطار الحاجة لتحقيق سلام عادل وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي طرح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في عام 1982م تصوراته لتسوية سلمية للنزاع العربي الإسرائيلى تقوم وفق المبادئ التالية: - انسحاب إسرائيل من جميع الاراضى العربية المحتلة عام 1967م بما فيها الانسحاب من القدس العربية - ضمان حرية العبادة والشعائر الدينية لجميع الاديان في الأماكن المقدسة - التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه - ممارسة حقوقه الوطنية الكاملة غير القابلة للتصرف - تعويض اولئك الذين لا يرغبون في العودة الى وطنهم - اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. واضاف سموه قائلا: انه على الرغم من موافقة الدول العربية لأول مرة على تسوية سلمية للنزاع مع الاعتراف باسرائيل الا ان الازمات استمرت لكن الآمال تجددت بعد تحرير الكويت عام 1991 في ان يقوم المجتمع الدولى من خلال مؤتمر مدريد في البحث عن عملية سلمية تفاوضية جديدة تضم اسرائيل ودول عربية مثل سوريا ولبنان والاردن وفلسطين.وأشار سموه إلى أن عجز الأسرة الدولية عن القيام بالتزاماتها حيال تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية أدى بالكثيرين في الشرق الأوسط لانتقاد المعايير المزدوجة في متابعة تطبيق القرارات الدولية.. وقال إنه بالرغم من اللامبالاة الظاهرة تجاه العدوان الإسرائيلي والمعاملة غير الإنسانية للفلسطينيين استطاعت الأمم المتحدة اتخاذ قرارات فاعلة في مناطق أخرى تعرضت لانتهاكات.ولفت سموه النظر إلى أن معاناة الشعب الفلسطيني حظيت باهتمام عدد من المراقبين المحايدين من بينهم أعضاء في مجلس العموم البريطاني ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المختلفة. وتطرق سموه إلى الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل بصورة غير شرعية على الأراضيالفلسطينيية وقال إن الجدار المذكور أثار المخاوف من هدفه الحقيقي وهو إيجاد حدود جديدة كأمر واقع بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المقترحة. كما أشار سموه إلى أن مجلس الأمن الدولى تبنى في قراره (1397) تصورا لقيام دولتين.. إسرائيل وفلسطين.. جنباً إلى جنب داخل حدود آمنة معترف بها.. وقال لا يزال الطريق لتحقيق ذلك أمراً مشكوكاً فيه. وأعرب سمو الأمير تركي الفيصل عن الاعتقاد أن العناصر الرئيسية لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط تكمن في تبني المبادىء التالية (...تطبيق حكم القانون والشرعية الدولية.. احترام المسؤولية الدولية.. توخي العدالة والنزاهة). وقال سموه أن سمو ولي العهد استبصر منذ البداية الحاجة إلى كسر الجمود في موضوع النزاع العربي الإسرائيلي حيث قام بطرح خطته التي لقيت إجماعا عربيا حولها باعتبار أن السلام هو الخيار الاستراتيجي للدول العربية. وأكد سمو الأمير تركي الفيصل أن مبادرة السلام العربية لا زالت مطروحة بل وتوفر حلا شاملا للنزاع العربي الإسرائيلي الشائك وقال انه في الوقت الذي رفضت فيه إسرائيل هذه المبادرة وصف البيان السعودي الأمريكي المشترك الصادر في إبريل الماضي المبادرة بأنها مبادرة جريئة بوصفها تحث الأطراف المعنية على تحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وإسرائيل والدول العربية الأخرى.
|